مقتطفات من كتاب تحفة العروس
إن الزواج هو أحد ركائز الحياة الإنسانية ؛ حيث أنه من ضروريات الحياة اللازمة ، وهو الذي يحافظ على بقاء الجنس البشري ، والزواج في الدين الإسلامي رباط مقدس وميثاق غليظ ، ولقد اهتم الإسلام بتعليم الزوجين معنى الحياة الزوجية التي تُبنى على المودة والرحمة ، وقد ورد في سورة الروم قول المولى عزّ وجل “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)” ، وكان من دواعي الاهتمام بتعليم الزوجين ثقافة الحياة الزوجية ولا سيما الجنسية هو ظهور الكتب الثقافية التي تتحدث في إطار ديني صحيح.
كتاب تحفة العروس
هو كتاب يُعرف أيضًا باسم “الزواج الإسلامي السعيد” ، لمؤلفه الباحث “محمود مهدي الإستانبولي” ، ويهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على الحياة الزوجية والجنسية للزوجين ، والتي يساورها الخوف والكتمان ، كما يغمرها الجهل وعدم المعرفة الصحيحة ، وهو ما يجعل الحياة الزوجية غير مستقيمة في كثير من الأحيان ، ولذلك فإن الجهل بالحياة الزوجية بوجه عام ؛ والجنسية بوجه خاص يشكل خطرًا يهدد استقرار الزواج ، ولكن الدين الإسلامي قد جاء بالمعرفة والعلم الصحيح الذي يزيل غيابات الجهل ، ولذلك أراد الكاتب أن يضيء طريق الزوجين أو العروسين منذ بداية الطريق بهذا الكتاب.
مقتطفات من كتاب تحفة العروس
باب الزواج من نعم الله على عباده
فالزوجة ملاذ الزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش ويركن إلى مؤانسته بعد كده وجهده ، وسعيه ودأبه .. يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا ملاذ .. إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فرحة مرحة ، طلقة الوجه ضاحكة الأسارير .. يجد منها أذنًا صاغية وقلبًا حانيًا ، وحديثًا رقيقًا يخفف عنه ويذهب ما به.
فالزوجة سكن لزوجها يسكن إليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودة والطهارة ، فيسكن القلب عن الحرام وتسكن الجوارح عن التردي في حياة الرزيلة والانزلاق في مهاوي الخطيئة ! (الإسلام والحياة الجنسية).
باب الحض على الزواج
وقد يشوب الحياة الزوجية شيء من المتاعب بسبب الأولاد وأعباء المنزل ، ولكن المتزوج يشعر مع ذلك بالرضا والطمأنينة وإشباع النفس ، في حين أن الأعزب غالبًا ما يشعر بفراغ في حياته ونقص في معيشته. وصدق من قال : إن الأعزب قد يكون ملكًا في شبابه ولكنه يصبح عبدًا مسكينًا في شيخوخته ، أما المتزوج فقد يكون عبدًا مسخرًا في السنين الأولى من حياته الزوجية ، بيد أنه عندما يهرم يجد نفسه ملكًا متوجًا في بيته ، ولا يحس بالوحشية والعزلة التي يشعر بها غير المتزوج من المسنين.
باب التسامي بالغريزة الجنسية
ويقول لك آخرون ، إن الامتناع يقود إلى التعود على الاستمناء باليد. إن من المؤكد إن رفقاء السوء ، أو المشاهد المثيرة قد تقود بعض الشبان إلى هذا الفعل ، ومتى انقاد إليه مرة ، استسلم إليه مرات كثيرة غيرها ، لأن فقدان الإرادة يساعد على ذلك ، وكذلك في السجون ، كثيرون هم الذين ينقادون لمثل هذا الفعل ولكن هنالك شيئًا واحدًا تطلبناه منذ البدء وهو قوة الإرادة والطهر الكافيان للامتناع ، ولا ننسى أن أولئك الذين يتبعون النساء يقبلون أكثر من غيرهم على هذا الفعل ، وخاصةً كلما تعذر عليهم إيجاد امرأة يقضون معها وطرهم ، فهم يجدون في الاستمناء وسيلة أسهل لتصريف حاجة الجسد.
باب النساء من أجمل متع الحياة
فالأنوثة ليست جسدًا فحسب ، بل هي قبل ذلك تجسد للحب المقدس والجمال والرقة والروح المهذبة والتعلق النبيل ، فلو استطاع الرجل العبقري أو غير العبقري ، أن يعيش هذه المظاهر الإنسانية الأصيلة في رسالة أو هواية ، فإنه قد يستطيع أن يستعيض بها عن المرأة ، ولكن استعاضة الظمآن عن الماء القراح بمقطر الفواكه وعصيرها!..
باب اختيار الزوج والزوجة الصالحين
إن الدين أهم عامل في الكفاية (الكفاءة) فالرجل الذي يعمل بأوامر الإسلام ويتجنب نواهيه يكون برًا بزوجته ، أمينًا عليها. والمرأة ذات الدين لا تنخدع لهواها ولا ترخص لنفسها ، ولا تهمل شأن بيتها ولا تغفل عن تربية أبنائها وتأديبهم ، وإصلاح شأنهم ، ولا عن حقوق زوجها ، فالدين يحض من قوتي الغضب والشهوة ، ويكفي أنه علاج ناجح لشفاء النفوس ، وواق لها من فساد الخلق والتردي في مهاوي الرذائل.
باب ما يفعل الزوج صبيحة عرسه
ينبغي للزوج صبيحة عرسه أن يسلم على أقربائه الذين في داره ويسلموا عليه ويدعو لهم ، وأن يقابلوه بالمثل. أولم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ بنى بزينب فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا ، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فسلم عليهن ودعا لهن وسلمن عليه ودعون له ، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه.