الفرق بين اسماء الله الرحمن والرحيم
إن الركن الأول في الإسلام هو الإيمان بالله عز وجل ، ونحن كمسلمين نؤمن بالله وفقًا لأسمائه وصفاته ، ولقد كشف الله عن اسمه مرارًا وتكرارًا في القرآن الكريم ، و سيساعدنا تعلم وحفظ أسماء الله في تحديد الطريقة الصحيحة للإيمان به ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة الأعراف، الآية 180 ، فهل تعرف الفرق بين أسماء الله الرحمن والرحيم ؟ سنتعرف في هذا المقال على معنى أسماء الله الرحمن والرحيم والفرق بينهما .
الفرق بين الرحمن والرحيم
دائمًا وقبل البدء في أي عمل نردد قول : بسم الله الرحمن الرحيم ، أو قبل البدء في قراءة سورة من سور القرآن الكريم نردد أسماء الله عز وجل الرحمن الرحيم ، ولقد ورد اسم الله الرحمن ، واسم الله الرحيم في أكثر من موضع بالقرآن الكريم ، كما توجد سورة كاملة باسم الرحمن .
ففي سورة فصلت يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم { تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} (الآية: 2) ، ويقول الله عز وجل في سورة يس بسم الله الرحمن الرحيم {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (الآية : 58)، وأيضًا يقول الله عز وجل في سورة الحجر : بسم الله الرحمن الرحيم {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الآية: 49)صدق الله العظيم .
معنى الرحمن الرحيم
في تفسير ابن كثير للفرق بين الرحمن والرحيم أوضح بأن الرحمن : هو اسم عام يشمل جميع أنواع الرحمة و يختص به الله عز وجل ، والرحيم إنما هو للمؤمنين، قال الله عز وجل في سورة الأحزاب بسم الله الرحمن الرحيم {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } (الأحزاب: الآية 43)، فلقد خصهم الله باسمه الرحيم ، وهذا يدل على أن اسم الله الرحمن يشمل جميع خلقه ، واسم الله الرحيم خاص بالمؤمنين فقط .
ولقد فسر الشيخ ابن عثيمين معنى اسم الله الرحمن بأنه هو ذو الرحمة الواسعة ،كما يقال بالمثل (رجل غضبان أي إنه امتلأ غضبًا) ، واسم الله الرحيم هو اسم دال على الفعل ، وهنا يجمع الله عز وجل بين رحمته الواسعة ، التي تؤخذ من (الرحمن) ، وأيضا بين وصول الرحمة إلى خلقه ، وتؤخذ من (الرحيم) وأغلب التفاسير توضح بأن الرحمن رحمة عامة ، والرحيم هو رحمة خاصة بالمؤمنين .
فضل أسماء الله الحسنى على المسلم
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : “إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن ، الرحيم ، المَلِك ، القُدُّوس ، السلام إلى أخر
اسماء الله الحسنى
، فمن حفظ أسماء الله عز وجل موقنًا بها مؤمنًا بها دون أن يرتكب الكبائر ما ظهر منها وما بطن دخل الجنة .
واسم الله الرحمن يعني أن الله يمنح رحمته ويوزعها على جميع المخلوقات في هذا الكون ، واسم الله الرحيم يعني صاحب الرحمة الذي يشمل خلقه ، ويشير الرحمن إلى اتساع رحمة الله ويشير الرحيم إلى تأثير هذه الرحمة على خليقته .
ويقول الله عز وجل في سورة الأعراف بسم الله الرحمن الرحيم : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } صدق الله العظيم، فمن أهم أسباب إجابة الدعوة وكشف الغمة هو الدعاء بأسماء الله الحسنى ، فالله عز وجل هو الرحمن ، الرحيم، الغفور فقد كان نبينا محمد صلّ الله عليه وسلم يسأل اللَّه بأسمائه الحُسنى ويقول : أسألك بكل اسم هو لك ، سمَّيت به نفسك ، أو علَّمته أحدًا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي .