ظاهرة عبور كوكب عطارد امام الشمس
هناك العديد من الظواهر الكونية التي تدق أبواب العالم ؛ لتخطف إليها العقول والأنظار ؛ حيث أنها قد تكون غريبة أو نادرة الحدوث ، وربما تكون ظاهرة خطيرة ، وفيما يخص الكواكب والنجوم والشمس والأرض ؛ فإن العلماء قد اهتموا بشدة بالظواهر الفلكية المتعلقة بهم ؛ حيث أن هذه الظواهر قد يكون لها تأثير واضح على الكرة الأرضية ، وقد تكون مجرد ظواهر عابرة تحتاج إلى دراسة وتدقيق ، هل تعلم شيء عن هذه الظواهر أو بعضها ؟ وهل تعلم اسم أي ظاهرة مهمة ؟ ربما تكون قد علمت بظاهرة عبور كوكب عطارد من أمام الشمس ؛ فما هي هذه الظاهرة؟.
كوكب عطارد
كوكب عطارد هو أصغر كوكب موجود بالمجموعة الشمسية ، كما أنه الكوكب الأقرب إلى الشمس ، ويدور بسرعة كبيرة حول الشمس ، ولا يمكنه الاحتفاظ بالغلاف الجوي لأنه يحتوي على 38% من الجاذبية الأرضية ، ولذلك يأتي بعد كوكب الزهرة في شدة ارتفاع الحرارة على الرغم من أنه الأقرب إلى الشمس ، ويعود ذلك لعدم وجود غلاف جوي به يساعده في تنظيم درجات الحرارة ، وسطح هذا الكوكب يشبه سطح القمر ؛ حيث يحتوي على الكثير من الحفر التي يوجد بينها مجموعة من السهول المتميزة بسطحها الناعم ، وقد تم اقتباس اسمه من الطارد او المطرود لأنه يجري سريعًا حول الشمس.
عبور كوكب عطارد أمام الشمس
هي ظاهرة العبور التي قال عنها العلماء بأنها شبيهة لظاهرة خسوف القمر الذي يقوم بحجب أشعة الشمس بشكل شبه كامل عن الأرض حينما يمر بينها وبين الشمس ، ولكن مرور كوكب عطارد لا يُحدث نفس الأثر بنفس الشكل شبه الكامل لحجب الشمس ؛ على الرغم من كبر حجم قطر كوكب عطارد عن القمر ، ويرجع ذلك إلى أن الكوكب يبتعد كثيرًا عن الأرض ، ولذلك يبدو كنقطة أثناء عبوره من أمام الشمس مثل تلك النجوم التي تظهر على هيئة نقاط بالسماء على الرغم من أن بعضها قد يكون أكبر من الشمس مئات المرات.
يقوم كوكب عطارد بالدوران حول الشمس كل 88 يومًا مرة واحدة فقط ، ولكن ظاهرة عبوره من أمام الشمس لا تحدث سوى مرة واحدة فقط كل بضعة أعوام ، وذلك لعدم مرور مدار عطارد بالتوازي بشكل تام حول الشمس مع مدار الأرض ؛ حيث أنه يكون مائل بالمقارنة بمدارنا بنحو سبع درجات ؛ حيث أن كوكب الأرض وكوكب عطارد لا يقعان على مستوى مداري واحد في معظم الأوقات خلال العام الواحد بسبب الميل الموجود بمدار عطارد ، ومن ثَم لا يمر مباشرةً من أمام الشمس إلا في فترات قليلة ، ويكون هذا العبور عادةً خلال شهري مايو ونوفمبر ويستغرق حوالي ست ساعات ، وقد يحدث 13 أو 14 مرة كل مائة عام.
ويُعتبر عبور كوكب عطارد أمام الشمس حدثًا فلكيًا شائعًا على الكرة الارضية عن عبور كوكب الزهرة الذي يحدث بشكل أقل ، وذلك نتيجة لقرب عطارد من الشمس ، ويكون العبور الأكثر لعطارد خلال شهر نوفمبر ، ويرجع ذلك إلى أن عطارد في شهر مايو يكون قرب أوجه ، بينما يكون خلال شهر نوفمبر على عكس قرب حضيضه “أدنى جزء” ، وذلك نتيجة لتحرك الكوكب بشكل أسرع حينما يقترب من الشمس في أوقات الحضيض ، كما أنه يكون أقرب في هذه الأوقات ، ولكن قد يتغير توقيت العبور بشكل تدريجي على مر الزمان ؛ حيث أنه كان يحدث خلال شهري إبريل وأكتوبر قبل عام 1585م.