موقف الملك فيصل في حرب اكتوبر
وقف الملك فيصل بن عبدالعزيز طيبّ الله ثراه موقفًا بطوليًا في حرب أكتوبر عام 1973م ، وهو الموقف الذي يضاف إلى رصيد
انجازات الملك فيصل
الكثيرة ؛ فبدا موقفه أحد أهم
احداث حرب اكتوبر
، والتي دارت بين مصر وإسرائيل في سبيل استعادة الأراضي المصرية من قبضة العدو الغاشم ، وكان الملك فيصل خير داعم لإخوانه العرب في هذه الحرب.
الملك فيصل
تولى الملك فيصل بن عبد العزيز طيبّ الله ثراه حكم المملكة منذ عام 1964م وحتى عام 1975م ، وقد عُرف بحكمته السياسية حيث أنه تعلم شئون الإدارة والسياسة والفروسية في وقت مبكر من عمره ، وقد استفاد كثيرًا من آراء والده الملك عبدالعزيز رحمه الله ، وهو ما جعله مؤهلًا للحكم وقد أثبت نجاحه في المجال السياسي ؛ حيث حقق العديد من الإنجازات التي ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ إلى ما شاء الله ، ولعلّ من أبرز إنجازاته هو ما فعله خلال حرب أكتوبر المجيدة.
حرب أكتوبر
عُرفت باسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان حيث أنها قامت في هذا التاريخ ، وهي حرب عربية إسرائيلية شنتها كل من مصر وسوريا ضد إسرائيل عام 1973م ؛ حيث قامت مصر وسوريا بشن هجوم مفاجيء ضد العدو الذي كان مرابطًا في سيناء وهضبة الجولان ، وقد انتصرت مصر وسوريا في هذه الحرب ، وكانت للدول العربية أدوارًا بارزة في هذه الحرب سواء على المستوى الاقتصادي او العسكري.
موقف الملك فيصل في حرب أكتوبر
ساهم الملك فيصل بن عبدالعزيز بشكل مباشر في زعزعة قوى العدو ؛ وذلك حينما علم بقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل ؛ فقام باتخاذ قراره مع عدة دول خليجية بقطع البترول عن كل الدول التي تتعاون مع إسرائيل ، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي بإرسال وزير خارجيته “هنري كيسنجر” للتفاوض مع الملك فيصل بغية إثنائه عن هذا القرار الذي يضر بمصالحهم.
حينما قابل كيسنجر الملك فيصل وجده غاضبًا متجهمًا ؛ فبدأ في الحديث متلطفًا إليه بقوله :”إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود ؛ فهل تأمرون جلالتكم بتموينها ، وأنا على استعداد للدفع بالأسعار الحرة” ، فما كان من الملك إلا أن قال له :”وأنا رجل طاعن في السن ، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت ؛ فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية”.
ولم يتراجع الملك عن موقفه ضد الدول الداعمة لإسرائيل ، كما قدم رحمه الله الدعم المادي واللوجستي والعسكري لمصر في هذه الحرب ، وقد قال مقولته الشهيرة التي يوضح فيها أنه لا استسلام للقوى الغربية مهما كانت الضغوطات ؛ حيث قال “عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم” ، وقد ساهمت القوات السعودية كذلك في حرب أكتوبر ضمن الجبهة السورية ، كما ساهمت بفوج من المدرعات وفوج المظلات الرابع وبطاريات مدفعية ذاتية ومدرعات لواء الملك عبدالعزيز.
وقد قال الملك فيصل رحمه الله عن هذه الإسهامات عبارته الشهيرة التي يهدد فيها العدو بشكل غير مباشر ؛ والتي توضح مدى اعتزازه بعروبته وكرامة بلاده وإخوانه العرب ؛ حيث قال “إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية ، وأننا قد تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرةً أخرى ؛ وحرق آبار البترول بأيدينا ولا تصل إلى أيدي أعدائنا”.