مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع
مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع، ان كتابة المقالات والمواضيع في اللغة العربية هي من اهم الامور التي يهتم بها العديد من باحثين اللغة العربية والدارسين والمتعمقين في تفاصيلها، لما تحمل من توضيح وتفصيل للموضوع الذي تقوم المقالة بتناوله وما تحمله من اراء حول هذا الموضوع.
مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع
ان موضوع الشعور بالانا والاستقصاء هي من اهم المواضيع التي يبحث عنها الكثير من الناس، وان من اهم الاسئلة التي يتكرر البحث عنها في ها المجال بر محركات البحث هي مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع، اليكم الان مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع:
” يقول جان بول سارتر: “إن الآخر ليس شرطا لوجودي فقط ، بل هو أيضا شرطا للمعرفة التي أكونها عن نفسي ” . دافع عن صحة هذه الأطروحة..
طرح المشكلة :من الشائع عند البعض أن معرفة الذات تتم عن طريق الوعي و أنه بإمكان الإنسان إثبات ذاته بنفسه بعيدا عن مجتمعه و منعزلا ،في حين يعتقد البعض الآخر بأنه لا يمكن للإنسان معرفة ذاته إلا عن طريق التواصل مع غيره وذلك بالتأثر والتأثير ونحن بصدد الدفاع عن هذه الأطروحة . فكيف يمكننا أن ندافع عن هذه الأطروحة؟. وما هي الحجج والبراهين التي تأكد وتدعم هذا الطرح ؟. بعبارة أخرى كيف نعتبر وجود الغير شرطا ضروريا لمعرفة الذات؟.
عرض منطق الأطروحة: يرى جان بول سارتر أن الشعور هو دائما شعور بشيء ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته فالتواصل مع الغير يمكننا عن طريق الوعي بالمماثلة والإحساس المشترك والنظر من أن يؤسس المعرفة بالذات فقد ذهب سارتر إلى اعتبار الآخر مقوما أساسيا ، مكونا للانا والوعي به والنقطة الأساسية عنده تتمثل في الصلة التي بين الذات والغير “وجود الآخر شرط لوجودي، وشرط لمعرفة نفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخلي اكتشافا للآخر “والغير هو الإنسان وليس شيئا وهو حقيقة مطلقة موجودة ، تنكشف وتتجلى كما تظهر وهذا الإنسان ليس شيئا ،بل هو كائن تنتظم حوله الأشياء التي في العالم وقد أخذ سارتر بالفكرة التي انطلق منها ديكارت “أنا أفكر إذن أنا موجود “وبعد أن حددها تحديدا يتجاوز الفردية الخالصة أضحت عنده” حقيقة مطلقة يندفع إليها الوجدان ليعي نفسه ويعي بالتالي وجوده” بل ويعي الآخرين . ف”أنا أفكر لا تجعلني أعي نفسي ، ولكنها تجعلني أعي نفسي مواجها الآخرين وتجعل الآخر حقيقة أكيدة لي ووعي له لا يقل قوة عن وعيي لنفسي” وما دام أن هناك كونية للإنسان نابعة من اختياره الحر لنفسه، ومن فهمه لمشروعه وليست معطاة له ومادام أنها تتكون وتتطور، فهي تمكنني من فهم كل رجل من أية حقبة تاريخية كانت . فكل إنسان يحيا مشروعه ويعشه ، وانه يستطيع بخياله أن يذهب إلى حدود مشروع الأخر ويحياه إذن هناك كونية شاملة في كل مشروع، بمعنى كل مشروع يمكن أن يفهمه كل إنسان وباتصالنا مع الغير عن طريق التعاطف والمحبة فإن سارتر يرى بأنه رغبة من أجل امتلاك الغير كفرد حر ، بينما لا نمتلك في الحقيقة ، سوى الأشياء..
عرض منطق الخصوم ونقده: للأطروحة السابقة خصوم حيث يروا بأن المعرفة ذاتية داخل دائرة نفسي دون دخل للغير فالذين نشعر بأنهم أمثالنا نجد أن لكل واحد منهم ذاتية من الصعوبة إمكان النفوذ فيها والجهود من أجل أن نفهم الغير، تبقى في أكثر الأحيان غير مجدية ، عندما يتعلق الأمر بوضع شخصي ولكن نلاحظ أن القيم الأخلاقية في أساسها مثل الحب والصداقة والإيثار والتسامح …. الخ فالقيم في الواقع هي علاقة مع الغير تتضمن الميل نحوه والشوق إلى معايشته والاتصاف بالطيبة والخير اتجاهه- فبعضنا يتعلق ببعض وذلك بصورة مستديمة فأنا تابع لمن هو أنا غيري فعندما يخف ارتباطنا بشخصنا، نتمكن تدريجيا من الإدراك إلى أي درجة يكون الآخر شبيهنا وهذا ما ينمي فينا روح المسؤولية من هنا أنا لا اعرف نفسي وما هي صفاتي إلا من خلال تدخل الغير فخطاب الآخر ضروري بالنسبة لي ومعنى هذا ،أني دائما وبالضرورة احتاج إلى غيري من اجل أن اعرف ذاتي قال ماكس شيلر:”معروف أن التجربة الأولى للانا هي تجربة تلفيقية غامضة أي أنا الطفل مازال في حالة اللاقسمة وكأنه ملفوف من طرف المحيط وكأن الإنسان يعيش بدءا و أساسا في أحضان الآخرين لا في ذاته نفسها إنه يعيش في الجماعة أكثر مما يعيش في فرد ذاته “فالغير يثبت الوجود والوجود يثبت الذات ويعترف بها..
الدفاع عن الأطروحة بالحجج الشخصية: ويمكننا أن ندافع عن الأطروحة بحجج جديدة فعلى الرغم من أن الشعور هو مملكة حميمية لا تخترق إلا من طرف صاحبها ،فبالإمكان تحقيق التواصل مع الغير دون تنافر وتباعد عن طريق الوعي بالمماثلة والإحساس المشترك و عن طريق اللغة والنظر وذلك من خلال التأثير لأن الشعور لا ينطوي على نفسه ، هو يقلع “خارج ذاته” بحثا عن التغير الذاتي وتغير العالم فالشعور هو الذي به أعلم أنني موجود ، وان الغير موجود وان العالم موجود وفي هذا السياق يرى “براغسون” أن اللغة بوضعها الحالي ،غير صالحة لوصف معطيات الشعور مباشرة وصفا حيا فهي تصور الشيء بما ليس هو، لأنها أداة تحليل فالآخر” الغير” يُعتبر مقوما أساسيا مكونا للأنا والوعي به . يقول مارسيل :” إن الكائن الحي يقابل محيطه بخلفية توجه إجراءاته ، وتلهم طريقته في تفكيك المشهد في كل مرحلة من مراحل حياته إنه يستجيب لخلفيات رغباته ،ويتغير مدلول نفس المشهد لدى الحيوان و الطفل بحسب أن يكون جائعا أو عطشان أو متعبا” فالشعور لا ينير إذن كامل المجال المادي للفعل إنارة متساوية ،لأنه يستجيب هو نفسه للتنظيم العام للسلوك فهو بهذا لا يمنحنا واقعا مستقلا عنا ،كما نظن عادة ،بل على العكس من ذلك في هذا العالم طابع وجودنا فالشعور الفوري ليس متفرجا ، وإنما فاعل ونزوعي..
خاتمة:” التأكيد على مشروعية الأطروحة”
ومنه نستنتج أن الأطروحة القائلة” أن الآخر ليس شرطا لوجودي فقط بل هو أيضا شرطا للمعرفة التي أكونها عن نفسي “صحيحة في صيغها الفلسفي ونسقها ويمكن أن نتبناها وأن نأخذ برأي أنصارها ولا يمكن رفضها أو دحضها بأي شكل من الأشكال لكون أنها سليمة في مبادئها ومنطلقاتها فشعور الإنسان بذاته متوقف على معرفة الآخرين فهي ضرورية لتثبت الذات وتُأكد خصوصيتها..
في ختام موضوعنا عن مقالة فلسفية حول الشعور بالانا والغير استقصاء بالوضع، نتمنى ان تكونوا قد استفدتم