خصائص الشعر الحر

يُعد الشعر هو أحد أهم الألوان الأدبية واللغوية التي برع فيها عدد ليس بالقليل من أبناء العروبة على مر الزمان حيث كان الشعر هو السائد في العصر الجاهلي وفي العصر الإسلامي وكذلك في العصور المتوسطة والقديمة وفي العصر الحديث أيضًا وكان يأتي الشعر بأشكال وأنماط وأنواع مختلفة تغطي كل جوانب الحياة .

الشعر الحر

الشعر الحر هو أحد أهم أنواع الشعر التي كانت تُستخدم بكثرة قبل الخمسينات ، وهو عبارة عن شعر يتكون من سطر واحد دون عجز ويعتمد أيضًا على تفعيلة واحدة ، وبذلك نجد أن هذا الشعر قد تحرر من الالتزام بوحدة الشكل والقافية المُتبعة في باقي أنواع الشعر الأخرى ؛ ولذلك تم إطلاق اسم ( الشعر الحر ) عليه ، وقد كان هذا اللون الشعري يُعرف بعدد من المسميات الأخرى أيضًا مثل الشعر المرسل ، شعر التفعيلة ، الشعر التفعيلي ، الشعر المُطلق وكذلك الشعر الجديد والشعر الحديث .

رائد الشعر الحر

كان هناك بعض من الشعراء الذين قد أبدعوا في صياغة وتدوين الشعر الحر ومن أهم الأسماء التي قد ذاع صيتها واحترفت هذا اللون الشعري بإتقان هما كل من :

-الشاعر بدر السياب .

-الشاعرة نازك صادق الملائكة .

خصائص ومواصفات الشعر الحر

هناك عدد من المواصفات والخصائص التي امتاز بها الشعر الحر وقد غابت عن باقي أنواع الشعر الأخرى ، مثل :

-التفعيلة الواحدة ، حيث أن كل سطر من أسطر الشعر الحر لا تتقيد مُطلقًا بالتفعيل العروضي .

-تشكل عدد كبير ومتنوع من صور الشعر الجديدة والحديثة بشكل كثيف وهذا ما ساعد على إثراء الحياة الأدبية والشعرية .

-تجرد الشعر الحر من الالتزام والتقيد بالقافية الواحدة ؛ حيث أن أنواع الشعر الأخرى كانت تُحتم على الشاعر توحيد القافية الشعرية والحرص على أن تنتهي كافة أبيات الشعر بكلمات تحمل نفس الوزن والحروف النهائية .

-كما قد اهتم الشعر الحر أيضًا بتوظيف بعض الرموز والأساطير وبعض المعاني والرموز الدينية وقد اعتمد أيضًا على بعض الأبعاد والنظريات والرؤى الفلسفية ، ولذلك فإننا نجد أن الكثير من قصائد ودواوين الشعر الحر قد غلب عليها بعض الغموض .

-وقد حرص رواد الشعر الحر أيضًا على توظيف اللغة المستخدمة في الحياة اليومية بعض الشيء ، وهو بذلك قد تنازل عن قاعدة لغوية هامة وهي الالتزام باللغة العربية الفصحى في صياغة الأبيات والقصائد والدواوين الشعرية .

-ومن أهم خصائص الشعر الحر أيضًا أنه قد تضمن ظهور كل من الوحدة الموضوعية والعضوية للقصيدة بشكل واضح ، أي أن القصيدة كان يمكن أن تتحدث عن موضوع واحد فقط دون أن تتطرق إلى مواضيع وتفاصيل أخرى مثل البداية بالغزل أو ما إلى ذلك .

-ويتسم الشعر الحر كذلك بأن البيت الشعري داخل القصيدة المبنية على الشعر الحر عبارة عن وحدة موضوعية متكاملة ، كما أن هذه الوحدة تنتهي بمجموعة من الأبيات الشعرية المتتابعة والمتلاحقة واحدًا تلو الاخر ، حيث أن قارئ القصيدة يشعر بوجود ترابط بين الأبيات الشعرية بها مثل الترابط الذي يكون قائمًا بين فقرات المقال الواحد .

وقد أشار بعض الأدباء إلى أن الشعر الحر قد واجه العديد من العقبات والهجوم من قبل الداعمين للشكل التقليدي للشعر ، واتهموا بأن كل من يقومون بتأليف تلك الأشعار ما هم إلا شعراء ضعفاء يريدون طمس التراث العربي واللغة العربية ، وعلى الرغم من ذلك إلا أن قيام بعض الشعراء الكبار بتأليف قصائد تابعة للشعر الحر قد ساعد هذا اللون الشعري على تحقيق التقدم والحضور على الساحة الشعرية بقوة وأصبح متداولًا في العديد من الكتب والمجلات والوسائل الإعلامية المختلفة .