صفات المنافقين في سورة المنافقون

يُشكل المنافقون خطورة على المسلمين ، لما يتسمون به من الخداع والمكر والدهاء وكراهية المؤمنين ، ولذلك فإن الله تعالى قد بيّن

صفات المنافقين

في القرآن الكريم ، كما أنزل سبحانه وتعالى سورة تحمل اسمهم وهي سورة “المنافقون” ، وذلك من أجل أن يعرف المسلمون صفات هؤلاء الذين يستطيعون التلون والظهور بمظاهر مختلفة ومتعددة من أجل الوصول إلى أهدافهم البعيدة كل البُعد عن الإيمان وعن الإصلاح والاستقامة.

صفات المنافقين بسورة المنافقون

الكذب والخداع

من أبرز ما يتصف به المنافقون هو كذبهم وخداعهم وادّعاءهم ما ليس في قلوبهم ؛ حيث أنهم يدّعون الإيمان ولكنهم لا يؤمنون أبدًا ويحاولون خداع الآخرين بالأيمان الكاذبة ، وقد قال الله تعالى في اول سورة المنافقون “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

ادّعاء البلاغة والقوة

يحاول المنافقون الظهور بأبهى المظاهر الخداعة ؛ فيحاولون التحدث بما يجذب الآخرين ليكونوا أصحاب بلاغة وفصاحة وقوة ، ولكنهم في الحقيقة غير ذلك ؛ حيث أنهم ضعفاء من الداخل يخافون من كل أمر قد يقع ؛ فيظنون أنه سيلحق بهم ، وفي ذلك قال الله تعالى “وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”.

التكبر وعدم الإيمان

يظهر المنافقون بصورة متكبرة ؛ حيث أنهم يستكبرون على الله تعالى حتى حينما يُدعون للإيمان كي يستغفر لهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم عند ربهم ؛ فإنهم يُعرضون وهم في حالة من الاستكبار والتعالي ، ولكن الله لن يغفر لهم نتيجة لأفعالهم السيئة وظلمة قلوبهم ، وقد قال الله تعالى “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ(5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.

محاربة الله ورسوله

عُرف المنافقون بمحاربتهم لله وللرسول بكافة الطرق المباحة لهم ، ومما فعلوه أنهم طلبوا من أصحابهم عدم الإنفاق على أصحاب الرسول من المهاجرين حتى يتفرقوا من حوله ، ولكنهم لا يدركون أن الله سبحانه وتعالى يمتلك خزائن السماوات والأرض ، وفي ذلك قال الله تعالى “هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ”.

توهم العزة والعظمة

يتوهم المنافقون أن العزة لهم بكثرة ما يمتلكون من أموال وأتباع ، ولكن العزة الحقيقية لله ولرسوله وللمؤمنين ، ومما ورد في ذلك المعنى قوله تعالى “يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.

أهمية معرفة صفات المنافقين

لقد أراد الله تعالى لعباده المؤمنين أن يكونوا على دراية بالصفات الذميمة للمنافقين ، وذلك من أجل عدم الانخداع بمظاهرهم وأقوالهم الخداعة التي تشكل خطرًا على المسلمين ، وهو ما يجعلهم في حالة من التأهب والحذر لمكر هؤلاء الذين يدّعون الإيمان وهم لا يفقهون عنه شيئًا ، ويتعلم المسلمون أيضًا من ذلك أهمية عدم الاغترار بالمظاهر لأنها قد تخدع ، وقد أجاز الله تعالى الدعاء على الكافرين والمنافقين نتيجة لسوء أفعالهم وكرههم للمسلمين ، ولذلك أعدّ الله لهم عذابًا أليمًا.