قصة احتيال ” فريد فتى ” على المرضى في امريكا
في سنة 2008 تم طرد الدكتور فريد فتى من نقابة الأطباء بلبنان، ولكن لم يمنعه هذا الأمر عن ممارسة مهنته لهذا سافر إلى أمريكا حتى يكمل عمله في الطب، ولكنهم اعتقلوه وتم حبسه 45 سنة في السجن الفيدرالي الأمريكي، وهذا لإحتياله على مئات المرضى، الذين سلبهم راحة البال وزرع فيهم اليأس والرعب والمرض، وتسبب في تكبيدهم أكثر من 35 مليون دولار، وهذا بعد أن أوهمهم أنهم مصابين بالسرطان، السبب الذي أدى إلى أن بعضهم قد فارق الحياة.
بداية فريد فتى
تخرج الفتى من جامعة القديس يوسف في بيروت من كلية الطب، وقد مارس الطب فيها لفترة ثم غادر سنة 2003 إلي أمريكا، وعمل بها وحصل على الجنسية الأمريكية بعد 6 سنوات، وأثناء عمله اكتشفوا في لبنان الاحتيالات التي قام بها أثناء عمله في بيروت، فقاموا بسحب رخصته وتم شطب اسمه من النقابة غيابياً سنة 2008، وقد نقلت وسائل الإعلام اللبنانية عن أن رئيس النقابة د.أنطوان البستاني، أنه وصف الطبيب بأنه قليل الأخلاق دون أن يشرح المزيد.
فتح فتي مركز ميشيغان لأمراض الدم والأورام (M H O)، في روتشستر هيلز بميشيغان، وعلي مدار عشر سنوات منذ افتتاحه لهذا المركز قام بفتح العديد من المراكز الأخرى، في كلاً من روتشستر هيلز ، وكلاركستون، وبلومفيلد هيلز ، وسترلنج هايتس ، لابير وأوك بارك، تروي، وأصبح مواطناً أمريكياً في أبريل سنة 2009.
قصة احتيال فريد فتى
قصة احتيال فتى من أكثر القصص التي شغلت الوسط الطبي ومنذ أن اعترف بجريمته أمام المحكمة المركزية في ولاية ميتشيغان الأمريكية، حيث أعترف على نفسه أنه كان يتعمد تشخيص مرضاه بتشخيص خاطئ، فكان يوهمهم بإصابتهم بالسرطان، وإنه قادر على أن يشفيهم، حتى يتمكن من أن يكسب المال، الذي يجعله يفتح العديد من المراكز والعيادات في ضواحي مدينة ديترويت التي كان يقيم فيها، كما أن احتياله قد شمل شركات التأمين الصحي أيضاً.
هذا الأمر تسبب بأضرار كبيرة لمرضاه وصلت في بعض الأحيان إلى وفاة بعضهم، وبعض الأشخاص نالت مضاعفات العلاج الكيماوي بشكل كبير منهم، وقد قالت أخت إحدى الضحايا أن شقيقتها قد توفيت بسبب خضوعها لعلاج كيمياوي لم تكن بحاجة إليه لأنها لم تكن مصابة بالسرطان في الأساس، وكشف أحد المرضى الآخرين أن جهاز المناعة في جسمه قد تضرر للغاية بسبب الأدوية التي كان يتناولها.
محاكمة فريد فتى
خلال محاكمة فتى، اعترف بجرمه وأقر أنه اقترف هذا الخطأ من نفسه حتى يتمكن من جني المزيد من الأرباح، وقد اعادت هذه المحاكمة إلي الأذهان بعض الجلسات القديمة لشبهات بدأت تطاله عندما تقدمت أنجيلا سوانتك وهي ممرضة بشكوى ضد فتي سنة 2010 تفيد هذه الشكوى أن المرضى يخضعون إلي العلاج بالأدوية الكيميائية بطريقة لا تلائم الوضع الصحي لهم، ولكن السلطات المحلية لم تتمكن من أن تثبت عليه أي تهمة، ولكن تم اثبات التهمة بعد أن تم تقديم 16 دعوى ضده في 2013، بسبب تشخيصيه لأمراض لا يعاني أصابها منها في الأساس، مع وصف أدوية باهظة الثمن لهم وهي في الأساس غير ضرورية لهم.
وحسب قوله، فقد كان الدكتور المحتال فريد فتى يدرس كل زبون وحالته من حيث الوضع المالي، ومن حيث عمله ومكان إقامته، وفقاً لاستطاعته كل منهم يقوم باختيار نوع السرطان الذي سوف يخبره به، ثم يخبره بضرورة العلاج بالأشعة أو بالاستئصال أو بالعلاج الكيماوي، حيث كان يصف لهم عمليات معالجة مختلفة، أرخص عملية منهم تصل إلى 15 ألف دولار.
تم الحكم على فريد فتى بالسجن مدة 175 سنة، ولكن محامي الدفاع قد قدم التماس لأنه أب ولديه أبناء وأرد أن تكون 25 سنة، إلا أن القاضي رفض وجعلها 45 سنة.