خطبة محفلية عن الصبر
الخُطبة هي ذلك الخطاب الموجه لمجموعة من الناس من أجل توضيح بعض الأمور وفيها يكون الوعظ والإبلاغ ، وهناك أنواع من الخطب ومنها خطبة المناسبات ؛ خطبة الإقناع ؛ خطبة إسلامية ؛
خطبة محفلية
، ولابد أن تكون لغة الحوار سلسة ومفهومة كي يتلقاها الناس بطريقة يسيرة لترتكز في عقولهم.
الخطبة المحفلية
الخُطبة المحفلية هي تلك الخطبة التي تُلقى في المحافل من أجل تهنئة على موضوع معين أو تكريم أو تأبين أو علاج مشكلة اجتماعية أو وعظ ، ولذلك فإن الخطبة المحفلية قد تنتمي إلى أي نوع من أنواع الخطب ؛ حيث أنها تتنوع تبعًا للمناسبة التي تُلقى فيها ، فإذا كانت على سبيل المثال في محفل ديني فإنها تصبح دينية وإذا كانت في محفل سياسي فإنها تتحول إلى سياسية وهكذا.
خطبة عن الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم عباد الله المخلصين في كل وقت وحين
أما بعد
أيها المؤمنون ما أعظم الصبر الذي يحل بالقلوب ليخفف آلامها ويسكن الروح ليمحو ظلامها ، لقد بشرنا الله يا عباد الله بحسن عاقبة الصبر ؛ حيث قال تعالى في سورة الزمر
“إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” ، فالصبر يا عباد الله هو التحلي بالإيمان بقضاء الله وقدره في كل الظروف والأحوال ، فقد يبتلي الله عبده بما لا يحب وذلك ليختبر مدى قوته الإيمانية ؛ فإذا تحلى بالصبر دون الإعتراض على قضاء الله أو التطاول على الأقدار وبغضها فإنه بذلك يكن في منزلة الصابرين الذين أعدّ لهم الله خير الجزاء ، أنصتوا يا عباد الله إلى قوله تعالى “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” .
وبشر الصابرين.. إنها البشرى التي تأتي بعد تحمل العناء والإبتلاء الذي قد يحل بك ؛ حيث أن الله تعالى يختبر عباده بشدائد الأمور لتكون عاقبة الصبر هي الجنة؛ الجنة التي يسعى إليها كل مؤمن؛ فالحياة لا قيمة لها إن لم تكن طريقًا للجنة.
استمعوا يا عباد الله إلى قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” ، استعينوا بالصبر والصلاة؛ هكذا يأمرنا المولى عزّ وجل لنهذب أرواحنا ونزيل همومنا فعلينا بالصبر والصلاة ، الصبر يا عباد الله أحد مفاتيح الجنة ؛ فهو نصف الإيمان كما ورد في الحديث الشريف ، واعلموا يا عباد الله أن الابتلاء ليس شر بل هو عين الخير ؛ لأنه قد يضعك في منزلة الصابرين ، وهي منزلة عظيمة نالها الرسل كما في قوله تعالى “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ” ، لقد عانى الرسل أثناء دعوتهم الإيمانية إلا أنهم صبروا وجاهدوا أنفسهم لينالوا أعظم الدرجات عند ربهم.
لقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم في الحديث الشريف ” ما من مسلم يشاك الشوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ومُحيت عنه بها خطيئة” ، مجرد شوكة أيها المؤمن الصابر ترفعك عند الله درجة ، انصتوا إلى قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ، الفلاح وحسن الجزاء هو نهاية طريق الصبر .
فالله قد يبتلي عبده في الصحة أو المال أو الأولاد أو أي شيء مما يصيب الإنسان بالمعاناة ، وكل ذلك من أجل أن يكفر سيئات عباده ويدخلهم جنات النعيم ، يا عباد الله تحلوا بالصبر والإيمان لتنالوا البر ، واتقوا الله يا عباد الله ؛ ولنتوسل إلى الله بالرجاء والدعاء ليتقبلنا لديه من الصالحين الصابرين المبشرين بجنات النعيم ، وإني لأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.