فضل الجلوس بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس
فضل الجلوس بعد صلاة الفجر
رغب النبي صلة الله عليه وسلم في الحلوس والذكر بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس لما في ذلك من فضل عظيم ترفع فيه الدرجات وينال فيه الأجر الكبير وهو كأجر حجة وعمرة تامتين إن شاء الله.
وذلك كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ.
وفي هذا الحديث الشريف تأكيد على الأجر والثواب والفضل للجلوس بعد صلاة الفجر في جماعة ومن ثم البقاء إلى الإشراق في المصلى مشتغلًا بالأذكار والتسابيح والعبادة حتى وقت طلوع الشمس وصلاة ركعتين بعد الإشراق. [1]
لقد منَّ الخالق عز وجل علينا بالعديد من العبادات البسيطة التي تُساعدنا في الحصول على عظيم الثواب بسهولة تامة ، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة مع الايات القرانية التي وضّحت مجموعة من العبادات الهامة التي يُمكن من خلالها جني عدد لا حصر له من الحسنات دون بذل مجهود ، مثل أذكار الصباح حيث يوجد كتيبات
اذكار الصباح الصحيحة مكتوبة
وترديد
اذكار المساء
وقراءة القران وغيرهم .
فضل صلاة الفجر
لقد فرض الله على الأمة الإسلامية خمسة فروض يومية وهي الفجر الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقد جعل الله تعالى لصلاة الفجر ثواب خاص نظرًا إلى أنها تكون في وقت صعب بعد منتصف الليل وهو وقت تكون الأغلبية العظمى من الناس في حالة نوم عميق ؛ ولذلك فقد جعل الله سبحانه وتعالى لأهل الفجر أجر وثواب خاص .
وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي أكدت على أهمية الالتزام بصلاة الفجر وعظيم ثوابها للمسلم ، مثل :
-عن جندب بن عبدالله قال : قال رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ : { من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم } رواه مسلم .
-وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ : { من صلى البردين دخل الجنة } رواه البخاري ومسلم ، والمقصود بالبردين في الحديث الشريف هي صلاة الفجر (الصبح) والعصر .
-وورد عن رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ أنه قد أكد على ثواب من يحرص على صلاة الفجر في المسجد ويلتزم بصلاة الجماعة ؛ حيث قال : { بشر المشائين في الظلم إلى المساجد ، بالنور التام يوم القيامة } رواه ابن ماجه .
-كما أن صلاة الفجر في جماعة تعدل ثواب قيام نصف الليل ، حيث جاء عن سيدنا محمد قوله : { من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله } رواه مسلم .
الذكر بعد صلاة الفجر حتى الشروق
وقد ورد عن رسول ـ الله صلَّ الله عليه وسلم ـ أنه ما من مسلم يجلس من بعد صلاة الفجر وحتى الشروق ويؤدي صلاة الضحي إلا وقد حصل على ثواب العمرة والحج ، حيث أنه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ : { مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ } رواه الترمذي وحسنه الألباني ، وقد ذكر علماء الأمة الإسلامية ومنهم الشيخ محمد الشنقيطي أن هذا الثواب يتطلب تحقيق بعض الشروط أثناء تأدية هذه العبادة مثل :
-أن يقوم المسلم بصلاة الفجر في جماعة ، حيث أن الحديث لا ينطبق على من يُصلي بمفرده ، وإنما يجب أن يلتزم بصلاة الجماعة سواء جماعة المسجد أو جماعة السفر أو الصلاة مع الأهل في المنزل عند وجود عذر للتخلف عن الصلاة في المسجد .
-أن يستمر المسلم في ذكر الله من بعد أن يفرغ من صلاة الفجر ، حيث أن من ينام أثناء ذلك أو يكون مائلًا إلى النعاس لا يُمكنه تحصيل هذا الفضل ، وإنما يجب أن يكون مُتيقظًا وأن يظل يقرأ في القران ويذكر الرحمن ويستغفر ، ويتحقق هذا الفضل أيضًا لمن يقضي وقته يقرأ في بعض كتب العلم النافع والمذاكرة أو الإفتاء في بعض المسائل الإسلامية إذا كان من أهل العلم أو تقديم يد العون والنصيحة إلى الاخرين ، وبالطبع لا يحصل المسلم على هذا الفضل إذا جلس في مجلس غيبة أو نميمة أو إثم .
-ومن شروط الحصول على هذا الثواب الكبير أيضًا أن يظل المسلم في مصلاة طوال الوقت من بعد صلاة الفجر وحتى الشروق ؛ ولو خرج من المصلي لأي سبب وإن كان فقط من أجل إحضار المصحف أو المياه ؛ فلن يتحقق هذا الفضل ، لأن هذا الثواب ثواب عظيم وهو أجر حجة وعمرة تامة وكاملة وصحيحة وتحصيل هذا الثواب والفضل العظيم بالطبع لا بد أن يصحبه بعض من العناء والجهد .