بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفة
تعتبر كلمة البسملة هي الاختصار لجملة
بسم الله الرحمن الرحيم
، والتي تُعد كقول حوقلة أو حمدلة، ويقصد بها طلب البركة والعون والمساعدة من الله سبحانه وتعالى، وذلك عند قولها قبل البدء بأي قول أو فعل معين، فتأتي الباء في بداية الجملة من أجل الاستعانة والتبرّك، أما كلمة اسم التي تلحق بحرف الباء، فهي عبارة عن مفرد مضاف بهدف العموم، وذلك مثل قوله ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”، فتكون كلمة نعمة لفظ مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة، وتفيد العموم أيضًا، ويأتي لفظ الجلالة في الجملة أيضًا لأنه من أعظم أسماء الله الحسنى وهو يخص العموم بهدف الإشارة إلى الأهمية والشرف.
أسرار البسملة
لقول
﷽
العديد من الفضائل والأسرار الكبيرة، ومن بينها :
افتتح بها الله سبحانه وتعالى أفضل كتاب وهو القرآن الكريم.
إذا قالها المؤمن موقنًا بها فإن في ذلك ستر للعورات عن نظر الجن، حيث قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ”.
يسن أن يفتتح بها المسلم الكثير من العبادات كالوضوء والغسل والتيمم.
تكون دائمًا في بداية قراءة القرآن الكريم والحديث الشريف ومجالس الذكر.
يسن للمسلم أن يبدأ بها الكثير من المباحات، قبل الأكل، حيث قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ” يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ ممَّا يلِيكَ”، الجماع، فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “لو أنَّ أحدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَه، فقال: باسمِ اللهِ: اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا، فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضُرَّه شيطانٌ أبداً”.
يمكن أن يقول الإنسان بسم الله الرحمن الرحيم في كافة أحواله من قيام وقعود وأكل وقراءة قرآن، لكي يبقى الإنسان متذكرًا لله سبحانه وتعالى، وعليه أن يطلب الإخلاص في كل أعماله، والتبارك بالله، لأنها فيها بركة وفيها حفظ ورعاية.
أوجه قراءة البسملة في القرآن الكريم
لقراءة البسملة في القرآن الكريم خمسة أوجه، أجاز العلماء منها أربعة ومنعوا واحدة، أما الأوجه الجائزة للقراءة فهي :
ـ الفصل بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
ـ الجمع بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
ـ فصلها عن آخر السورة التي تسبقها، وجمعها بأول السورة التي تليها.
ـ ترك قراءتها بالكليّة.
أما الوجه الذي منعه العلماء في قراءة البسملة في القرآن الكريم فهو، جمعها بآخر السورة التي تسبقها، وفصلها عن أول السورة التي تليها، حيث قال للعلماء أنه يمكن للمستمع في ذلك الوقت أن يظن أنها نهاية السورة السابقة لها، وهذا يكون سبب في تعطيل المعنى المراد الإتيان بها، ذلك لأن معناها يتعلق بالبدء بالقراءة والشروع فيها، وليس في ختمها والانتهاء منها.
أول من كتب البسملة
ورد في كتاب الأوائل لابن أبي عاصم الشيباني عن ابن عباس قال أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم سليمان عليه السلام، وفي أخبار مكة للأزرقي: وأول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في صدر الكتاب من أهل مكة خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه، وروى الأزرقي عن إبراهيم بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول إنّ أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
ونلاحظ من ذلك أنه ليس هناك أي تعارض فيما ورد في كتاب الأوائل وفيه أخبار مكة، حيث أن النبي سليمان عليه السلام هو أول من كتبها مطلقها، وذلك عندما أرسل كتابًا إلى بلقيس لكي يدعوها هي قومها إلى دخول الإسلام، وأيضًا يعد خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه هو أول من كتب البسملة في أول الكتب من أهل مكة.