قصة دي بي كوبر

لا توجد جريمة كاملة ، ولكن فيما يبدو أن أحدهم قد نجح في إتمام جريمته إلى النهاية دون أن يُعرف مصيره ؛ حيث أن عمليات اختطاف الطائرات اشتهرت عبر العالم وخاصةً في فترة السبعينات ، وقد اختلفت أسباب هذه العمليات ؛ حيث كانت تتم لأغراض سياسية أو للشهرة الإجرامية وأحيانًا للحصول على المال كما حدث مع بطل هذه القصة الذي أصبح لغزًا محيرًا حتى اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك لأن خاطف الطائرة لم يتم القبض عليه ، ولم يُعرف ماذا حدث معه أو ما هو مصيره.

دي بي كوبر

دي بي كوبر “D.B.Cooper” هو الاسم الذي اشتهر به المجرم الذي قام باختطاف طائرة من نوع بوينغ 727 خلال عام 1971م ؛ حيث استقل هذا الرجل طائرة ركاب مدنية كانت في طريقها إلى سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية من مطار بورتلاند أور الأمريكي أيضًا ، وقام كوبر في منتصف الرحلة بالإعلان عن وجود قنبلة سيقوم بتفجيرها إذا لم يتم الاستجابة لمطالبه ، وبالفعل تأكد الطيار من صدق رواية كوبر بعد أن رأى القنبلة في حقيبته.

مطالب كوبر

قام طاقم الطائرة بنقل هذا الحدث إلى برج المراقبة الذي سرعان ما أبلغ السلطات عن تلك الطائرة المخطوفة ، ومن ثَم تم نقل مطالب كوبر التي انشقت إلى قسمين وهما مبلغ قدرة 200 ألف دولار ، أما المطلب الثاني فكان غريبًا بعض الشيء حيث طلب أربع مظلات للقفز من النوع المستخدم في عمليات القفز المدني ، وقد اضطرت السلطات الإذعان لمطالب كوبر حتى تحافظ على حياة ركاب الطائرة ؛ حيث أنه كان من المستحيل التحقق من فاعلية القنبلة ، وبالفعل علم كوبر بأن مطالبه قد تحققت في مطار تاكوما الدولي بسياتل ؛ فأمر الطيار على الفور بالهبوط بالطائرة ، وحصل كوبر على ما طلب عن طريق أحد العمال الموجودين بالمطار.

هروب كوبر

وبعد دقائق من حصول كوبر على مطالبة ؛ أصدر أمرًا بفتح باب الطائرة حيث خرج جميع الركاب ماعدا أربعة منهم وهم الطيار ومساعده والمضيفة ومهندس طيران ، ثم أصدر كوبر أمرًا آخر بالإقلاع بالطائرة بعد أن تزودت بالوقود مباشرةً ؛ حيث فشلت جميع مخططات السلطات للقبض عليه ، وقد اختار خاطف الطائرة مدينة مكسيكو سيتي لتكون وجهته للهروب ، وبالفعل مضت الطائرة في طريقها ، ثم قرر كوبر فجأة أن يقفز بالمظلة من الباب الخلفي في جنوب ولاية واشنطن ، ليصل بهذه الطريقة إلى رحلة النهاية التي قطع من خلالها كل الطرق لمعرفة شخصه والقبض عليه.

تحقيقات

أوضحت بعض التحليلات المتعلقة بمكتب التحقيقات الفيدرالي أن كوبر ربما يكون قد قُتل أثناء عملية القفز بالمظلة ؛ حيث أن سرعة الطائرة كانت شديدة كما أن الجو كان عاصفًا ؛ غير أنه لم يتم العثور على جثته خلال رحلة البحث عنها على مدار سنتين ، وكل ما تم التوصل له هو مظلة ممزقة وربطة العنق الخاصة به ، وقد عثر أحد الأطفال على مبلغ 5800 دولار خلال عام 1980م ، وقد أثبتت التحقيقات أن هذه الأموال تنتمي إلى الفئة التي منحتها السلطات لكوبر ؛ حيث أنها قد ميزت أرقامها لعلها تستطيع أن تقبض عليه ، وقد اشتبهت السلطات بمجموعة من الأشخاص ولكنهم لم يصلوا إلى الجاني الحقيقي ، ومن الجدير بالذكر أن الاسم المعروف للجاني كان “دان كوبر” ؛ غير أنه اشتهر باسم دي بي كوبر نتيجة لخطأ وقع به أحد الصحفيين.