فيزياء سنن الله في الكون

يخوض العالم ثورات علمية تقدمية تحاول الوصول إلى حقيقة هذا الكون وما يحتويه من مظاهر فلكية مختلفة ، وفي الحقيقة فإن القرآن الكريم قد وضع جميع الحقائق الكونية بكل دقة قبل ألف وأربعمائة عام ، ولقد أثبتت العلوم الحديثة والأبحاث والدراسات التي أقيمت كافة الحقائق التي جاء بها القرآن الكريم ؛ حيث أنه كتاب الحق الذي جاء بالهدى ليخرج العالم كله من الظلمات إلى النور ، وقد قال الله تعالى “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” ؛ في إشارة إلى قدرته سبحانه وتعالى على كل شيء.

ما هي الفيزياء الكونية

هي فرع ينتمي إلى علوم الفضاء يقوم بتطبيق قوانين الكيمياء والفيزياء في شرح كيفية حدوث الظواهر الطبيعية بالكون مثل ولادة وموت النجوم والكواكب ، وتشتمل الفيزياء الكونية على نوعين من العلوم المترابطة أو المتقاربة وهما علم الكونيات وعلم الفلك ، ويسعى هذا العلم إلى فهم هذا الكون المحيط بكل ما فيه من ظواهر معقدة ؛ حيث يعمل على معرفة كيفية عمل الكون وكيفية تطوره منذ أن بدأ ، ولقد وقف هذا العلم على العديد من الحقائق المثبتة في القرآن الكريم منذ زمن طويل.

فيزياء سنن الله في الكون

يشير معنى سنة الله في الكون إلى القوانين الشاملة التي سنّها الله تعالى في الوجود ؛ فأخضع من أجلها كل ما هو موجود من المخلوقات سواءًا حية أو جامدة ، ومن بين هذه الحقائق الكثيرة التي أثبتها علم الفيزياء الحديث في الكون :

يقول المولى عزّ وجل “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” ، ومن خلال هذه الآية الكريمة يتضح أن السماء والأرض كانتا ملتصقتين وفصلهما الله تبعًا لبعض التفسيرات ، كما تؤكد الآية أنه جعل من الماء الحياة ، وقد أثبتت الفيزياء هذه الحقائق وكيف بدت السماء مرتفعة عن الأرض بعناية ودون أي شيء يحملها ؛ كما قال الله تعالى “اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ”.

ولقد أثبت علم الفيزياء أيضًا أن الأرض تتابع دورتها حول الشمس بانتظام ودقة ، وهو ما يتسبب في ظهور الفصول الأربعة على مدار العام ، كما أنها تعمل على ضبط الضوء والحرارة القادمة من الشمس ، وتلعب دورًا مهمًا كذلك في كافة الظواهر المناخية المتحكمة في نظام الهواء وضبط فترات المطر  ، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقائق ؛ حيث يقول الله تعالى “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا”.

أثبت العلم الحديث كذلك وجود آثار للدخان الأول الناتج عن عملية الانفجار العظيم الذي حدث للكون على بُعد عشرة مليارات سنة ضوئية ، وقد سادت هذه الحالة الدخانية المعتمة قبل خلق السماوات والأرض ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ” ، وهو ما يؤكد تلك الحقائق الفيزيائية التي توصل إليها العلم مؤخرًا.

ومما أثبته العلم الفيزيائي الحديث أيضًا القوة الجاذبية وهي التي تشير إلى القوى الكونية ، وهو ما يعني أن كل جسم موجود في هذا الكون لابد وأن يخضع لقوى الجاذبية تبعًا لكتلته أو لكمية الطاقة الموجودة فيه ، وقد قال الله تعالى “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ” ، وهي من الآيات الكونية التي تثبت هذه الحقيقة العلمية الحديثة.