ما هو تحليل الإليزا ELISA

مع التقدم العلمي الهائل خلال السنوات القليلة الماضية ؛ أصبح الكشف عن وجود أي أمراض من الأمور الأكثر سهولة من خلال الاعتماد على مجموعة من الاختبارات الطبية والأجهزة الحديثة التي تُساعد على تأكيد أو نفي وجود المرض وتُساعد أيضًا على التشخيص الصحيح ووضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض .

الجهاز المناعي

الجهاز المناعي لدى الإنسان هو المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات ومسببات الأمراض ، ولكن في بعض الأحيان قد تضعف قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه نتيجة وجود خلل في الجهاز المناعي ، ولا سيما في الوقت الحاضر ؛ حيث قد ظهرت العديد من الميكروبات الضارة والخطيرة التي تصيب جسم الإنسان ويعجز الجهاز المناعي عن مواجهتها والقضاء عليها ، ومن هنا جاءت الحاجة إلى بعض التحاليل الطبية التي من شأنها أن تُساعد في التعرف على أسباب ضعف الجهاز المناعي ومنها تحليل الإليزا ELISA .

تحليل الإليزا ELISA

كلمة الإليزا أو ELISA هي اختصار لجملة Enzyme linked immunsorbent assay ، وتقوم فكرة هذا الاختبار على إحداث عملية تفاعل بين الجسم الغريب الذي يدخل الجسم مثل بعض الفيروسات وهو يعرف في علم المناعة باسم Antigen وبين الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم من أجل القضاء على هذا الجسم الغريب وهي تعرف باسم Anti bodies .

حيث أنه عند دخول جسم غريب إلى جسم المريض في أي وقت ؛ يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تجاهه وهذه الأجسام المضادة دائمة وتظل في دم المريض ، بمعنى أنه إذا تعرض مرة أخرى إلى هذا الجسم الغريب أو الفيروس ؛ يقوم الجهاز المناعي فورًا بإنتاج هذه الأجسام المضادة المخصصة للارتباط مع هذا الأنتيجن والقضاء عليه قدر الإمكان .

وهذا يُشير إلى أن أي جسم غريب يدخل الجسم لا بُد أن يحدث هنا تغيير في دم المريض وتتكون الأجسام المضادة به حتى وإن كانت إصابة بسيطة لم تتمكن من الجسم ، ومن هنا جاءت فكرة تحليل الإليزا الذي يقوم على فكرة الكشف عن وجود الأجسام المضادة في دم المريض التي تم تكوينها تجاه أحد الفيروسات أو الأجسام الغريبة الأخرى بالجسم .

وعلى سبيل المثال ؛ إذا كان الطبيب يُريد التأكد من إصابة المريض بفيروس سي ؛ يطلب إجراء تحليل الإليزا للكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس سي في الدم ، وهنا يقوم أخصائي المختبر بإحداث تفاعل بين دم المريض وبين الأنتيجين الخاص بالفيروس عبر أجهزة وكواشف خاصة ، وهنا إذا حدث تفاعل لوني ؛ فإن ذلك يشير إلى وجود الأجسام المضادة في جسم المريض تجاه فيروس سي ، وإذا لم يحدث تفاعل لوني ؛ فهذا دليل على عدم  وجود أجسام مضادة وأن الفيروس لم يدخل جسم المريض .

كما يتم أيضًا استخدام تحليل الإليزا في الكشف عن وجود الأنتيجين في الدم وهنا يتم إضافة كواشف تحتوي على الأجسام المضادة لهذا الأنتيجين ، وفي حالة حدوث تفاعل ، يعني ذلك وجود الأنتيجين في دم المريض ، والعكس صحيح .

طرق إجراء تحليل الإليزا

هناك أكثر من طريقة يم الاعتماد عليها عند الرغبة في إجراء تحليل الإليزا ، وهي :

-الطريقة المباشرة Direct Elisa : وهنا يتم تحديد مستوى وقيمة الميكروب أو الأنتيجين في العينة المأخوذة في دم المريض .

-الطريقة غير المباشرة Indirect Elisa : وهنا يتم تحديد قيمة ومستوى الأجسام المضادة في دم المريض .

متى يتم إجراء تحليل الإليزا

يطلب الطبيب إجراء تحليل الإليزا إذا أراد التثبيت من إصابة المريض بالأمراض التالية :

  • الفيروسات الكبدية الوبائية .
  • فيروس نقص المناعة المكتسبة ( السيدا ) .
  • الأنيميا الخبيثة .
  • مرض Lyme .
  • فيروس زيكا .
  • فيروس الجدري .
  • داء القطط ( داء المقوسات ) .
  • مرض الزهري .

وتُجدر الإشارة إلى أن وجود الأجسام المضادة في جسم المريض لا يُثبت الإصابة ولا يُنفيها لأنه قد يكون الدم محتويًا على الأجسام المضادة نتيجة التعرض إلى إصابة سابقة تغلب عليها الجسم ، في حين أن الكشف عن الجسم الغريب الأنتيجين في الجسم وتقديره بنسب كبيرة يُشير بالفعل إلى الإصابة بالمرض وضرورة العلاج .