قصة نجاح جون لاسيتر

الإصرار على النجاح هو الطريق الرئيسي إلى القمة ؛ حيث أن النجاح يبدأ بخطوة تؤمن فيها بذاتك دون أن تلتفت لإحباطات الآخرين ووالتسبب في الضرر لهم هل تعلم أن الفرصة قد تأتيك في أي لحظة ؛ وعليك أن تتشبث بها حتى تستطيع الوصول ، ومهما كان حجم المعاناة التي قد تصيبك ؛ فعليك أن تتغلب عليها حتى تحقق ما تصبو إليه نفسك ، وهذا ما فعله الأمريكي جون لاسيتر الذي سعى منذ طفولته للعمل في شركة ديزني العالمية والتي أصبح مديرها بعد سعي وإرادة ؛ حيث نجح في تحقيق أحلامه بعد رحلة كفاح وأمل.

من هو جون لاسيتر

هو جون آلان لاسيتر John Alan Lasseter المولود بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1957م ، واهتم بدراسة الفنون بمعهد الفنون الجميلة ، وقد اشتهر بأنه رسام رسوم متحركة ، بالإضافة إلى أنه مخرج وكاتب سيناريو ، كما أنه يعمل كمنتجًا في بيكسار التابعة إلى استديوهات والت ديزني الخاصة بالرسوم المتحركة ، وكانت رحلة صعوده ليست بالأمر اليسير ؛ حيث أنه قابل بعض العقبات في طريقه ، ولكنه استطاع أن يتحدى ذاته ومن حوله ليصبح في مكانة مميزة وعالمية.

قصة نجاح جون لاسيتر

كان جون لاسيتر يهوى الرسوم المتحركة منذ صغره ، وكان يحلم دائمًا بالعمل في شركة ديزني العالمية ، وقد سعى لتحقيق هذا الحلم من خلال القراءة في الكتب المتعلقة بهذا الفن في طفولته ، كما أنه نجح في الالتحاق بالعمل في مدينة ديزني لاند خلال الإجازة الصيفية ، ولكنه عمل هناك كعامل تشغيل ، وأتم دراسته فيما بعد بمعهد كاليفورنيا للفنون ، حتى تخرج وتمكن من الالتحاق الفعلي بالعمل في شركة ديزني ، وهناك قرر أن يواصل نجاحه من خلال طرح أفكاره المختلفة.

كان لاسيتر يسعى إلى التجديد ؛ حيث قدم اقتراح جديد باستخدام الكمبيوتر في الرسوم المتحركة بدلًا من استخدام الرسم اليدوي الذي أصبح تقليديًا ، وبذلك فإن صناعة الرسوم تنتقل من الأبعاد الثنائية 2D إلى الأبعاد الثلاثية 3D ، ولكن هذه الفكرة كانت غير مرغوب فيها من قِبل المدير والعاملين في الشركة ؛ حيث سيطر الخوف على الجميع من التكلفة العالية وفقدان الرسامين التقليدين لمكانتهم ، غير أنه قد تم السماح له بإنتاج فيلم قصير بهذه التقنية.

بعد أن أنتج لاسيتر الفيلم باستخدام الكمبيوتر ؛ سأله المدير عن تكلفة هذا الفيلم ، وكانت إجابة لاسيتر مبشرة حيث أن تكلفته هي نفس تكلفة الفيلم التقليدي ، ولكن المدير أعلن رفضه التام للفكرة ، كما أنه طرد صاحب الفكرة من العمل ، غير أن الطموح بداخله لم يُطرد ؛ حيث التحق للعمل بشركة أخرى ، كما أنه واصل سعيه في الترويج لفكرته ، حتى تمكن اخيرًا من إقناع “ستيف جوبز” ليقوم بتمويل عمله ، وبالفعل صنع الفيلم المعروف باسم “Toy Story” ، وفيه استخدم تقنية 3D ، والذي حقق من خلاله نجاحًا عظيمًا ؛ حيث أنه حصل على جائزة الأوسكار بسبب هذا الفيلم.

انتشرت فكرة لاسيتر بعد نجاح هذا الفيلم ، وكادت الأفلام التقليدية أن تختفي من الساحة ، وقد سعت ديزني للتعاون مع لاسيتر الذي نجح في تحقيق النجاح معها ، حتى تمكن في النهاية أن يصبح مديرًا لشركة ديزني التي خرج منها مطرودًا ذات يوم ؛ ليعود إليها بقوة وثقة في صناعة بعض الأعمال التي جعلته على القمة ، وهو النجاح الذي بُني على الإصرار والثقة.