الكثير من الأشخاص دائمًا ما ينجذبون إلى الأقوال الأدبية الراقية التي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني العميقة في صورة جمل قصيرة ، وقد برع الكثير من الأدباء على مستوى العالم في إثراء الأدب بأفضل الروايات والأشعار والأقوال ونخص بالذكر الأدب الروسي الذي قد أثرى الأوساط الأدبية بعدد كبير من الأدباء النابغين ومنهم الأديب الشهير فيودور

دوستويفسكي

الذي تميز بأسلوبه الأدبي الراقي العذب والذي قد نال استحسان عدد كبير للغاية من الأشخاص المهتمين بالأدب من مختلف أنحاء العالم .

فيودور دوستويفسكي

لقد لعب دوستويفسكي دورًا هامًا في وصف المشاعر الإنسانية بشكل دقيق واستطاع أن يتعمق في طريقة التفكير البشرية حتى تمكن من أن يصف الفطرة البشرية النقية والراقية التي دائمًا ما تتطلع إلى الفضيلة والرقي وأن يصف المغريات البشرية التي تسعى إلى الانزلاق بالإنسان إلى بئر الرذيلة ، وقد تمكن دوستويفسكي أن يجسد تلك التصورات والأفكار في إطار أدبي مُشوق .

أما عند حياة دوستويفسكي الشخصية ؛ فقد ولد هذا الأديب في روسيا بالعاصمة موسكو عام 1821 م ، والتحق دوستويفسكي للدراسة في الكلية العسكرية في مجال الهندسة ، وكان مهتمًا بالمجتمع من حوله مما دفعه إلى الالتحاق بأحد الأنظمة الثورية الأمر الذي أدى إلى دخوله السجن ومكث به ما يقرب من 4 سنوات ، تزوج دوستويفسكي مرتين وأنجب عدة أبناء ، وقد تمكن من تأليف عدد كبير من الروايات التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ الأدب ، وفي نهاية حياته أُصيب بمرض الصرع وتُوفي عام 1881 م .

أعمال دوستويفسكي الأدبية

كانت أولى روايات دوستويفسكي هي رواية الفقراء وقد انتهى من تأليفها عام 1864 م ، ثم تلى ذلك تأليف الكثير من الروايات الأخرى الهامة ، مثل :

–

رواية الأبله

.

-رواية الجريمة والعقاب .

-رواية الشياطين .

-رواية نيتوتشكا نزفانوفا .

-رواية رسائل من تحت الأرض .

-رواية حلم العم .

-رواية الليالي البيضاء .

-رواية حلم رجل مضحك .

-رواية في سردابي .

-رواية الزوج الأبدي .

-رواية مذلون مهانون .

-رواية مذكرات قبو .

-رواية مذكرات من البيت الميت .

-رواية المراهق .

-رواية الأخوة كارامازوف .

رسائل دوستويفسكي إلى زوجته

لقد أبدع دوستويفسكي فيما تركه من أقوال غاية في الحكمة والتركيز العميق في جوانب النفس البشرية ووصف مشاعر الحب الراقية بين الرجل والمرأة ، وعندما تُوفيت زوجته الأولى بدأ دوستويفسكي يشعر بالوحدة والحزن واستمر ذلك لوقت طويل إلى أن قابل فتاة أحلامه التي أصبحت زوجته الثانية وأم أبنائه ، وبينما كان دوستويفسكي مُسافرًا في رحلة علاجية بمفرده قام بكتابة الكثير من الرسائل إلى زوجته و

كلام حب

، ولم يتم نشر تلك الرسائل إلى بعد وفاته بفترة طويلة وقد صنف الأدباء هذه الرسائل ضمن الغزل العفيف ، ومنها ما يلي :

-كانت تدرك أنها لن تصبح بالتزين سيدة وتدرك أن لكل إمرأة ثياباً تناسبها ، وذلك أمر ستظل تعجز عن فهمه ألوف بل مئات الألوف من النساء اللواتي يرضيهن أن تكون ثيابهن على الموضة وكفى .

-أثناء السنوات التسع على حياتنا الزوجية ، كنت مغرمًا بك أربع أو خمس مرات ، وفي أحيان أخرى كل مرة .. والآن ، وباستمتاع أتذكر كيف أنه منذ أربع سنوات ، قد أحببتك ؛ فعندما كنا في حالة خصام ، ولم نتحدث مع بعضنا البعض لأيام عديدة ، وكنا في ضيافة بعض الأصدقاء ، فأنا قبعت في الزاوية ، واختلست النظر من هناك نحوك ، وبقلب محروق يتفطر دمًا ، تمعنت بك ، فيما كنت تتحدثين وبفرح مع الآخرين .

-آنيا ، لا أخفي .. أنا أقلق ، بالفعل أخاف ، وأنك إذ تكتبين لي بأن أغار عليك ، فإني لمتأكد بأنك كتبت ذلك ، وأنت تبتسمين تلك الابتسامة الحلوة المحببة لي ، فأعتقد بأنك قد حققَت هدفك ، نعم أنا أغار عليك .

-أنت بنفسك لا تلاحظين مدى إمكانياتك ؛ فأنك لا تديرين فقط البيت ، وليس فقط أعمالي ، ولكن أعمالنا كلنا جميعًا ، وتتحملين كل مشاكلنا ونزواتنا ، ابتداءً مني حتى ألوشا ، وتدبرين حالك أيضًا . آه كم أحلم بأن أجعل منك ملكة ، وأعطيك مملكة بكاملها ، وأقسم لك ، بأنك تستطيعين عمل ما لا يمكن أن يعمله أحد ، وهذا بفضل ما تملكينه من عقل راجح رزين ، وتفكير سليم ، وقلب واسع وطاهر ، ومعرفة تدبيرية .

-أنت تكتبين لي ” كيف يمكنني بأن أحب امرأة عجوزة وقبيحة مثلك ” هنا ، أنت تكذبين كليًا . بالنسبة لي أنت الهناء بذاته ، ولا يوجد لك مثيل . وأي إنسان ، يتمتع بقلب وإحساس وذوق مرهف ، من المفروض بأن يقول لك ذلك ، إذا نظر إليك ، ولهذا السبب فأنا أغار عليك في بعض الأحيان . أنت نفسك لا تعرفين إلى أي مدى جمال عينيك وابتسامتك الحلوة وحديثك العذب الذي يغري ويفرح الروح ، وذلك يعود إلى أنك لا تختلطين بالناس . فلو حصل ذلك لعرفت مدى أهميتك وانتصارك .