نظرية نشر الأفكار المستحدثة
الفكرة التي تكمن في عقول البشر تنتج عن خواطر وأحداث ووقائع وإلهام والعديد من العمليات التي تؤدي في النهاية إلى إنتاج ما يسمى بالأفكار، فالفكرة هي البذرة الصغيرة التي ينتجها عقل أحد البشر في أي مكان في العالم من الممكن أن تتحول إلى اختراع عظيم يعطي البشرية أمل في التخلص من المشاكل التي تواجهها.
انتشار الأفكار
كما قلنا سابقاُ أن الأفكار مهما كانت عظيمة فلاتزال أفكار مادامت لم تخرج من عقلك إلى أرض الواقع، ولكن إذا رغبت في نشر فكرتك مهما كانت عظمتها وأهميتها للناس، فهل هذا يعني أن الناس سيتقبلونها وأنها ستنتشر بالطريقة التي ترغب فيها؟
في حقيقة الأمر أن هناك العديد من الأفكار كان مصيرها الموت قبل أن تولد أو أن سيقانها اللينة في بداية نموها لم تستطع أن تتحمل ما في الخارج من تحديات، أو أن فكرتك لم تلقي الاهتمام الذي كنت تتوقعه، ولهذا فإن انتشار الأفكار والإبداع بين الناس جعل العديد من العلماء يفكرون فيها، ما الذي يجعل بعض الأفكار دون غيرها تنتشر بين الناس، ويتقبلها الناس أو لا يتقبلوها.
منحني تبني روجرز
قام روجرز والعديد من العلماء في البحث حول انتشار الأفكار ومراحل انتشارها بين الناس والجماعات والثقافات المختلفة، وأخرج ما يعرف بمنحنى اعتماد روجرز والذي يعرف أيضاً بعملية الانتشار، حول كيفية قبول الأفكار والابتكارات الجديدة وكيفية تبني الناس لها وتقبلها والمراحل التي تنتشر بها بين الناس.
تم تطوير هذه النظرية في عام 1957م من قبل جو م.بوهلين وإيفريت م.روجرز وجورج م.بيل في جامعة ولاية أيوا، تم تطبيق هذه النظرية في البداية على الاقتصاد المنزلي والاقتصاد عموماً، وتم تطبيق هذه النظرية على الابتكارات والتقنيات والأفكار الجديدة من قبل العالم إيفريت روجرز والذي نشرها في كتابه نشر الابتكارات، والذي يبن المنحني للمراحل الخمسة التي يقبل فيها المجتمع الأفكار الجديدة وهي:
-المبتكرون.
– المنتمون الأوائل.
-الأغلبية المبكرة
-الأغلبية المتأخرة.
-القاعدون أو المتخلفون.
مراحل منحني تبني روجرز الخمسة
المبتكرون
هم أولئك المخاطرون، المزدهرون، المثقفون، الذين دائماُ ما يحاولون أن يستخدموا تجارب الحياة و
التجارب العلمية
والغير علمية والعادات الجديدة في نمط الحياة، وفي السياسة هم الطرف الهادئ الذين يجلسون مع مجموعاتهم الباطنة يبحثون ويناقشون النظرات الفلسفية ويأتون بأفكار جديدة، هؤلاء ليسوا أناس عاديين يتابعون الأخبار كل مساء ويسمعون المسلسلات التلفزيونية ببال صافي، إنما دائماً ما تؤرقهم أفكارهم والمشاكل التي تدور من حولهم ولا تتركهم إلا مع وضع حلول لهذه المشكلات والأفكار الجديدة.
الأوائل أو المتبنين في وقت مبكر
هم أيضاً من المخاطرين والمثقفين والذين لديهم تعليم عالي، ولكن ستجدهم في القيادة أفضل من المبتكرين، هؤلاء المتبنيون الأوائل هم رجال أقل ازدهاراً وأقل تفكيراً ولكنهم أكثر في الارتباطات الاجتماعية.
يعد المتبنيون الأوائل المحرك للفكرة، يقومون بدفع الفكرة والحفاظ عليها ونقلها إلى مكان أوسع، يعد المبتكرون هم من يضعوا بذرة الفكرة ويرعوها حتى تكبر ولكن المتبنيون الأوائل هم من يخرجوها إلى النور ويتحملون أعباء انتشارها والحفاظ عليها، هؤلاء هم من يخرجوا الفكرة من نعشها إلى النور.
الأغلبية المبكرة
هم أناس يميلون كثيراً للحياة التقليدية ولكنهم على استعداد تام لتقبل الأفكار الجديدة، وهم أقل في المخاطرة، وعلى الرغم من هذا فهم نشطاء في مجتمعاتهم، وعلى دراية تامة بكل الاتجاهات الاجتماعية، ولهم تأثير كبير على أصدقائهم وجيرانهم، هم ليسوا خائفين من التغيير ولكنهم لا يبحثون عنه.
الأغلبية المتأخرة
هم عامة الناس التقليديين، أقل في الثقافة والعلم وكذلك أقل في النشاط الاجتماعي هذه الفئة يتمثل فيها كبار السن بشكل كبير، التغيير ليس ممتع لهم ولا يحبون المجازفات، هذه الفئة لا تسمح غالباً بالتغير يأتي لهم على عكس الأغلبية المبكرة، عليك أن تخفي عليهم فكرتك في البداية، وأترك التغيير يفرض نفسه عليهم حتى يتقبلوه.
المتخلفون
هؤلاء الفئة يكرهون التغيير وهم الأكثر تقليدية ويحاربون التغيير و الأفكار الجديدة في أي مرحلة كانت، هم متصلين بالمجتمع ولكن لا يشجعون الأفكار الجديدة ولا نقلها، إنما يقبلوا التغيير في النهاية وهم متذمرون منه أو يضطرون لقبوله.