هاتِ يا صاحِ غنني – الشاعر بهاء الدين زهير
هاتِ يا صاحِ غنني – الشاعر بهاء الدين زهير
هاتِ يا صاحِ غنني
واملإ الكأسَ واسقني
قمْ بنا يا نديمُ نسـ
ـبقْ أذانَ المؤذنِ
أصبحَ الجوُّ في ردا
ءٍ منَ الغيمِ أدكنِ
وتبدى الصباحُ كالـ
ـبشرِ في وجهِ محسنِ
صاحِ خذها وهاتها
وَاجلُهَا لي وَزَيِّنِ
متُّ وجداً ولوعة ً
فاسقنيها لعلني
مِنْ مُدامٍ كأنّما
كأسُها قَلبُ مُؤمِنِ
فهْيَ نُورٌ وَما عَدا الـ
ـنورَ منها فقد فني
قَهْوَة ٌ ذاتُ بَهجَة ٍ
في قلوبٍ وأعينِ
قد أقامَتْ وَعُدّ مَا
شئتَ في قَعْرِ مَخْزَنِ
فإذا ما أدَرْتَهَا
سمها لي وسمني
رافعَ السّترِ بَيْنَنَا
لا تُفَكّرْ بأنّني
خَلّني من تَصَنّعٍ
للورى أوْ تزينِ
فَلَعَمْري يُريبُني
فرطُ هذا التسننِ
سيّدي بَعدَ ذا وَذا
هاتِ قلْ لي وبينِ
لكَ ما شِئتَ مِنْ رِضًى
لَستَ عندي بهَيِّنِ
لي حبيبٌ فإنْ أكنْ
لا أُسَمّيهِ فافْطُنِ
إنّ يوماً يزورني
يَوْمُ عيدٍ مُزَيَّنِ
هو بدرٌ لمجتلٍ
هوَ غصنٌ لمجتني
عاذلي فيهِ لا تطلْ
أنا عن عاذلي غني
لستُ أصغي ولا أعي
خَلّني منكَ خَلّني