الضوضاء البيضاء وتحسين السمع
من المعتقد على نطاق واسع أن الناس يسمعون بشكل أفضل في بيئة هادئة بدلاً من أن تحيط بهم الضوضاء ، ومع ذلك توجد دراسة علمية حيث اكتشف باحثون في سويسرا أن الضوضاء البيضاء في الخلفية تزيد من القدرة على التمييز بين الاختلافات اللطيفة في أنماط الأصوات والتي تشير إلى إمكانية سماع أفضل .
قدرة الدماغ على تمييز الأصوات
وجد باحثون من جامعة بازل أن قدرة الدماغ على التمييز بين الضوضاء الدقيقة تتحسن عندما تكون هناك ضوضاء بيضاء في الخلفية ، وهذا يمكن أن يمهد الطريق للتقدم في تطوير أجهزة السمع وخاصة زراعة القوقعة .
وجد الباحثون أن الضوضاء البيضاء المستمرة تمنع نشاط الخلايا العصبية في القشرة السمعية وهي منطقة الدماغ التي تعالج المنبهات الصوتية ، ويوضح العلماء أنه حدث تداخل أقل بين مجموعات الخلايا العصبية خلال عرضين منفصلين ، ونتيجة لذلك أدى الانخفاض الكلي في نشاط الخلايا العصبية إلى زيادة قدرة الدماغ على التمييز بين أنماط الأصوات بشكل واضح .
للتأكد من أن القشرة السمعية كانت مسؤولة عن إدراك الصوت ، استخدم الباحثون تقنية التحكم في الضوء في علم البصريات الوراثي ، وكانت نتائج الدراسة لديها القدرة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الشديد ، ولذلك من المعقول أن تكون غرسات القوقعة الصناعية مجهزة بتأثير مشابه للضوضاء البيضاء من أجل تحسين دقة التردد وبالتالي سماع المستخدمين .
الضوضاء تحسن السمع
على الرغم من أهمية السمع في التواصل البشري ، لكن ما زلنا لا نفهم سوى القليل جدًا عن كيفية فهم الإشارات الصوتية وكيفية معالجتها للسماح لنا بفهمها ، وكلما تمكنا من التمييز بدقة بين أنماط الصوت ، كان صوتنا أفضل ، ولكن كيف يتمكن الدماغ من التمييز بين المعلومات ذات الصلة والأقل صلة بالموضوع خاصة في بيئة بها ضوضاء في الخلفية .
قام باحثون بالتحقيق في الأساس العصبي لإدراك الصوت والتمييز السليم في بيئة سليمة مليئة بالتحديات ، وكان التركيز على البحث في القشرة السمعية أي مجال الدماغ الذي يعالج المنبهات الصوتية .
كما هو معروف يصبح التمييز بين الأصوات أكثر صعوبة كلما اقتربنا من طيف الترددات ، وفي البداية افترض الباحثون أن الضوضاء الإضافية يمكن أن تجعل مهمة السمع أكثر صعوبة ، ومع ذلك لوحظ العكس حيث تمكن الفريق من إثبات أن قدرة الدماغ على التمييز بين فروق النغمة الدقيقة تتحسن عند إضافة ضوضاء بيضاء إلى الخلفية مثل البيئة الهادئة التي سهلت الإدراك السمعي .
الضوضاء تقلل نشاط الخلايا العصبية
أظهرت بيانات المجموعة البحثية أن الضوضاء البيضاء تمنع بشكل كبير نشاط الخلايا العصبية في القشرة السمعية ، وأدى قمع الإثارة العصبية إلى إدراك أكثر دقة للنغمات النقية ، ويوضح العلماء أنهم وجدوا تداخلًا أقل بين مجموعات الخلايا العصبية خلال تمثيلين منفصلين ، ونتيجة لذلك أدى الانخفاض الكلي في نشاط الخلايا العصبية إلى التمييز بين الأصوات بوضوح .
للتأكد من أن القشرة السمعية وليس منطقة أخرى من الدماغ هي المسؤولة عن التغيير في الإدراك الصوتي ، استخدم الباحثون تقنية ضوئية حيث يمكن استخدام النتائج التي توصلوا إليها لتحسين الإدراك السمعي في الحالات التي يصعب فيها تمييز الأصوات ، وبالتالي أصبح من الممكن تصور أن زراعة القوقعة يمكن تحفيزها بتأثير مشابه للضوضاء البيضاء من أجل تحسين دقة التردد وبالتالي نتيجة سماع مستخدميها .