اضرار الهمز واللمز
لقد نهانا ديننا الإسلامي الحنيف عن الإساءة إلى أي شخص اخر سواء مسلم أو غير مُسلم ، ومن أكثر ما نهانا عنه الله ورسوله هو كل من الهمز واللمز لما لهما من إثم عظيم وفساد كبير في المجتمع .
تعريف الهمز واللمز
كل من
الهمز واللمز
يحملان معنى واحد وهو المُنصب على الطعن في الاخرين وذكر عيوبهم ، وقد أشار علماء الأمة الإسلامية إلى أن الهمز أشد وقعًا وتأثيرًا من اللمز ؛ كما أن اللمز يكون بالكلام بينما الهمز يكون بالفعل ومن أشهر حركات الهمز هي الغمز بالعين وخائنة الأعين والإشارة باليد أو الرأس .
وقد ذكر البعض أيضًا أن الهمز واللمز أحد صور التكبر والتفاخر وقد ورد ذلك في قوله تعالى {
ويل لكل همزة لمزة
} سورة الهمزة [اية : 1] ، والمقصود بالهُمزة في الاية الكريمة هم الأشخاص كثيرون الهمز ، واللُّمزة هم الأشخاص كثيرون اللمز ، كما أن الهمز يكون بظهر الغيب بينما اللمز يكون وجهًا لوجه .
أنواع الهمز واللمز
يوجد أكثر من نوع من الهمز واللمز ، وقد توعد الله تبارك وتعالى لمن يرتكب هذا الإثم بالويل والنار ، ومن هذه الأنواع ما يلي :
-السخرية والاستهزاء بالخالق عز وجل ورسوله وبالقران الكريم تُعتبر من أشد أنواع السخرية عندما يقوم الهماز واللماز بوصف الخالق عز وجل بصفات لم تأتي في الكتاب والسنة وعندما يتم التشكيك أيضًا في صدق القران الكريم وصدق رسول الله – صل الله عليه وسلم .
-الاستهزاء بالرسل والأنبياء أيضًا صلوات الله وسلامه عليهم يُعد من أسوأ صور الهمز واللمز ، حيث أن الكثير من الأشخاص كانوا يوجهون السباب والسخرية والاستهزاء والإيذاء النفسي والبدني لهم أثناء تبليغ دعوة الوحدانية وعبادة الله عز وجل .
-كما أن البعض يقومون بالاستهزاء والسخرية من الاخرين دون وجه حق ؛ فنجد أن بعض ضعاف النفوس يستهزئون بالناس الصالحة والمتفوقة في دينها ودنياها ، فضلًا عن أن البعض قد يوجه كلمات السخرية للاخرين على المظهر والصورة التي خلقهم الله عليها .
-كما يجب على كل مسلم أن ينتبه إلى أن الاستهزاء بأي شخص اخر حتى وإن كان من باب المزحة هو أمر غير مُستحب وغير مرغوب به أيضًا لأنه يؤدي إلى التقليل من شأن الاخرين .
-من أهم صور الهمز واللمز والاستهزاء بالاخرين هو الانتقاص من قدر أي شخص مُقصر في الدين والشعور بالعُجب بالنفس ، وهو أمر خاطئ تمامًا ، بل إن حق المسلم على المسلم النصح والإرشاد وليس السخرية .
سلبيات الهمز واللمز
لقد أرشدنا الدين الإسلامي إلى الحرص على القيام بكافة الأعمال التي تؤدي إلى الصالح العام للأمة الإسلامية وللبشرية بأكملها ، ومن جهة أخرى نهانا تمامًا عن الانشغال بأي أعمال لن تجني سوى الفساد ومنها الهمز واللمز لأنه يؤدي إلى :
-سخط الخالق عز وجل والتعرض إلى عقاب شديد في الاخرة وخصوصًا في حالة الخوض بحديث غير لائق عن الله تبارك وتعالى وعن صدق دعوة رسول الله وباقي الأنبياء والمرسلين .
-يؤدي إلى اختلاق المشكلات الكبيرة في المجتمع وانتشار النميمة وفساد ذات البين بين المسلمين وفي المجتمع بشكل عام .
-كما أن الهمز واللمز والسخرية والذي يتم إطلاق اسم (التنمر) عليه الان يؤدي إلى الإيذاء النفسي والإيذاء البدني أيضًا وبالتالي ينشأ أفراد المجتمع فاقدين للثقة بالنفس مما يؤثر على مسيرة المجتمعات نحو التقدم والتنمية .
ولذلك ؛ يجب على كل مسلم أن يتوقف تمامًا عن توجيه كلمات وأفعال الهمز واللمز لأي شخص اخر من المسلمين أو من غير المسلمين ؛ حتى يتجنب عقاب الله تعالى وحتى لا يكون معول هدم بين أفراد المجتمع .