قصص الاطفال التربوية

يحتاج الأطفال إلى طرق متعددة وصحيحة تعلمهم القيم والأخلاق الحميدة ، ولعلّ من أبرز الطرق التعليمية في هذه المرحلة هي تعليمهم من خلال قصص اطفال تقدم معلومات وقيم في صورة بسيطة وجذابة ؛ بحيث يتمكن الأطفال من فهم الهدف من القصة مع الشعور بالمتعة والسعادة بقراءة هذه القصص أو الاستماع إليها ، ولذلك فإن استخدام القصص في التربية هو أسلوب راقي يستحق الاهتمام به وإدراك تأثيره الإيجابي على الصغار.

قصص تربوية للأطفال

لقد نالت القصص التربوية حيزًا خاصًا من الاهتمام  ؛ حيث أنها تعبر عن مضمون تربوي هادف ، ومن بين هذه القصص المتعددة :

قصة التلميذ الأمين

ذات يوم كان خالد يلعب في فناء المدرسة أثناء فترة الاستراحة ، وبينما كان يجري مع أصدقائه وقعت عيناه على مبلغ من المال على الأرض ؛ فالتقطه على الفور ثم نظر إلى صديقه فارس الذي كان يقف خلفه قائلًا : لقد وجدتُ هذا المال هنا يا فارس ، يجب أن أذهب الآن إلى مكتب المدير كي أعطيه هذا المال ، فقال فارس : ولماذا لا تأخذ هذا المال لنفسك؟ لقد وجدته على الأرض وهو من حقك ، غضب خالد من حديث صديقه ؛ فقال بصوت حزين : وهل هذه هي الأمانة التي تعلمناها يا فارس؟ ألم تسمع حديث معلمنا عن أهمية الأمانة وأنها لا ترتبط بمكان أو زمان أو شيء ؛ فالأمانة هي الأمانة في كل شيء ، هذا المال ليس من حقي ؛ إنه من حق صاحبه الذي ستسأل عنه إدارة المدرسة.

شعر فارس بالخجل من رد صديقه ؛ فقال له : آسف يا خالد ، ولكنني لم أكن أقصد أن تأخذ مال غيرك ، لقد فكرتُ فقط أنه ربما لا يوجد له صاحب ، فقال خالد : لا يوجد شيء بلا صاحب ، وحتى لو لم يظهر صاحبه فأكون قد فعلتُ ما يجب أن أفعله ، وليتصرف المدير في الأمر لأنه المسئول الأول ، ومن المؤكد أنه سيفعل ما يراه صحيحًا ، ثم اتجه خالد إلى المدير وأعطاه المال ؛ فشكره المدير كثيرًا وبدأ يعلن في المدرسة عن وجود مبلغ من المال مفقود ، وأخبر الجميع بأن ينتبهوا من ممتلكاتهم ، وعلى من فقد ماله أن يُخبره بمواصفاته كي يستطيع أن يتأكد أنه صاحب المال.

وبالفعل اكتشف أحد التلاميذ أنه قد فقد مصروفات كتبه ، وذهب إلى المدير وأخبره بما فقده ، حتى تأكد المدير أنه هو بالفعل صاحب المال ، ثم جمع المدير كل تلاميذ المدرسة وطلب منهم أن يقدموا الشكر للتلميذ الأمين خالد ، وشكره صاحب المال بشدة ، كما شكره فارس قائلًا : شكرًا لأمانتك يا صديقي ، شكرًا لأنك علمتني درسًا عظيمًا لن أنساه أبدًا.

قصة سمر والبيض

في يوم من الأيام طلبت سمر من أمها إعداد بعض الحلوى التي تحبها ؛ فطلبت منها الأم أن تذهب لشراء البيض كي تصنع لها الحلوى ،ذهبت سمر وهي تشعر بالفرح ، وفي الطريق قابلت جارتها الصغيرة عبير ؛ فسألتها : إلى أين أنتِ ذاهبة يا عبير؟ فأجابت : إني ذاهبة إلى المتجر لأشتري بيضًا كي تُحضر أمنا الطعام ، فقالت سمر : وأنا أيضًا ذاهبة لشراء البيض ، وبعد أن اشترت الطفلتان البيض ؛ عادتا من نفس الطريق ، ولكن عبير قد تعثرت أثناء مشيها ؛ فسقطت دون أن تشعر وتكسر جميع البيض الذي كان معها.

قامت سمر بمساعدة عبير كي تستطيع أن تقف على قدميها ، وبعد أن وقفت عبير واكتشفت أن البيض كله قد تكسر ؛ ظلت تبكي بشدة قائلة : لا يوجد مال مع أمي كي أشتري بيضًا آخر ، ماذا سأقول لها الآن؟ وماذا سنأكل؟ ، كانت سمر تعلم أن أسرة عبير فقيرة ؛ حيث أن والدها متوفي وكانت ترى أمها تقدم لهم المساعدة ؛ ففكرت سريعًا ثم قالت : لا تحزني يا عبير ، سأعطيكِ البيض الي اشتريته ، فقالت عبير : كيف هذا؟ لا.. وما ذنبكِ؟ وماذا ستفعلين أنتِ؟ ، فقالت سمر : لا تفكري في الأمر ، فقط تفضلي هذا البيض ، أنا لا أحتاجه الآن ، شعرت عبير بالفرح الشديد وشكرت سمر واحتضنتها.

عادت سمر إلى البيت دون بيض ، وحينما سألتها الأم عنه ؛ أخبرتها بما حدث مع عبير جارتهم الطفلة الصغيرة ، فشعرت الأم بالفخر لأن ابنتها ساعدت المحتاج ، فقالت بكل سعادة : ابنتي الحبيبة شكرًا لكِ لأنك علمتِ حجم المشكلة التي وقعت فيها عبير ، شكرًا لأنكِ توصلتِ إلى الحل السريع ، شكرًا لأنك قد ساعدتِ من يحتاج إلى مساعدتك ، والآن سأعطيكِ مالًا لشراء البيض كي أُحضر من أجلكِ أروع الحلوى.