لماذا اوصى الله بالصلاة الوسطى

إن الصلاة هي عماد الدين ، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة ؛ فهي فرض واجب التنفيذ والطاعة ، حيث أن اركان الإسلام خمس وهي شهادة أن لا إله إلا الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا ، ومن هنا جاءت أهمية الصلاة التي فرضها المولى عز وجل على عباده ، والتي تشتمل على خمسة صلوات في اليوم ، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الصلاة الوسطى ؛ فما هي هذه الصلاة؟ ولماذا أوصى الله عليها ؟.

الصلاة الوسطى

لقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” ، وقد حدث خلاف بين العلماء حول تحديد هذه الصلاة ؛ حيث تعددت الآراء التي بلغت عشرين رأيًا تبعًا لما ورد في فتح الباري ، ومن  أهمها قول البعض بأنها صلاة الصبح وهو رأي مالك والشافعي ، ولكن الرأي الذي أخذ به معظم أهل العلم هو القول بأنها صلاة العصر ، ومن الوارد في ذلك رواية الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال : قلنا لعبيدة : سل عليًا عن الصلاة الوسطى ؛ فسأل عليًا فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب “شغلونا عن الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر”.

من الجدير بالذكر أن صلاة العصر وسطى في الوجوب ؛ حيث أن الصلوات الخمس بالوجوب هي الفجر ؛ الظهر ؛ العصر ؛ المغرب ؛ والعشاء ، ولذلك كانت صلاة العصر وسطى بالوجوب ، وذلك لوضعها بين الصلوات الخمس ، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدّد على أهمية إقامة صلاة العصر في وقتها ، وذلك ما ورد في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله”.

فضائل صلاة العصر

لقد فرض الله الصلوات الخمس على المسلمين ؛ غير أنه أكد على أهمية الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، والتي أشار معظم العلماء أنها صلاة العصر لاشتمالها على العديد من الفضائل ومنها :

صلاة العصر مشهودة أي تشهدها ملائكة الليل والنهار ، وقد ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون”.

من أدى صلاة العصر يؤتى أجره مرتين ، وورد ذلك في حديث شريف عن أبي بصرة الغفاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “

العصر بالمخمص ؛

فقال إن هذه الصلاة عرضت على

من كان قبلكم فضيعوها ؛ فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد”.

من ترك صلاة العصر ؛ فقد حبط عمله ، وقد ورد ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” من ترك صلاة العصر حبط عمله”.

من ترك صلاة العصر كأنما خسر أهله وماله ، وهو ما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “الذي تفوته صلاة العصر ؛ كأنما وُتِر أهله وماله”.

وبذلك فإن فضل صلاة العصر في وقتها عظيمًا ، لذلك أوصى الله تعالى بإقامة الصلاة والتأكيد على الصلاة الوسطى التي يجب الحرص على إقامتها في وقتها دون تأخير.