مواقف عن الرفق
الرفق من أجمل الصفات التي حثنا عليها الإسلام سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ويكون الرفق ليس بالإنسان فقط بل بالإنسان والحيوان وكافة المخلوقات، حيث تحلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم بصفة الرفق، فهو لم يكن يُؤذي أحد بالقول أو بالفعل، وأمرنا الرسول بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الأخلاق الذميمة، ومن تلك الأخلاق الفاضلة هي الرفق، والتي تصحح السلوك وتمنع حدوث الخطأ لأن العبارة غير الجارحة وسيلة للحصول على المطالب.
ما هي أنواع الرفق
تتعدد أنواع الرفق، ومنها الرفق مع النفس والرفق مع الأهل والأقارب والرفق ومع الأصدقاء وحتى الأعداء والخصوم، فأمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتحلي بالرفق لأن الله يبارك في سلوك الرفق وينهي عن الشدة والغلظة التي تؤدي إلى إنتشار التوتر وكثرة الكراهية، وأشار الرسول صلّ الله عليه وسلم عن الرفق في الحديث الشريف، حيث قال الرسول صلّ الله عليه وسلم ” من يحرم الرفق يحرم الخير كل”، وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم في حديثه عن الرفق : “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه”.
مواقف من رفق الرسول صلّ الله عليه وسلم
كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم رفيقًا لينًا سهلًا في التعامل والأقوال والأفعال، ومن
امثلة على الرفق
فعن عبادة بن شرحبيل قال: “أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وجعلته في كسائي، فجاء صاحب الحائط، فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبي صلّ الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال للرجل: «ما أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا، ولا علمته إذ كان جاهلًا»، فأمره النَّبي صلّ الله عليه وسلم، فردَّ إليه ثوبه، وأمر له بوسق من طعام، أو نصف وسق”.
موقف عن الرفق بالقوم
كان الرسول صلّ الله عليه وسلم رفيقًا بقومه رغم أذيتهم له، فعن عروة أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنَّها قالت للنبي صلّ الله عليه وسلم: “هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟” قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يَالِيلَ بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني.
فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم علي، ثُمَّ قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين؟» الأخشبان: جبلا مكة، فقال النَّبي صلّ الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (رواه البخاري ومسلم ).
الرفق في تعليم الجاهل
كان الرسول صلّ الله عليه وسلم رفيقًا في تعليم الجاهل، حيث جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم: مَهْ قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُـزْرموه» (لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. «دعوه»، فتركوه حتى بال، ثُمَّ إنَّ رسول الله صلّ الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنَّه عليه”.
موقف عن الرفق بالحيوان
جاء في حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال ” بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب ! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر).