الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة

تُعد صلاة الجماعة من أهم وأجمل المظاهر الإسلامية التي يحرص عليها جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض ، وقد أعد الله تعالى لكل مسلم يُحافظ على صلاة الجماعة فضل ثواب عظيم .

صلاة الجماعة

تُعد الصلاة بوجه عام واحدة من أهم أركان الإسلام الخمسة ، وقد فرض الله تعالى على كل مسلم ومسلمة خمس صلوات يوميًا ، ومن خلال الأحاديث النبوية الشريفة والسنة النبوية أرشدنا سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم ـ إلى كيفية أداء الصلوات بشكل صحيح .

أما صلاة الجماعة فهي متاحة لكل مسلم ومسلمة ويحصل كل من يقوم بها على عظيم الثواب سواء في المنزل أو المسجد ، وقد أشار علماء الإسلامية إلى أن صلاة الجماعة فرض على الرجال ولكنها ليست فرضًا على النساء ، ويأثم من يتخلف عن صلاة الجماعة من الرجال .

فضل صلاة الجماعة

جاءت الكثير من الأحاديث النبوية التي أوضحت فضل وعظيم ثواب صلاة الجماعة ، مثل :

-عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : { صَلاةُ الرَّجُلِ في جَماعةٍ تُضَعَّفُ عَلى صلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وفي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرينَ ضِعفًا ، وذلكَ أَنَّهُ إِذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ ، لا يُخْرِجُه إِلاَّ الصَّلاةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَه بهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّتْ عَنْه بهَا خَطِيئَةٌ ، فَإِذا صَلى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّه ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ ارحَمْهُ . وَلا يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاةَ } مُتفق عليه .

-وعن أبي هُريرة أيضًا ، أن أحد الرجال المسلمين وكان كفيفًا أتى إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : { يا رسولَ اللَّهِ ، لَيْس لِي قَائِدٌ يقُودُني إِلي المَسْجِدِ ، فَسأَلَ رسولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَن يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَليِّ فِي بيْتِهِ ، فَرَخَّص لَهُ ، فَلَمَّا وَلىَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَجِبْ } رواه مسلم .

وهذا يُوضح ضرورة أن يحرص كل مسلم على صلاة الجماعة بكل طاقته وقوته وأن لا يتخلف عنها مُطلقًا سواء في الفروض الخمس اليومية أو في حالة صلاة الجمعة ، إلى جانب أهمية الحرص على صلاة العيدين أيضًا .

حكمة مشروعية صلاة الجماعة

يتساءل البعض ؛ لماذا فرض الله تعالى صلاة الجماعة وجعلها دليل على اكتمال الإيمان ، وفي حقيقة الأمر أن الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة هي أنها مظهر هام جدًا من مظاهر الدين الإسلامي ؛ حيث أن ترتيب المصلين في الصفوف كأنهم بنيانًا مرصوصًا ؛ يجعلهم يشبهون صفوف الملائكة في عبادتهم ، ويشبهون مواكب الجيوش العسكرية أيضًا في قيادتهم .

كما أن صلاة الجماعة تُعتبر من أهم أسباب زرع روح الود والألفة والمحبة والتعاطف والتراحم والقوة والوحدة في صفوف المسلمين ، ومن هنا جاءت الحكمة من فرض صلاة الجماعة .

كما أن صلاة الجماعة تعتبر من أهم مظاهر العزة والقوة والتماسك في صفوف الأمة الإسلامية ، وتُربي النشأ الصغير على الاجتماع مع أقرانهم من المسلمين وتذيب الفروق بين أبناء الأمة الإسلامية ؛ حيث يصطف في الصلاة كل الناس سواسية ولا مجال للتفريق بين أي مسلم والآخر في الصلاة إلّا بتقوى الله ، حيث أننا نجد الغني يقف بجوار الفقير ، والصغير يقف بجوار الكبير ، والمعلم يقف بجوار طالب العلم وهكذا في توحد وسواسية .

ويُعد اجتماع المسلمين في المسجد أيضًا من أهم الأمور التي تُساعد على تدارس حال الأمة الإسلامية وتقديم يد العون لبعضهم البعض من خلال زرع روح التكافل الاجتماعي ، كما تُساعدهم المواظبة على الذهاب إلى المسجد أيضًا على تعلم صحيح الدين والالتزام بأحكامه .