الجودة في تعليم الطفولة المبكرة
دائمًا ما يريد الأهل بيئات تعليمية مميزة لأطفالهم ، وأن تتميز تلك البيئات التعليمية بعدة أمور منها الجودة في تعليم الطفولة المبكرة ، حيث يتلقون فيها الاهتمام الفردي ويتم تقديرهم لتميزهم ، فالأهل يريدون لأطفالهم تكوين صداقات وتجارب جديدة وتطوير مهارات جديدة ، كما يرغبون في إقامة علاقة ودية ومحترمة ومتبادلة مع المدرسين والمربين لأطفالهم .
نظام الجودة في تعليم الطفولة المبكرة
تتميز المدارس التي تطبق الجودة في تعليم الطفولة المبكرة بأنها أماكن جذابة ، جيدة التهوية ومنظمة ونظيفة ، فهذه المراكز التعليمية تمثل قدوة بيئية مسؤولة حيث تتوفر بها النباتات والحيوانات ، وأيضًا بها مجموعة واسعة من معدات اللعب التي يمكن للأطفال تجميعها وتفكيكها ، وتقدم المراكز أيضًا زوايا هادئة مع العديد من الكتب والقصص التي يمكن قراءتها ، ويشجع المعلمون الطلاب على استخدام اللغة اللفظية والبصرية ، وذلك لتعليم الطفل بطريقة غير مباشرة [1]
خصائص مرحلة الطفولة المبكرة
تتميز تلك المرحلة السنية بعدة خصائص ومنها :
– التقليد : حيث يقلد الطفل الأشخاص المحيطين به في طريقة مشيهم ، أو في تناولهم للطعام أو في طريقة كلامهم وسلوكياتهم الخ .
– العناد : معظم الأطفال في هذا السن يتمسكون برأيهم ولا يستجيبوا لطلبات والديهم ، لذا يجب الابتعاد عن العناد المتبادل مع الطفل وتوجيهه بأسلوب جذاب للسلوك الصحيح .
– كثرة الحركة : يميل معظم الأطفال إلى كثرة الحركة ، وعدم الاستقرار بدافع رغبتهم في الاستكشاف .
– المبالغة في الأسئلة : تلك السمة تميز هذا المرحلة العمرية للأطفال [2]
النمو الحركي في الطفولة المبكرة
تتطور الحركة لدى الطفل حتى يصل لسن عام ، وهنا يستطيع الطفل الوقوف لوحده بشكل جيد
- من عمر 12 شهراً إلى عمر 15 شهراً يمشي الطفل جيداً .
- من عمر 16شهراً إلى عمر 18 شهراً يمشي الطفل للخلف، وللأعلى .
- في عمر 24 شهراً يمارس القفز في المكان ، ومن الممكن أن يتقن مسك الملعقة .
- من سنتين إلى ثلاث سنوات يصنع الطفل الأشياء بيده مثل الصلصال وبناء المجسمات
- من عمر ثلاث سنوات إلى أربع سنوات يبدأ الطفل في خلع ملابسه بنفسه ولبسها أيضًا .
معايير الجودة في تعليم الطفولة المبكرة
تشمل معايير
الجودة في التعليم
كل من المتعلمين وبيئة التعلم والمحتوى التعليمي والعملية التعليمية ومخرجات التعليم ونتائجه .
1- جودة المحتوى التعليمي (المنهج) :
جودة المناهج ترتبط بوضعها بناءً على معايير تركز على الطالب ، ولا تميز على أساس عرقي أو ديني أو اقتصادي وأيضًا تغرس قيم وطنية في الطفل ، ويكون هدفها هو تعلم الطفل ومحي أميته حيث تعلمه كل المهارات .
2- العملية التعليمية :
عن طريق تشكيل تناغم فعال بين المدرسين والإداريين لتحقيق تجارب تعلم جيدة للطلاب . يجب تأهيل المدرسين واستمرارهم في تطوير مهاراتهم وتطوير قدراتهم ومهارات فهمهم للطفل ، وتدعيم أساليب وطرق التدريس الحديثة ، كما يجب إشراك الطفل في العملية التعليمية بكل الوسائل الحديثة .
وبالنسبة للإداريين يجب دعمهم وتوفير الموارد اللازمة لإنجاح العملية التعليمية ، ويجب توفير كل الأدوات الحديثة لدعم العملية التعليمية ؛ لكي تكون التجربة التعليمية مفيدة وثرية للأطفال .
جودة المتعلمين في مرحلة النمو المبكر
الأطفال أو المتعلمين هم أهم معيار لجودة التعليم ، فحياة الطفل قبل دخوله المدرسة والبيئة التي خرج منها ، وصحته وتجاربه النفسية ، ومدى دعم الأسرة يؤثرون بشكل كبير على سرعة تلقيه للعلم [3]
- التجارب النفسية والاجتماعية في الطفولة المبكرة ؛ حيث يجب إشراك الطفل في برامج تطور من قدراته في تلك المراحل المبكرة من حياته ، فهذا يساعد بشكل كبير على نمو شخصيته بشكل إيجابي وأيضًا نمو عقله ومشاعره وسلوكياته .
- صحة الطفل العامة ، فالتغذية الجيدة هامة جدًا لنمو المخ في السنوات المبكرة من عمر الطفل ، وأيضًا منع الإصابات والأمراض تعد وقاية للطفل وتساعد الطفل بأن يكون متعلم جيد ، وكلما اكتشف أي مرض للطفل في سن مبكر يكون علاجه سهل وتتحسن العملية التعليمية للطفل .
- الانتظام في الدراسة ، فلابد أن ينتظم الطفل في الدراسة ؛ لأن ذلك يؤثر في حجم إنجازه .
- دعم الأسرة ، فكلما كان مستوى تعليم الآباء جيد ، كلما كانت فرصة أطفالهم في التعلم والتفوق أفضل .
جودة بيئة التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة
لكي تكون بيئة التعليم جيدة يجب أن تكون مشجعة وحاضنة للطفل ، وأن تشتمل على إمكانيات مادية واجتماعية ونفسية كما يلي :
- إمكانيات المدرسة ، حيث يجب أن توفر المدرسة مباني مجهزة وحديثة نسبيًا ، ومعدة جيدًا وإتاحة أماكن لممارسة الرياضة ، فإمكانيات المدرسة تؤثر بشكل كبير على جودة العملية التعليمية .
- التفاعل بين إمكانيات المدرسة ومدى جودة استخدام تلك الإمكانيات ، حيث يجب الربط بين جودة إمكانيات المدرسة ومدى جودة استخدام المواد والكتب التعليمية الجيدة ، وأيضًا ظروف العمل لكل من المدرسين والعاملين بالمدرسة ، ومدى توفر صيانة للفصول وكيفية الاستخدام الأمثل لكل الإمكانيات المتاحة .
- حجم الفصل ، فيجب أن تتناسب أعداد الأطفال مع حجم الفصل لكي يستوعب الطفل بشكل جيد .
- بيئة آمنة وسليمة خصوصًا للفتيات ، يجب عدم التمييز بين الأولاد والبنات ، وأيضًا الرحلة للمدرسة يجب أن تكون آمنة فالسلامة الشخصية مهمة للغاية .
- سلوكيات المدرسين وسلامة الطفل ؛ مثل إتباع بعض المدرسيين لأسلوب الضرب كوسيلة للعقاب ، أو غيره من الأساليب التي تنفر الطفل من العملية التعليمية .
- قواعد انضباط فعالة في المدارس ، حيث يجب وضع سياسات وقواعد عامة واضحة للجميع من مدرسين وإداريين وطلاب تنظم العلاقات بينهم داخل المدرسة .
- المدرسة بيئة شاملة وغير طاردة ، فعندما يصل لكل طالب بأن مدرسته مثل بيته جاذبة له ، وليست طاردة لأي سبب ما متعلق بنوعه أو لهجته أو مستواه الاجتماعي وغيره ، هنا ستكون المدرسة عامل جذب لكل طفل .
- الصراعات والحروب ؛ في حالة الحروب وغيرها من الصراعات ، قد يؤثر ذلك على صحة الطفل النفسية وقدرته على التعلم ، فيكون له تأثير جسدي ونفسي وسلوكي .
ولأن أهم مخرجات التعليم هي محو أمية الأطفال وتعليمهم الأساسيات ، وأيضًا إكسابهم الثقة بأنفسهم والمهارات الحياتية وكيفية المشاركة في مجتمعهم وأيضًا كيفية التمتع بصحة جيدة ، تعتبر الجودة في التعليم مكسبًا أكبر يحسن العملية التعليمية ومخرجاتها ، وينتج جيلًا مثقفًا مميزًا ومتفردًا .