قصص مصورة للاطفال عن النظافة
إن الله تعالى طيب يحب الطيب والنظيف، فالنظافة من الإيمان، ولابد للأطفال أن يتعلموا النظافة منذ سن مبكرة، فهناك بعض العادات التي يجب أن يمارسوها لكي تصبح النظافة جزءًا مهمًا من حياتهم، ومن الممكن تعليم تلك العادات للأطفال من خلال القصص.
قصص للاطفال عن النظافة
قصة علا وسها
علا وسها توأمتان متطابقتان في الشكل، وعلى الرغم من ذلك فكلاهما معتاد على عادات مختلفة عن الآخر، فعُلا فتاة أنيقة تقوم بالاهتمام بملابسها ونظافتها الشخصية، وتستيقظ كل يوم فتغسل وجهها وأسنانها وتتوضأ ثم ترتدي ملابسها المعلقة في الدولاب وتقوم بتمشيط شعرها وتذهب للمدرسة بأحسن حال وعند عودتها فإنها تقوم بتبديل ملابس المدرسة وارتداء ملابس نظيفة ووضع
الزي المدرسي
على شماعة ثم تركها بالدولاب كي تبقى مفرودة ونظيفة لليوم التالي.
أما سها فتقوم من نومها فلا تغسل وجهها ولا أسنانها، وتتوضأ بشكل سريع وبإهمال ثم تلتقط ملابسها الملقاة في أنحاء غرفتها والتي تكون مجعدة وغير نظيفة على الإطلاق، كما أنها لا تهتم بتمشيط شعرها وتقوم بالذهاب مع أختها للمدرسة وتعود فلا تبدي أي اهتمام بإبدال ملابس المدرسة بملابس أخرى نظيفة وقد تبقى بها حتى موعد النوم فتقوم بخلعها وإلقائها بكافة أنحاء الغرفة ولا تهتم بتعليقها للحفاظ عليها.
وعلى الرغم من تحذيرات أمهما المتواصلة لسُها من هذا الإهمال في نظافتها ومظهرها ولكنها لم تكن تصغي لوالدتها بل إنها لم تكن تهتم حتى حينما كانت أمها تعاقبها على ذلك الإهمال.
وفي يوم عادت عُلا وسُها من المدرسة فدخلت عُلا كالعادة وأبدلت ملابسها ثم غسلت يديها قبل الطعام بينما دخلت سُها بشكل مباشر بدون غسل يديها وجلست على مائدة الطعام.
قالت الأم: “فلتغسلي يديك قبل الطعام يا سُها”
ردت سها: “ولكن يا أمي انظري ليس هناك أي شئ على يداي”
قالت الأم: “قد يكون هناك بعض الجراثيم والأتربة التي قد لا تستطيعين رؤيتها بعينيك ولكنها تكون موجودة وقد تتسبب في ضررك”
قالت سها: “ولكني كل يوم لا أغسل يدي ولا يحدث لي أي ضرر، ثم أنى جائعة جدا الآن”
قالت هذا وسحبت طبق الطعام وبدأت في الأكل.
وفي ذلك الوقت جاءت علا بعد غسل يديها وقالت: “كيف تكونين جائعة وقد اشتريت حلوى من البائع المتجول الذي كان يقف خارج المدرسة وأكلتيها؟”
اندهشت الأم وقالت: “ألم أحذرك من قبل يا سها من شراء الحلوى والمأكولات من الباعة المتجولين لأنها لا تكون نظيفة؟”
ردت سها: “ولكني يا أمي كنت جائعة… والآن يا أمي أريد أن أخبرك بشيء هام، فغداً رحلة المدرسة إلى حديقة الحيوان وأنت تعلمين منذ متى ونحن ننتظرها وأريد أن نشتري اليوم حلوى وعصائر لنأخذها معنا في الرحلة”
قالت الأم ” بإذن الله أحضر لكما كل شئ لغداً”
في الصباح الباكر دخلت الأم لتوقظ ابنتيها لتذهبا لرحلة المدرسة.
قامت عُلا على الفور وبدأت في الاستعداد، أما سُها لم تستطع القيام وبدأت تشكو من آلام رهيبة في بطنها، وحينما وضعت الأم يدها على جبهة سُها وجدت أن حرارتها مرتفعة للغاية.
قالت الأم: “سها يبدو أنك مريضة للغاية، سأطلب الطبيب على الفور”
ردت سها: “لكن يا أمي أنا أريد الذهاب للرحلة”
قالت الأم: “يا حبيبتي لا يمكنك الذهاب للرحلة وأنت مريضة هكذا”
شعرت سُها بالحزن الشديد وخاصة وهي تودع أختها عُلا والتي ركبت سيارة المدرسة لتذهب مع صديقاتها إلى الرحلة.
استدعت الأم الطبيب فوراً والذي حضر بعد قليل وقام بالكشف على سُها ثم سألها: “هل أكلت شيئا خارج المنزل بالأمس؟”
ردت سها بدهشة: “نعم، ولكن كيف عرفت؟”
ابتسم الطبيب وقال: “أنت تعانين من نزلة معوية حادة وسببها أنك أكلت شيئاً غير نظيف، ومن المؤكد أن هذا الطعام من خارج المنزل لأن أكيد والدتك تعتني بنظافة طعامكم”
ردت الأم: “بالطبع يا دكتور.. النظافة شئ مهم في كل شئ”
نظر الطبيب حوله في غرفة سها ولاحظ إهمالها في نظافة ملابسها وترتيبها وقال: “النظافة شئ هام جدا بالطبع، ولا تقتصر على الاهتمام بنظافة الطعام فقط، بل على نظافة الملابس أيضا والنظافة الشخصية، فإنك إذا أهملت في أي منهم قد يتسبب هذا أيضا في إصابتك بالأمراض”
قالت الأم “نعم كما أن هذا قد ينفر الناس منك ويجعلهم يبتعدون عن مصادقتك لأنك لا تهتمين بنظافتك”
قال الطبيب: “كما أنك بهذا لا تحرصين على أن يحبك الله”
ردت سها بدهشة: “وكيف هذا؟”
قال الطبيب “ألا تعرفين قول
النبي صلى الله عليه وسلم
(إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة) ؟”
قالت سها: “لا لم أكن أعلم هذا الحديث الشريف، ولقد تعلمت اليوم درسا قاسيا، فكم كنت أتمنى أن أذهب إلى الرحلة مع أختي علا، ولكن بإذن الله من اليوم سأهتم بالمحافظة على
النظافة الشخصية
ونظافة كل ما حولي، وأتمنى أن يحافظ هذا على صحتي وأن يجعل الله يحبني.
قصة الحديقة والاطفال
في أحد الأيام بينما كان عصفور رائع الجمال يحلق في السماء وفوق شجرة من أشجار البلوط كبيرة الحجم، هبط ذلك العصفور لمانداة السلحفاة التي كان بيتها تحت شجرة البلوط الكبيرة، قال العصفور مناديا السلحفاة يا صديقتي العزيزة.
فردت السلحفاة قائلة من ينادي عليّ؟، نظرت السلحفاة حولها فعثرت على العصفور وعلمت أنه هو من ينادي عليها، فرحت السلحفاة بشكل كبير عند رؤيتها لصديقها العصفور المخلص، وقامت بدعوته للدخول للمنزل، وبالفعل دخل العصفور .
وجد العصفور في المنزل أن حقائب السلحفاة قد حزمت، فأستغرب جدا وسأل السلحفاة؟ هل أنت مسافرة لمكان ما؟ قالت السلحفاة، بل سأرحل من منزلي، لأن بعض الأطفال المشاغبين يضايقونني كثيرا.
فقال العصفور هل ستتركين منزلك بسببهم، فقالت السلحفاة أن هؤلاء الأطفال يأتون في نهاية كل أسبوع، فيلعبون ويأكلون ويلقون القمامة تحت الشجرة، فيصبح المكان كله كصندوق كبير للقمامة، ولا ينظفون مكانهم، ثم يرحلون سعداء لمنازلهم.
فنظر العصفور حوله وأخبرها أن المكان نظيف جدا، فقالت السلحفاة هذا لأنني أنظف مباشرة بعد رحيلهم، وأعود وأكرر عملية التنظيف هذه بعد رحيلهم في كل مرة يأتون فيها، ولقد تعبت وسأمت من التنظيف ومن سلوك الأطفال السيء، لهذا سأرحل من هنا، وسأذهب للعيش مع أختي.
حزن العصفور لأن صديقته المخلصة سترحل من بيتها ولن يراها مجددا، فجلس يفكر في طريقة تجعل صديقته السلحفاة تبقى في منزلها، فعرض العصفور على السلحفاة أن تبقى في منزلها حتى يعثر على حل نهائي.
طار العصفور ثم عاد بعد ساعة تقريبا، عاد وهو يحمل بمنقاره الصغير ورق أبيض اللون، وقام بسؤال السلحفاة إذا كان لديها فرشاة وبعض الألوان، قالت السلحفاة نعم عندي فرشاة وألوان، اللون الأحمر والأصفر والأخضر.
فقام العصفور بالكتابة على الورق الأبيض، حيث كتب يرجى الحفاظ على نظافة الحديقة، وقام بكتابة ورقة أخرى
الحفاظ على البيئة
دليل على الأخلاق الحميدة، وكتبت السلحفاة على الورقة الأخيرة النظافة من الإيمان والقذارة من الشيطان، وبعدها حمل العصفور الأوراق وعلقها على أغصان شجرة البلوط الكبيرة.
وفي نهاية الأسبوع جاء الأطفال فأمسكوا بالأوراق المعلقة على شجرة البلوط، فكوروها وألقوها على بعضهم البعض، ثم قاموا بلعب الكرة ورحلوا وتركوا الحديقة أكثر اتساخا مما سبق في الأسابيع السابقة، خرجت السلحفاة حزينة وهي تحمل حقائبها وترحل لبيت أختها.
وعندما جاء الأطفال في نهاية الأسبوع وجدوا الحديقة قذرة متسخة مليئة الأوساخ والقاذورات، فشعر الأطفال بالاستغراب كثيرا ، وقالوا ما الذي يحدث للحديقة، لكن سرعان ما نسوا أمر الحديقة، فلعبوا الكرة، ثم جلسوا لتناول الطعام ، ثم رحلوا وتركوا الحديقة قذرة كما كانت,
وعندما عادوا الأسبوع الذي يليه لم يجدوا أي مكان نظيف يلعبون فيه ولا حتى يجلسون أو يأكلون فيه، فقال أحدهم لا يمكن تناول الطعام في مكان قذر كهذا، فأيده أصدقائه، فقال أحدهم يجب علينا أن نقوم بتنظيف المكان لأننا من كان يرمي القمامة والقاذورات.
على الفور قام الأطفال بالتنظيف وجمع الأوراق والقمامة، حتى تم العمل على أكمل وجه وعادت الحديقة نظيفة جدا وجميلة كعادتها السابقة، وبعد هذا تناول الأطفال الطعام ونظفوا وراءهم، وعادوا لمنازلهم.
وفي يوم من الأيام اشتاقت السلحفاة لمنزلها، فقامت بالذهاب إليه وإذا بها تجد الحديقة نظيفة للغاية فشعرت بالاستغراب الشديد، وجاء العصفور ورحب بعودة السلحفاة، ورحب بها قائلا اهلاً بك يا صديقتي الغالية، فسألته السلحفاة عمن كان يقوم بتنظيف الحديقة بعد الأطفال، فقال لها الأطفال كانوا ينظفون الحديقة، ففرحت السلحفاة وقالت الحمد لله لن أترك منزلي أبدا بعد هذا اليوم، فالحديقة صارت رائعة.