قصة يوم عاشوراء

يوافق يوم عاشوراء اليوم العاشر من شهر محرّم من كل سنة هجرية، ويُعد من الأيام المقدسة عند المسلمين واليهود، وهو اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى نبيه موسى ومن معه من الذين آمنوا من فرعون وجيشه، حيث أمر رسول الله صلّ الله عليه المسلمين بصيام هذا اليوم، فقال عليه الصلاة والسلام ” أنا أولى بموسى منهم، فصامه، وأمر بصيامه”، ولذلك فأن لهذا اليوم ذكرى عظيمة يتذكرها المسلمين في كل عام.

قصة يوم عاشوراء

لهذا اليوم قصص كثيرة ومناسك مختلفة عند الطائفة الشيعية، تختلف عن الطائفة السينة وتختلف عن المناسك عند أتباع الديانة اليهودية :

فعند الشيعة، لهذا اليوم أهمية كبرى حيث أنهم يعتبرون أن الحسين بن علي بن أبي طالب قتل في هذا اليوم بعد أن تمت محاصرته ومن معه من قبل رجال يزيد بن معاوية أيامًا ومنعه عن الماء، وكان ذلك في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة، ولهذا يهتمون بهذا اليوم و لهم مناسك خاصة بهم، ومنها زيارة ضريح الحسين بن علي في كربلاء وقراءة قصة الحسين ويبكون ويلطمون ويستمون إلى القصائد الشعرية التي تُجسد تلك المأساة، ويقوم البعض بتمثيل حادثة مقتل الحسين، فيحملون السيوف والتروس والدروع ويقومون بأداء عمل جماهيري يجسد الحادثة، وبعضهم يسيل الدم من باب المواساة للحسين بن علي.

عند السنة، يعتبر هذا اليوم من الأيام المباركة عند أهل السنة ويعتبرون هذا اليوم الذي نجى فيه الله تعالى النبي موسى ومن معه من فرعون وجنوده، وقد أمر رسول الله بصيام هذا اليوم في الصحيح، فيصومه أهل السنة منفذين أمر الله صلّ الله عليه وسلم.

عند أهل المغرب، يُسمى يوم عاشوراء عند أهل المغاربة يوم زمزم، حيث يرشون في هذا اليوم الماء على بعضهم تبركًا وتُسمى الليلة التي تلي يوم عاشوراء عندهم ليلة الشعالة، وفيها يتحلقون من حول نار ويرددون بعض الأهازيج ويتناقلون قصة الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب، ويقدمون الزكاة للفقراء في هذ اليوم.

فضل صيام يوم عاشوراء

دعا الإسلام وحث في سنة رسول الله صلّ الله عليه وسلم على صيام هذا اليوم، وجاءت العديد من الأحاديث التي تُبين

فضل يوم عاشوراء

، ففي الحديث الذي رواه عبدالله بن عباس قال ” قدِم رسولُ اللهِ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- فوجَد يهودَ يصومون يومَ عاشوراءَ فقال لهم: ما هذا؟ قالوا: يومٌ عظيمٌ نجَّى اللهُ فيه موسى وأغرَق آلَ فِرْعونَ فصامه موسى شُكرًا للهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم: أنا أَولى بموسى وأحقُّ بصيامِه منكم، فصامه وأمَر بصيامِه”، أمَّا فضل صيام يوم عاشوراء، فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو قتادة الأنصاري ما يلي: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- سُئل عن صومِ يومِ عرفةَ، فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ، وسُئل عن صومِ يومِ عاشوراءَ، فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ”.

ما المقصود بصيام التطوع

صيام التطوع هو صيام يتقرب به العبد المسلم من الله سبحانه وتعالى، ويُستحب صيام التطوع على أن لا يكون في الأيام التي يحرم الصيام فيها، لأن له أجر كبير وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، قال رسولُ الله -صلّ الله عليه وسلم-: “مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبيلِ اللَّه، بعَّدَ اللَّهُ وَجهَهُ عَن النَّارِ سَبعِينَ خَريفًا”، وهناك الكثير من الأيام التي يُستحب الصيام بها ومنها صيام ستة أيام من شوال، وأول ثمانية أيام من ذي الحجة، ويوم عرفة، وأكثر أيام شهر شعبان، والإثنين والخميس من كل أسبوع، والثلاثة أيام القمرية من كل شهر، وصيام يوم عاشوراء.

يقابل يوم عاشوراء عند اليهود يوم كيبور، وهو يوم مقدس يخصصه اليهود للصلاة والصيام فقط، وهو آخر أيام التوبة العشرة التي تبدأ بأول يومين من السنة وتنتهي بيوم كيبور، ويصادف يوم العاشر من محرم ذكرى استشهاد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، ولذلك فهو عطلة رسمية في بعض الدول الإسلامية كإيران والعراق وباكستان ولبنان والبحرين وغيرهم.

مشروعية صيام عاشوراء

يعتبر صيام عاشوراء من الأيام المقدسة لدى المسلمين واليهودد، بسبب الكثير من المناسبات الدينية التي وقعت فيه، لأن الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم نجى سيدنا موسى وقومه من فرعون، ولذلك فأن صيام عاشوراء سُنة عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، ولذلك أجمع عليه فقهاء وعلماء المسلمين فقد وردَ في الصحيحين في صيام عاشوراء عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلّ الله عليه وسلم- قال:

“إنَّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، فمن شاء صامه، ومن شاء فليفطر”،وورد حديث يؤكدُ أنَّ صيام عاشوراء سنَّةٌ عن النبيِّ -صلّ الله عليه وسلم-، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كان يومُ عاشوراءَ تصومُه قريشٌ في الجاهليةِ، وكان رسولُ اللهِ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامَه وأمَر بصيامِه، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك يومَ عاشوراءَ، فمَن شاء صامه ومَن شاء ترَكَه”.

لماذا سُمي عاشوراء بهذا الاسم

البعض يتسأل

لماذا سمي عاشوراء

بهذا الاسم لأنه يأتي في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اسم إسلامي وتُعني كلمة عاشوراء في اللغة العربية بالعاشر، ومن هنا جاءت التسمية، وهي تعني اليوم العاشر، ومعناه أنه في هذا اليوم الواقع في العاشر من شهر محرم بالرغم من اختلاف الآراء وتباينها بين علماء المسلمين، ولكن جميعهم يتفق في أهمية هذا اليوم.

أدعية يوم عاشوراء

من

ادعية يوم عاشوراء

التالي :

حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير (70 مرة).

سبحان الله ملأ الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزينة العرش لاملجأ ولا منجى من الله إلا إليه سبحان الله عدد الشفع وعدد كلمات ربنا التامات كلها أسألك السلامة برحمتك يأرحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وهو حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم يامفرج كل كرب، ويامخرج ذي النون يوم عاشوراء، وياجامع شمل يعقوب يوم عاشوراء، وياغافر ذنب داود يوم عاشوراء، وياكاشف ضر أيوب يوم عاشوراء، ويا سامع دعوة موسى يوم عاشوراء، ويا سامع دعوة موسى وهارون يوم عاشوراء، وياخالق روح سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء ويارحمن الدنيا والآخرة ، لا إله إلا أنت أقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك، ورضاك يا أرحم الراحمين وأحيني حياة طيبة وتوفني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين وصلى الله تعالى، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اللهم يامحسن قد جاءك المسيء وقد أمرت يا محسن بالتجاوز عن المسيء، فأنت المحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك فأنت بالبر معروف وبالاحسان موصوف، أنلني معروفك وأغنني به عن معروف من سواك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.