ما هو الكافور المذكور في سورة الإنسان
لقد ورد ذكر الكثير من النباتات في القران الكريم ، خصوصًا أنواع النباتات والفواكه التي سوف يُنَعَّمْ بها أهل الجنة بعد البعث والحساب يوم القيامة غير أن هذه النباتات لا تحمل من شكل وجودها في الحياة الدنيا إلا الإسم فقط لأن الجنة بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ومن تلك النباتات هو نبات الكافور الذي قد ورد ذكره في سورة الإنسان .
معلومات عن سورة الإنسان
سورة الإنسان هي إحدى السور المدنية التي قد نزلت على سيدنا محمد ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ في المدينة المنورة ، ويبلغ عدد اياتها ( 31 ) اية ، وفي المصحف الشريف فإن ترتيبها هو 76 ، وتقع تحديدًا في الجزء الـ 29 ، وقد نزلت سورة الإنسان بعد سورة الرحمن ، وهي تُسمى أيضًا ( سورة الدهر ) ، وقد بدأت السورة بأسلوب استفهام في قوله تعالى بأولى ايات السورة : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } .
شجرة الكافور
شجرة الكافور هي واحدة من الأشجار كبيرة الحجم المُعمرة وتوصف أيضًا بأنها دائمة الخضرة ، ولها ارتفاع شاهق أيضًا حيث أن طولها قد يتجاوز الـ 50 متر ، وهي ذات أفرع كبيرة وكثيرة ومُعقدة ، وتُستخرج مادة الكافور من تلك الشجرة ، وهو عبارة عن أحد المواد الصلبة وهي توجد في شكل مجموعة من الصفائح البلورية ذات اللون الأبيض ، وهي من المواد سهلة التطاير والتبخر في درجة حرارة الغرفة ، ويذوب أيضًا في المياه بصعوبة ولكنه سهل الذوبان إلي حد ما في الكحول والتركيب الكيميائي الجزيئي لمادة الكافور هو C10H16O.
وما لا يعرفه الكثيرين هو أنه يوجد بعض النباتات الأخرى التي يُمكن الحصول منها على مادة الكافور غير شجرة الكافور ولكن بكميات أقل ، مثل نبات المريمية ونبات الشيح وبعض الأعشاب الأخرى أيضًا مثل أعشاب اللاوندة والريحان وغيرهم .
ومنذ القدم يُستخدم الكافور في الطب التقليدي البديل ومن أهم تلك الاستخدامات ، ما يلي :
-علاج التهابات الجهاز التنفسي والكحة .
-يُمكن استخدام زيت الكافور أو الدهانات المحتوية على الكافور لدهان الصدر به أيضًا للتخلص من الام الصدر والكحة .
-كما يُمكن إضافة الكافور إلى ماء مغلي واستنشاق البخار الناتج عنه لمدة 10 دقائق مثلًا من أجل التغلب أيضًا على مشاكل الجهاز التنفسي .
-يُمكن استخدام الكافور من أجل التغلب على الخفقان ومشاكل عدم انتظام نبضات القلب .
-كما يُمكن استخدام الكافور أيضًا من أجل دهان العمود الفقري والظهر والفقرات وخصوصًا الفقرات القطنية للتخلص من الالام الموجودة بها .
ولكن تُجدر الإشارة إلى أهمية عدم تناول مادة الكافور أو ابتلاعها نظرًا لاحتوائها على بعض مسببات مرض السرطان ، ولا يجب استخدامه أيضًا أثناء فترتي الحمل والإرضاع ولا يُستخدم لعلاج الأطفال أيضًا .
الكافور في سورة الإنسان
ورد ذكر الكافور في القران ؛ حيث يقول الحق تبارك وتعالى : { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا } سورة الإنسان [ اية : 5 ] ، ويتساءل الكثيرين عن ما هو الكافور الذي ورد ذكره في الاية الكريمة وسوف يكون موجودًا في الجنة هل هو شجرة الكافور أم مادة الكافور الصلبة أم زيت الكافور ، وهنا قد أجاب على ذلك بعض العلماء على النحو التالي :
تضم الجنة عدد لا حصر له من النعم والعطايا الربانية التي لا يمكن تخيلها ؛ ولذلك فإن جموع المسلمين يحرصون على طاعة الله ورسوله والالتزام بـ اركان الاسلام الخمسة من أجل الفوز بالجنة ، حيث أنه لا يوجد في الجنة شيء معروف في الدنيا إلا بالأسماء فقط .
فمثلًا قد تحمل الفواكه في الجنة نفس الاسم ولكنها مختلفة في الطعم والشكل والحجم كليًا بشكل لا يتصوره العقل البشري ، ولذلك فإن مزاج الكافور الذي قد ورد ذكره في سورة الإنسان لا يُمكن تصوره في الدنيا سواء فيما يخص جمال المظهر أو طيب الرائحة أو حلو المذاق وهكذا .