سلبيات هجرة الادمغة ونتائجها
ظهر على مر الزمان عدد كبير من أنواع الهجرة والتي قد اختلفت من دولة إلى دولة ومن قارة إلى قارة أخرى ؛ حيث قد كانت الهجرة في بعض الأحيان فردية ، وفي أحيان أخرى كانت جماعية ، وقد اختلفت أيضًا أسباب وأهداف الهجرة من شخص إلى آخر ؛ فالبعض يطلب الهجرة باحثًا عن العلم والبعض الآخر باحثًا عن العمل والاستقرار وغيرهم ، ومن أشهر أنواع الهجرة التي خلفت وراءها عدد كبير من السلبيات هي هجرة الأدمغة والعقول المفكرة .
هجرة العقول المفكرة
هجرة الأدمغة أو العقول المفكرة هي أحد أخطر أنواع الهجرة التي تعاني منها الدول النامية والتي تعني هجرة الأشخاص أصحاب التميز العلمي والفكري والدراسي من أوطانهم إلى بلاد أخرى في مختلف
قارات العالم
باحثين عن وسائل أفضل ودعم مادي ومعنوي أكبر لاستكمال نبوغهم وتفوقهم في مختلف مجالات العلم والعمل والحياة إلى جانب الحصول على عمل وإقامة دائمة في إحدى الدول المتقدمة علميًا واقتصاديًا .
أسباب هجرة الأدمغة
هناك عدد كبير من الأسباب التي أدت إلى تزايد وارتفاع معدل هجرة الأدمغة التي اعتبرتها بعض المنظمات العالمية مثل منظمة اليونسكو أحد أنواع التبادل العلمي الغير عادل نظرًا إلى أنه دائمًا ما يصب في مصلحة البلد المستضيفة فقط ويحرم الموطن الأصلي للمهاجر من الحصول على أي فوائد ، وقد أعزى البعض أسباب هجرة العقول والأدمغة إلى ما يلي :
-الانفتاح العالمي وسعي الكثير من دول الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد إلى استقطاب الكفاءات العلمية والعملية النابغة في الدول النامية .
-شعور بعض المواطنين وخصوصًا أهل البحث العلمي بعدم القدرة على تنفيذ ما يطمحون إليه من دراسات وأبحاث متقدمة في بلادهم نظرًا إلى عدم توافر الإمكانيات اللازمة لذلك ، إلى جانب عدم وجود تخصصات عمل متعلقة بالعديد من التخصصات العلمية ، فضلًا عن عدم تمكن العلماء من الحصول على التقدير والدعم المعنوي الكافي داخل أوطانهم .
-الرغبة في الهروب من بعض السلبيات التي تُعاني منها المجتمعات النامية مثل الفقر وانتشار الأمراض وانخفاض المستوى المعيشي وانتشار البطالة وعدم القدرة على الحصول على العمل المناسب الذي يُساعد على استيفاء متطلبات الحياة المختلفة ، إلى جانب تعرض الكثير من المواطنين إلى عدم الاستقرار الأمني والحروب الدائمة في أوطانهم .
-معاناة بعض الدول المتقدمة من قلة عدد السكان وعدم توافر عدد كافي من النوابغ العلمية لشغل الوظائف ومواقع العمل الهامة والمختلفة داخل تلك الدول ؛ الأمر الذي يدفعهم إلى عرض المنح الدراسية وفرص العمل بمواصفات ومغريات تجذب عدد كبير من أبناء الدول النامية .
نتائج هجرة الأدمغة
هناك عدد كبير من
نتائج الهجرة
السلبية التي تترتب على ارتفاع معدل أنواع الهجرة المختلفة وخصوصًا هجرة الأدمغة ، وهي تشمل :
-فقدان الانتماء الوطني وشعور المهاجر بأنه ينتمي فعليًا إلى هذا المجتمع الجديد متناسيًا لحقوق وطنه الأصلي عليه .
-فقدان الدول النامية لعدد كبير من الطاقات والكوادر البشرية النابغة الأمر الذي يحول دون تقدمها أو نموها سواء اقتصاديًا أو علميًا .
-انخفاض عدد العمالة الماهرة القادرة على إحداث تقدم وتغيير نحو الأفضل في مختلف قطاعات ومجالات العمل .
-اتساع الفجوة بين مستوى نمو وتفوق الدول المتقدمة والدول النامية ؛ الأمر الذي يؤخر عملية تحول الدول النامية إلى دول متقدمة لسنوات بعيدة .
-انخفاض معدل الثقافة والعلم والمعرفة داخل الدول النامية نتيجة عدم توافر العقول ذات القدرة على مواجهة المشكلات التي تعترض الدولة سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الصحي أو العلمي .
كيفية التصدى لظاهرة هجرة العقول
هناك بعض الحلول التي يمكن من خلالها التصدي بشكل كبير لظاهرة هجرة الأدمغة ، مثل :
-توفير بيئة بحث علمي وأكاديمي مناسبة وإعطاء العلماء والمفكرين القدر اللازم من التقدير والدعم الكافي الذي يُساعدهم على الإبداع في أوطانهم .
-اتباع الأساليب العلمية الصحيحة التي من شأنها أن تُساعد على تعديل الوضع الاقتصادي وبالتالي رفع مستوى الأجور وتحسين الوضع المعيشي حتى لا يلجأ الشباب إلى البحث عن فرص عمل في الدول المتقدمة .
-الحرص على استثمار الكفاءات وخصوصًا في سن الشباب وتوظيف طاقاتهم بشكل صحيح وإلحاقهم بمواقع العمل المختلفة داخل الدولة .
-تطوير مهارات الأفراد والمواطنين في مختلف المجالات وتوفير كل وسائل العلم والدراسة والتدريب اللازمة .
-ربط المجالات الدراسية بسوق العمل داخل الدولة لأن تخرج الكثير من الشباب في تخصصات لا وجود لها في سوق العمل وخصوصًا المجالات العلمية الطبيعية يعتبر من أدعى أسباب هجرة العقول العلمية النابغة .