حديث شريف عن التعاون

التعاون يقصد به القيام بمساعدة الآخرون وقت الحاجة ، وعدم التخلي عنهم في الشدائد ، وهو مبدأ إنساني يولد الألفة بين الجموع ، وقد ذكر التعاون في العديد من الآيات القرآنية ، فحس الله عز وجل عليه لتقوية الروابط بين المسلمين ، وحس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن التعاون حينما قال : (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ).

وللتعاون العديد من الصور وله أهمية شديدة تعود على الفرد والمجتمع ، وأحيانًا تقف أمامه عقبات بشرية دون فعله ، وسيتضح ذلك جليًا في السطور التالية.


ايات قرانية عن التعاون

قال تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَتَعَأوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰۖ وَلَا تَعَأوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِۚ وَاتَّقُوا اللَّهَۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [1]

وقال تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ..  [2]

ففي الآية الأولى يحسنا الله على التعاون ويشدد على أن يكون التعاون في الخير ، وفي الآية الثانية يوصي الله أفراد المجتمع الواحد بعضهم على بعض ، والعمل بتعاون على الالتزام بكتاب الله الحق.


رسول الله وأحاديث شريفة عن التعاون

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من ينشر مكارم الأخلاق في المجتمع ، لذا فالعديد من الأحاديث الشريفة عن التعاون صدرت منه في مناسبات تجمع الكثير من الصحابة ، وكأنها رسالة منه ليتعلموا سلوك المسلم الواجبة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ).. رواه البخاري [3]

وفي حديث آخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ومَن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً ، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة ، ومَن ستر مسلمًا ، ستره الله يوم القيامة) .. رواه البخاري ومسلم [4]

وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .. حديث متفق عليه

وجميع الأحاديث المذكورة أتت بمعاني بلاغية رائعة ، للحث على التعاون وأهميته للمجتمع ، حيث صور المجتمع المسلم بسور البناية ، وأفراده بحجارة البناية التي إذا تفككت من بعضها انهارت البناية ، في تشبيه لانهيار المجتمع غير المتعاون.


تأثير التعاون على الفرد و المجتمع


تأثير التعاون على الفرد

1- أقوى تأثير للتعاون على الفرد ، هو عدم شعوره بالوحدة والعزلة ، فمشاركة الآخرين والتعاون مع الجموع ، تبعد الفرد حب الذات والأنانية.

2- مشاركة الآخرين تسمح للفرد بتطوير أفكاره ، عن طريق طرح أفكار ومبادرات مختلفة في أثناء التعاون ، مما يؤدي لاتساع الإدراك والفكر.

3- يؤثر التعاون تأثير إيجابي على الحالة النفسية للفرد ، ففي مشاركة الأزمات والمشاكل والأحزان والمناسبات السعيدة ، يجد الفرد نفسه محاط بحب واحتواء من آخرين تجعله في حالة نفسية متزنة.

4- وبالتعاون يتم إنجاز العديد من الأمور التي تؤدي إلى النجاح بشكل أسرع ، فبالتعاون تتحقق الأهداف المرجوة.


تأثير التعاون على المجتمع

1- بالتعاون تتقدم الأمم ، فمشاركة الأفراد بعضهم البعض وتعاونهم على الإصلاح ينهض بالوطن.

2- التعاون بين أفراد المجتمع يغذي فكرة التكافل الاجتماعي ، التي تساعد في التقليل من البطالة في المجتمع.

3- تتحسن ظروف المجتمع الاقتصادية والاجتماعية في حال ساد مبدأ التعاون بين أفراده ، ففي الاتحاد والتعاون قوة.


موانع تحقيق مفهوم التعاون

لكن توجد عدة موانع تحول دون تنفيذ التعاون بمعناه الذي حث عليه الدين الإسلامي الحنيف :

1- كما ذكرنا سابقًا أن التعاون يلزمه مشاركة جميع الأطراف ، فإن كان بين الأطراف ضغينة بسبب مشاكل حياتية ، سيفشل تنفيذ التعاون فيما بينهم ، بسبب شعور الكراهية المسيطر عليهم.

2- وفي مجال العلم ، نجد من يصل إلى مركز مرموق يبخل على المبتدئين في نقل علمه إليهم ، هذا السلوك السلبي ضد مبادئ الإسلام ، ويحول دون تحقيق مفهوم التعاون.

3- الجهل بمفهوم التعاون ، ففي المؤسسات التي تكون الوظيفة بها تنافسية لتحقيق هدف ما ، نجد صعوبة في تحقيق مفهوم التعاون ، بسبب أن كل فرد يرجو أن يكون الأقوى والأفضل بين زملاؤه.