الانتربول الخليجي
تخيل أنك وقعت بجرمية كان مرتكبها يعيش في دولة أخرى، سواء كان الجاني من نفسك بلدك أو غير ذلك إلا أنه لم يكن للشرطة المحلية أي قدرة على أن تقوم بالتحفظ على الجاني حتى يمثل أمام العدالة، حتى لو تمكنت من الحصول على حكم بالإدانة، فلن تتمكن من تطبيقه لأن الشرطة الوطنية ليس لديها أي قدرة على تطبيق القانون على أي دولة أخرى خارجية، وهنا يأتي دور الانتربول والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية.
معلومات هامة عن الانتربول
الإنتربول مصطلح يعبر عن اختصار خاص بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية، وهي منظمة حكومية دولية تضم 194 دولة، وعلى حد قولهم فإن مهمتهم هي مساعدة أجهزة الشرطة في كل الدول التابعة للإنتربول الدولي، للعمل مع بعضهم البعض حتى يجعلوا العالم كله أكثر أماناً، لهذا فإن الانتربول يمكن البلدان من تبادل البيانات التي تتعلق بالمجرمين وبجرائمهم وتمكنهم من الوصول إليهم، وتقدم الدعم الفني والميداني بكل أشكاله المختلفة.
الإنتربول هو أكبر منظمة بوليس دولي في العالم، تم تأسيسه في العشرين من أبريل سنة 1923، وهو يتكون من قوات بوليسية من الدول الأعضاء وهم 194 دولة، حيث يقوم أعضاء الانتربول بتبادل المعلومات فيما بينهم عن المجرمين الدوليين أو المجرمين الهاربين الذين تبلغ عنهم أي دولة وتقوم بإثبات إدانتهم.
يتعاون أعضاء الإنتربول الدولي في الغالب في مكافحة الجرائم الدولية مثل جرائم تزوير الأموال والتهرب، عمليات النصب المختلفة، وعمليات بيع وشراء الأسلحة والمخدرات والممنوعات بشكل عام، ويتم تأمين وتنمية التعاون بين أعضاء الإنتربول على أوسع نطاق بين كل سلطات البوليس الجنائي في إطار القوانين القائمة في الدول المختلفة وإعلاءً لروح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإنشاء وتنمية كل المؤسسات القادرة على أن تساهم في الوقاية من الجرائم التي تخترق القانون العام، وتكافح وتمنع الجرائم الدولية وتكشفها، وتدعم جهود البوليس المحلي حتى تتمكن من مكافحة الإجرام العابر للحدود، حيث يحتفظ أفراد المنظمة بالسجلات الخاصة بالجرائم الدولية، حتى يساعدوا الأعضاء في النواحي العملية، من خلال الانضمام لأفراد الشرطة المحلية فهم يمدوهم بالنصائح اللازمة للتعامل مع المجرمين الدوليين.[1]
طريقة إدارة الإنتربول
يتم إدارة الإنتربول من خلال جمعية عمومية مركزها الرئيسي في مدينة فيينا في النمسا ومقرها الدائم في ليون في فرنسا، حيث يكون لكل عضو في الجمعية العمومية للانتربول الحق في التصويت في كل قرارات الجمعية، وتقوم الجمعية بانتخاب رئيس ثم تقوم بانتخاب لجنة تنفيذية مكونة من اثني عشر عضو، والمركز الرئيسي للإنتربول اسمه السكرتارية العمومية، ويعمل في هذا المركز 250 موظف تقريباً.[2]
الآليات الخاصة بتشكيل الانتربول
تقوم الأمانة العامة بالتنسيق أنشطتها في كل يوم لمناقشة مجموعة من الجرائم، ويدير هذا الأمر الأمين العام لمنظمة الإنتربول، ويعمل تحته كلاً من الشرطيين والمدنيين ويتألف في المقر الرئيسي للإنتربول في فرنسا وفي ليون، ويوجد أيضاً مجمع عالمي للابتكار مقره في سنغافورة، بالإضافة إلى العديد من المكاتب الموجودة في مناطق مختلفة في كل الدول الموجودة على
خريطة العالم
التابعين لمنظمة الإنتربول في كل مكان، حيث يوفر المكتب المركزي الوطني للإنتربول نقطة اتصال مركزية للأمانة العامة مع كل المراكز حول العالم.[3]
قانون الانتربول الدولي
يضم القانون الإنتربول الدولي عدة بنود من أهمها:
-توفير أكبر كم من المساعدات بين الجهات المنوطة بالدول المختلفة وفق ما نصت عليهم حقوق الإنسان لتحقيق العدالة بين الأفراد
-تطوير كافة المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الجرائم والحد منها على مستوى العالم.
-تطبيق المبادئ الأربعة الرئيسية وهم: السيادة العامة للدول، ومبادئ حقوق الإنسان، وتحقيق سبل التعاون المستمر، ونشر مبدأ الحيادية.
-تمنع المنظمة منعاً باتاً التدخل في الشئون الدينية أو السياسية أو مقدرات الدول المختلفة
معلومات عن الانتربول الخليجي
كشف اللواء هزاع الهاجري الأمين العام المساعد في الشؤون الأمنية في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، أن الشرطة الخليجية الموحدة ستقوم بمقام الإنتربول الخليجي، بشكل مطابق لعلم الإنتربول الأوروبي والآسيوي وغيره، وأنها سوف تعمل على العديد من المهام وفي الكثير من الاتجاهات، ومنها تحديث القائمة السوداء الخاصة بمنع المطلوبين جنائياً والمخالفين للقانون بشكل عام، عن المرور بين دول المجلس بشكل مستمر، كما أنه سوف يعمل على خلق اتصال مباشر مع المنظمات المشابهة المختلفة.
وقد جاء هذا في الاجتماع الأول الخاص بمديري الأمن العام في مجلس التعاون الخليجي في الرابع من إبريل سنة 2017، حيث أشار اللواء الهاجري إلي أن هناك بالفعل نقاط اتصال بين دول الخليج بشكل دائم، وهذا الاتصال متصل بمراكز الشرطة حتى يقوموا بتبادل المعلومات الأمنية بينهم، وحيث أن الشرطة الخليجية ليست معنية بتبادل السجناء، بسبب وجود اتفاقيات مشتركة بين دول مجلس التعاون التي تتعلق بهذا الأمر.
قد جاء الاجتماع الأول لمديري الأمن العام في دول الخليج ليركز على مناقشة العديد من الموضوعات ولكن كان الموضوع الأساسي هو مكافحة تجارة المخدرات والإرهاب، وقد كانت الاجتماعات السابقة قبل إنشاء الانتربول الدولي الخاص بمجلس التعاون الخليجي دائماً تحث على الحرص على تبادل المعلومات بين دول الخليج الخاصة بالتهديدات التي تتعرض لها دول المجلس.
وفي هذا الاجتماع قام اللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام في البحرين، بتحديد ست تحديات ومهددات أمنية واجهت دول مجلس التعاون، والتي تتمثل في تفاقم وانتشار ظاهرة الإرهاب بصوره المختلفة، بالإضافة إلى التهديد البحري والجرائم المنظمة والمستحدثة والتطرف الفكري العنيف والجرائم الإلكترونية، والتهديدات التي تتعلق بالحياة المعيشية للمواطنين.
معايير الإنتربول في التوظيف
من الممكن أن يقوم الموظفين الذين يعملون في تنفيذ القانون وغيرهم من المدنيين والعسكريين في الإدارات الحكومية بالتقدم بطلب حتى يحصلوا على إعارة لشغل مناصب إدارية أو غير إدارية في الإنتربول، وبمجرد الحصول على وظيفتك في الإنتربول خلال ثلاث سنوات، فإنك تحصل على العديد من المزايا مثل تكاليف التأمين والسعر، وإذا كانت حكومتك غير مهتمة بتعيينك، ففي هذه المرحلة يكون الانتخاب في الانتربول ليس الخيار المناسب حيث تبدأ العملية عن طريق الاتصال بمكتب الانتربول الوطني في بلدك.[4]
منظمات الشرطة الدولية الأخرى
الانتربول ليس هو الوكالة الدولية الوحيدة التي تعمل على تنفيذ القانون التي تختص بالعمل في أكثر من دولة، حيث وجد العديد من المنظمات الأخرى مثل اليوروبول فهذه المنظمة تعمل مثل الإنتربول، ولكنه يعمل داخل الاتحاد الأوروبي فقط، كما أنه من أساسيات الدخول في الاتحاد الأوروبي، فالشرطة الدولية هي قوة حفظ السلام المؤلفة من العديد من المدنيين المتطوعين، والذي يتم إرسالهم للعديد من المناطق المضطربة في كل أنحاء العالم، ويتم هذا في الغالب بأمر من الأمم المتحدة، وهذا يتم لمراقبة الحالات وحماية المدنيين عند الحاجة إلي هذا الأمر، وفي الغالب تكون هذه القوات مسلحة تسليح خفيف أحياناً.
المهام الخاصة بالإنتربول
توفر الأمانة العامة في الإنتربول مجموعة من الخدمات والخبرات للبلدان الأعضاء، حيث تدير 18 قاعدة بيانات خاصة بالشرطة والتي تحتوي على العديد من المعلومات عن المجرمين والجرائم، مثل الأسماء وبصمات الأصابع التي يحصلون عليها بالإضافة إلى جوازات السفر المسروقة والمزيفة التي يتم مصادرتها منهم، حيث يمكن الوصول إليها في أي وقت خاص للبلدان.
يقوم الإنتربول بتقديم الدعم الاستقصائي مثل التحليل والتحري والطب الشرعي والمساعدة في العثور على الهاربين في كل أنحاء العالم، كما أنه يقوم تدريب الدول الأعضاء وهذا يعد من الأمور الهامة التي يقدمها في كافة المجالات حتى يتمكن المسؤولون من العمل بكفاءة بجانب الخدمات التي يقدمها لهم الإنتربول.
يقوم الانتربول ببذل الجهود بشكل كبير وفعال في ثلاث مجالات بشكل خاص وهم الإرهاب والجرائم المنظمة والجرائم الإلكترونية بهدف الحد من انتشار الجريمة.