قصة الأسد والغزالة

كان ياماكان في سالف العصر والآوان أسد وغزالة يعيشان في غابة كبيرة ممتلئة بالخير، يحكم تلك الغابة الأسد ملك الغابة الذي لا يجرؤ أحد الأفراد على الاقتراب منه أو عصيان أوامره أو حتى المرور من أمامه دون أن ينسى إلقاء التحية وأن يقدم للأسد كافة فروض الطاعة، حيث أن الأسد كان يعتاد أن يخرج كل صباح لكي يعود بعد قليل مُحمل بالصيد الوفير واللحم الكثير من الغابة، ليملأ عرينه بالطعام.

بداية قصة الأسد والغزالة

كان للأسد جارة قريبة وهي الغزالة، وكان الأسد لا يفضل الاقتراب منها، لأن الأسد عنده كان كثير وكان الأسد لا يصيد إلا الأقوياء، والغزالة في نظره ضعيفة فلا يفضل الاقتراب منها، ولا يفكر أيضًا في تناولها كفريسة، وفي يوم من الأيام جاءت الغزالة إلى الأسد وقالت له ما رأيك أيها الأسد أن نصبح أصدقاء وأن أعيش بحمايتك وتحت رعايتك، كي لا يستطيع أحد أن يتجرأ على الاقتراب مني لأن اسمي في ذلك الوقت سوف يقترن باسمك الأسد والغزالة.

غطرسة الأسد وإعجابه بالغزالة

أعجب الأسد بكلام الغزالة نظرًا لتكبره وغطرسته، وقال للغزالة حسنًا أنتي من الآن تحت رعايتي اذهبي وارتعي في المروج بسلام ولا أحد قد يعترض طريقك، فرحت الغزالة كثيرًا بذلك وأصبحت تجري وترجع في الغابة بين الحقول وهي سعيدة ومطمئنة لأنها أصبحت تحت حماية الأسد، ولم يستطع أن حيوان مفترس أن يقترب منها، فكانت جميع الحيوانات تخافها، والجميع أيضًا يغار منها لأنها حصلت على هذا الشرف العظيم.

كانت الغزالة تنام بجوار العرين للأسد دون أي خوف من أحد، وبدأت جميع الحيوانات تتهامس عن صداقة الأسد والغزالة الضعيفة، ولكن هذا الشيء تسبب في إزعاج الأسد المغرور، وخاف الجميع من أن تنظر له الحيوانات بعين النقص، لأنه صادق الغزالة الضعيفة، حاول الأسد أن يتجاهل الموضوع ولم يعطي له أي أهمية.

في يوم من الأيام أصاب الغابة جفاف شديد وقحط، وهذا أدى إلى هجرة الكثير من الحيوانات من الغابة أو موت الكثيرين نتيجة للعطش والجوع، وانقلبت أيام الرخاء للأسد إلى أيام شدة وضيق، وأصبح الأسد يذهب لكي يصطاد من الصباح إلى المساء ولكن دون أن يجد أي شيء، وبدأ عرين الأسد يفضى يوم بعد يوم، والغزالة تلعب وتقفز في سلام أمام الأسد لأنها أخذت منه عهدًا بالأمان، والأسد معروف عنه أنه لا يخلف عهده أبدًا.

الأسد يخون العهد مع الغزالة

ذات يوم مرت الغزالة أمام الأسد فسلمت عليه وهو خارج إلى الصيد ولكن الأسد نظر إليها نظرة مريبة أثارت الخوف في قلبها، لأن الأسد كان بلغ من الجوع مبلغًا عظيمًا وأمامه الغزالة، ولكن الأسد رفض النقاش من عقله ومنع نفسه عن هذا التفكير، ورجع الأسد من رحلة الصيد ولم يكن التوفيق حليفه، ولم يصطاد حتى فأر صغير يسد به جوعه، وأثناء سير الغزالة بجواره ملقية عليه السلام.

فجأة قال لها ” هل تعرفين لماذا يُطلق على الملوك هذا اللقب ؟ فنظرت إليه وأحسّت بنظراته الغدر والخيانة، وسألته لماذا، فقال لها: لأنّ الملوك يغتنمون الفرص فأنا كملكٍ ماذا ستفيدني قصة صداقة الأسد والغزالة إن هلكت جوعًا، فقالت له-ظانةً أنها بهذا تستدر عطفه-: نحن الضعفاء نطمع دائمًا بحمايتكم أنتم الأقوياء، فقال لها الأسد: وأنتم عليكم أن تضحّوا من أجل صداقة الأقوياء وانقضّ عليها مفترسًا إيّاها”، وأصبحت قصة الأسد والغزالة عبرةً لكلّ شخص يقترب من السلطة من غير أن يكونَ له دراية بما يفعله.