الفرق بين التدريس المصغر والتعلم الذاتي

تسعى جميع الهيئات والمؤسسات التعليمية إلى تطبيق أحدث الاستراتيجيات والوسائل التعليمية والتدريبية التي من شأنها أن تُساعد على تعزيز فائدة العملية التعليمية وخصوصًا في مراحل التعليم الابتدائية والأساسية بوجه عام والدورات التدريبية الخاصة باصقال مختلف المهارات أيضًا بعد التخرج ، ومن أهم وأفضل الاستراتيجيات الحديثة التي قد ساعدت على زيادة القدرة المعرفية والإدراكية وتعزيز عملية التدريب والتعليم هي كل من التدريس المصغر والتعلم الذاتي .

استراتيجيات التعليم والتدريب الحديثة

يعتمد التعليم والتدريب الفعال على مجموعة من الاستراتيجيات الحديثة والهامة التي قد تم تجربتها وتطبيقها في الدول المتقدمة وقد تركت تأثير إيجابي على العملية التعليمية سواء فيما يخص تطوير قدرات المعلمين أو المتعلمين والمتدربين ؛ لأن معظم هذه الاستراتيجيات أصبحت تُركز بشكل أساسي على تفعيل المشاركة الطلابية في العملية التعليمية ؛ حيث لم يعد دور الطالب مقتصرًا على تلقي المعلومات فقط ؛ وإنما أصبح يعتمد على المشاركة الإيجابية والفعالة عبر الأنشطة المختلفة داخل الصف سواء بمفرده أو بالتعاون مع زملائه .

استراتيجية التدريس المصغر

استراتيجية التدريس المصغر أو المعروفة بالإنجليزية بـ Microteaching ؛ هي أحد أهم صور التدريب المكثف التي يتم من خلالها التركيز على مهارة مُحددة يتم تدريب عدد مُحدد من المتدربين عليها في فترة زمنية مُحددة أيضًا ، وهي تُعد أحد صور تدريب المعلمين ؛ حيث أنها تضع المعلم في مواقف تدريسية تدريبية مصغرة حتى يكتسب أهم المهارات التي من شأنها أن تُساعده على تنفيذ بعض المهارات داخل الفصل ، ويتم الاعتماد على استراتيجية التدريس المصغر أيضًا داخل الفصول حيث يشترك بها عدد صغير من الطلاب يتم تدريبهم خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ 10 دقائق على مهارة مُحددة فقط [1] .

أهمية التدريس المصغر

هناك العديد من المزايا المترتبة على استخدام التعليم المصغر ، مثل [2] :

-يُساعد في الحصول على جميع مزايا التدريس الكامل ؛ ولكن من خلال التركيز على مهارة أو معلومة معرفية واحدة فقط من أجل صقل درجة معرفة ومهارة الطلاب أو المتدربين .

-تعمل هذه الاستراتيجية أيضًا على خلق بيئة تعليمية مناسبة وشيقة للطلاب لأنهم غير مطالبين ببذل الكثير من التفكير والمجهود وإنما يكون عليهم فقط أن يقوموا بالتركيز على مهارة واحدة ؛ مما يجعل العملية التعليمية أكثر سهولة ومتعة بالنسبة للطلاب .

-تُعد استراتيجية التدريس المصغر أيضًا من الاستراتيجيات التي يُمكن تطبيقها في أي فرع علمي أو معرفي أو سلوكي أو غيره ؛ حيث أنها تتميز بالمرونة ، وهذا ما جعلها من الخطط التعليمية المتبعة في الكثير من البلدان المتقدمة .

استراتيجية التعلم الذاتي

أما التعلم الذاتي ؛ فهو أيضًا يُعد من أنجح الاستراتيجيات الحديثة في مجال العلم والتعلم ؛ لأنه يجعل الإنسان معتمدًا على نفسه في البحث عن المعلومات واستكشاف الحقائق دون الحاجة إلى وجود معلم أو مُدرب ، وبالتالي ؛ فهو يعتمد على قدراته الخاصة المتعلقة بالذكاء والوعي والإدراك من أجل تحصيل العلم والمعرفة وينطبق ذلك على جميع فروع العلم .

أهمية التعلم الذاتي

هناك عدد لا حصر له من المزايا الهامة والفريدة الناتجة عن تطبيق مفهوم التعلم الذاتي ، مثل [3] :

-يُساعد التعلم الذاتي على تنمية مهارة حل المشكلات والقدرة على التوصل إلى حلول منطقية وفعالة في أي قضية أو مشكلة .

-لا يُمثل التعلم الذاتي أي ضغوطات على المتعلمين ؛ حيث أنه غير مُلزم باختبارات أو أوقات تعليمية مُحددة ، ولكنه يحتاج فقط إلى البحث والاستكشاف من أجل الوصول إلى المعلومة والإجابة على الأسئلة التي تشغل ذهن المتعلم .

-يُساعد على اكتساب المزيد من المهارات الثانوية إلى جانب المهارات الأساسية ؛ وهذا بالطبع من شأنه أن يجعل المتعلم مدربًا وقادرًا على المضي قدمًا في العمل أو الدراسة بالمقارنة مع الآخرين .

-يُمكن للمتعلم هنا أن يختار الطريقة المناسبة والتي تروق له من أجل التعلم سواء من خلال تصفح أحدث الدراسات أو الولوج إلى مواقع مُحددة أو الحصول على دورات تدريبية أون لاين أو ملفات الوسائط المتعددة مثل الصور والفيديو وغيرها من طرق ووسائل التعليم الأخرى .

-يُلبي رغبة جميع الأشخاص في الحصول على أي معلومات يحتاجون إليها دون وجود أي عوائق سواء العمر أو المؤهلات الدراسية أو منطقة الإقامة وخصوصًا في حالة التعلم الذاتي عبر الإنترنت .