خريطة أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى
لم تكن أوروبا في أوائل القرن العشرين تعرف أي حرب كبيرة ، وعلى الرغم من تحول المجتمع الأوروبي في هذه الأثناء إلا أن التغييرات جعلت الحرب أكثر صعوبة وليس مستحيلة ، وأصبح السلام الطويل الذي تحقق في القرن التاسع عشر أمر صعب تحقيقه فيما بعد .
توازن القوى في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى
اعتمد السلام في أوروبا على توازن القوى والردع ، وفي سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر لم تكن الإمبراطورية الألمانية الثانية الموحدة حديثًا تحت قيادة بسمارك أقوى قوة عسكرية قارية فحسب ، بل إنها نسجت أيضًا شبكة من التحالفات التي تركت فرنسا مستاءة ومعزولة من هزيمتها في عام 1870 .
كما تطور التحالف النمساوي الألماني عام 1879 إلى تحالف ثلاثي بما في ذلك إيطاليا في عام 1882 ، وأبرمت روسيا أيضًا اتفاقيات مع الكتلة التي تقودها ألمانيا ، ولكن بعد أن أصبح فيلهلم الثاني إمبراطورًا سمح بانقضاء العلاقة مع روسيا ، مما سهل تشكيل تحالف فرنسي روسي .
كانت روسيا وفرنسا في منافسة ليس فقط مع ألمانيا ولكن أيضًا في آسيا الوسطى وأفريقيا مع بريطانيا ، وكانت ألمانيا تشعر بالأمان لدرجة أنها بدأت تتحدى بريطانيا منذ عام 1898 ، وذلك من خلال بناء سفن حربية في بحر الشمال .
أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى
عند النظر إلى
خريطة العالم
نجد أنه قد تغير الكثير في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى ، فكانت النمسا والمجر قبل الحرب العالمية الأولى بمثابة دول مستقلة ، ولكن تم تقسيمها بعد الحرب إلى عدة دول هي النمسا ، هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا والتي كانت تسمى في الأصل مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين ، وشملت هذه الدولة صربيا والجبل الأسود إلى جانب المناطق الكرواتية في النمسا والمجر ، كما تم توسيع حدود رومانيا بناءً على الاعتبارات العرقية لتشمل أكبر عدد ممكن من الرومانيين داخل حدودها ، وهو الأمر الذي لم يكن موجود قبل الحرب العالمية الأولى .
لقد نجح اجتماع ومؤتمر الدول الأوروبية الذي تم في فيينا في خلق نظامًا دوليًا وتوازنًا في القوة استمر قرابة قرن من الزمان ، ومع ذلك وقبل الحرب العالمية الأولى كانت العديد من القوات تهدد بتمزيقه ، وكانت شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا تعتبر منطقة مضطربة بشكل خاص ، حيث كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية وكان وضعها غير مؤكد في أواخر عام 1800 حيث واصل الأتراك انسحابهم البطيء من أوروبا .
اعتمد النظام في أوروبا على تعاون قوتين متنافستين هم: روسيا والنمسا والمجر ، والتي حاولت السيطرة على أماكن كثيرة كقوة عظمى ، وفي هذه الأثناء دخلت روسيا في تحالف مع فرنسا ، حيث غاضبة من ضم ألمانيا لأراضيهم في أعقاب الحرب الفرنسية البروسية في عام 1870 ، وكذلك وبريطانيا العظمى التي هددت سيطرتها البحرية الأسطورية على ألمانيا .
أوروبا مع بداية القرن العشرين
مع بداية القرن العشرين تم إضعاف روسيا لعدة سنوات بعد هزيمتها من قبل اليابان ، وحاولت ألمانيا تشكيل كتلة ألمانية فرنسية روسية ولكنها فشلت في تحقيق ذلك ، وبدلاً من ذلك تنازل البريطانيون حول نزاعاتهم خارج أوروبا مع الفرنسيين في الوفاق الودي عام 1904 وحول الخلافات مع الروس في عام 1907 ، وبدأوا التعاون دبلوماسيًا مع خصومهم السابقين .
شجع الخوف من قوة ألمانيا المتزايدة روسيا وفرنسا على الدخول في تحالف في عام 1893 ، وبدأت الطموحات الألمانية لبناء أسطول قتال في سباق تسلح بحري مع بريطانيا أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين ، ولطالما نظرت بريطانيا إلى فرنسا وروسيا باعتبارهما أعداء محتملين ، لكنها تفاوضت معها منذ عام 1904 على اتفاقات تهدف إلى تأمين إمبراطوريتها عن طريق تسوية النزاعات الاستعمارية .
كانت العلاقات بين النمسا والمجر وصربيا المجاورة متوترة ، ولطالما نظرت النمسا إلى صربيا باعتبارها تهديدًا لاستقرار إمبراطوريتها متعددة الأعراق ، وأدى ضم النمسا للبوسنة عام 1908 والطموحات الصربية لتوحيد الشعب السلافي في جنوب شرق أوروبا إلى توتر العلاقات في هذا الجزء المضطرب من أوروبا .
بحلول عام 1914 تم تقسيم أوروبا إلى نظامي تحالف منافسين ، حيث قد غير التوحيد الألماني بشكل كبير ميزان القوى في أوروبا ، ولقد تعززت كتلة القوى الجديدة هذه في قلب أوروبا الوسطى بشكل أكبر عندما شكلت ألمانيا تحالفًا عام 1879 مع النمسا والمجر والتي انضمت إليها إيطاليا بعد ثلاث سنوات .
لقد كانت الحرب العالمية الأولى بمثابة كارثة كبيرة وأدت إلى زيادة
عدد دول العالم
، وأملنا اليوم هو أن أي تغييرات مستقبلية في الحدود تكون نتيجة مفاوضات سلمية وليست نزاعًا مسلحًا .