قصة مصور الروح
ظهر التصوير بالروح في الستينيات من القرن التاسع عشر حيث كانت الولايات المتحدة تُعاني من آثار الحرب الأهلية التي أودت بحياة 620 ألف شخص ، وفي عمق هذا الحداد انجذب الأمريكيون إلى أشخاص ذا اتصال بالأرواح المغادرة من خلال الصلوات التي يؤدوها حيث يمكنها من خلالها التحدث مع الأموات ومنح بعض المصورين الفرصة لالتقاط بعض الصور التذكارية مع الأبناء وأخواتهم المفقودين مرة أخرى .
أمريكا في القرن التاسع عشر
كانت أمريكا في الستينيات من القرن الماضي دولة حزينة ، غارقة في الحرب الأهلية والمرض وكان الموت في كل شيء مثل المياه القذرة ، والهواء الملوث ، وساحات القتال المليئة بالدم في الجنوب ، وكان المصورون في ساحات المعارك أيضًا ، حيث سجلوا الحزن والخسارة بالأبيض والأسود ، وتمسك الناجون من الحزن وهم يائسون لرموز الحياة الدائمة بأي قشة من الأمل ، وكانت الصورة الروحية بمثابة الشيء الذي يمنحهم القوة والأمل .
تبرز صور ويليام مملر الروحية كأحد الخدع الكبرى في تلك الفترة ، وإن حرفته المضللة والقدرة المزعومة على التقاط ظلال الموتى على الصور الفوتوغرافية السلبية تضعه مع غيره من المحتالين في أمريكا في منتصف القرن التاسع عشر .
المصور الفوتوغرافي ويليام مملر
كان ويليام مملر مصوراً روحياً أمريكياً عمل في نيويورك وبوسطن ، وكانت صورته الروحية الأولى على ما يبدو بمثابة حادثة كبيرة وهي صورة ذاتية كشفت عند تصويرها عن روح ابن عمه المتوفى .
لقد كرس المصور ويليام مملر المعروف باسم مصور الروح حياته لمتابعة تصوير الروح بدوام كامل ، وذلك عن طريق الاستفادة من العدد الكبير من الأشخاص الذين فقدوا أقاربهم في الحرب الأهلية الأمريكية التي أودت بحياة ما يقرب من 620 ألف شخص .
لقد صور المصور ويليام مملر العديد من الصور الفوتوغرافية لكثير من الأهالي الذين فقدوا أحبائهم في الحروب ، ولكن صورته الأكثر شهرة هي صورة ماري تود لينكولن مع شبح زوجها أبراهام لنكولن ، بالإضافة إلى صورة السيد هيرود حيث جاء في الوسط بين ثلاثة أدلة من الروح .
محاكمة ويليام مملر
كذب هذه الصور كثير من المشككين ، وفي البداية كانت معالجة الصور جزءًا معروفًا من فن التصوير الفوتوغرافي وكان مصورون آخرون يقومون بتجربة علنية للتعرض لمزيد من المؤثرات مما كان يخلق تأثيرًا حقيقياً ، وذات يوم ذهب المصور المخضرم جي دبليو إلى الأستوديو وجلس بعناية ليرى كل خطوات التصوير بما فيها الغرفة المظلمة ، وشاهد بنفسه شكل أخر خلف الزجاج ، وكان عبارة عن شبح وهو والد المصور الذي توفى قبل 13 عامًا .
بمرور الوقت زادت شعبية مملر وابتكر صورة جديدة لسيدة فقدت أخاها بالحرب الأهلية ، ولكن عندما عاد أخاها للمنزل بدت الأمور محرجة ، بدأ اتهامه بعمل صور احتيالية ولكن المرأة ألقت اللوم على الروح الشريرة ، ونظرًا لأن الأمور كانت غير مستقرة في بوسطن حاول الانتقال إلى نيويورك عام 1869م ولكن سرعان ما تم اعتقاله بتهمة الاحتيال بتهمة الخداع وتمكن الخبراء من عرض تسع حيل استخدمها في الخداع .
براءة المصور ويليام مملر
بعد أن تم نقل مملر في النهاية إلى المحكمة بتهمة الاحتيال والسرقة ، وعلى الرغم من أن القاضي برأه ، إلا أن الحدث دمر مسيرته وتوفي مملر في حالة فقر شديد ، واليوم تم التعرف على صور مملر كصور مزيفة ، لكنها انتشرت على نطاق واسع خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر وتم تسويقها كأشياء من المعتقدات والفضول البصري داخل وخارج الحركة الروحانية .
عند محاكمة ويليام مملر كان هناك الكثير من الطرق لتزوير الصور ، وتمكن الدفاع عنه من إقناع هيئة المحلفين بحدود تكنولوجيا التصوير وتم تبرئته وعاد إلى بوسطن وابتعد عن تصوير الأرواح وعاد لنشاطه السابق العمل في الكيمياء ، وفي النهاية ابتكر تقنية سمحت بطباعة الصور على صفحات الجرائد .