بحث عن عائشة رضي الله عنها



كانت النساء في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثالًا ونموذجًا لنساء المسلمين، فقد قدموا تضحيات في سبيل الدين والرسالة، وكانت على رأسهم

السيدة عائشة

رضي الله عنها، بنت أبي بكر الصديق، وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم، والأقرب إلى قلبه


نبذة عن السيدة عائشة رضي الله عنها

– عائشة بنت

أبي بكر الصديق

بن أبي قحافة، وأمها أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة

– نشأت في بيت أول من أسلم من الرجال فتربت على حب الإسلام العظيم

– ثالث زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإحدى أمهات المؤمنين، ولم يتزوج امرأة بكرًا غيرها

– اشتهرت السيدة عائشة رضي الله عنها بالعلم والفقه وقال أحد العلماء إن ربع علوم الشريعة أخذت عن السيدة عائشة

– تميزت بفصاحة اللسان وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث النبوية.


زواج عائشة


من النبي صلى الله عليه وسلم

– بشر

جبريل عليه السلام

النبي بزواجه من عائشة بعد أن أتاه بها في المنام عدة مرات.

– خطبها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أبيها، وتزوجها في السنة الثانية للهجرة بعد غزوة بدر

– كان عمر عائشة حينما تزوج بها النبي تسع سنين وظلت بعد زواجها تلعب لفترة من الزمن، بسبب صغر سنها.

– روي عنها أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله، وأنا ألعب مع البنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فأجبت: خيل سليمان، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.

– كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب خطيبته الصغيرة كثيراً، وكان يحرص على أن يوصي أمها عليها

– كان النبي يسعد عند ذهابه إليها، وكلما اشتدت أزماته يذهب عندها، فمرحها ومداعبتها ينسيان الرسول أحزانه وهمومه

– بعد الهجرة النبوية إلى

المدينة المنورة

، تبعت عائشة بالنبي، واجتمع بها وعمت الفرحة في أرجاء البلاد

– كان المسلمون سعيدين بانتصارهم في

غزوة بدر

الكبرى، واكتملت فرحتهم بزواج النبي من عائشة


حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة

– كان لها مكانة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا الحب ظاهر ولم يكن يخفيه

– سأل

عمرو بن العاص

رضي الله عنه، النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة، قال: ومن الرجال ؟ قال: أبوها. متفق عليه .

– قال صلى الله علية وسلم لام سلمة: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فأنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.


صفات السيدة عائشة رضي الله عنها

– عرفت عائشة رضي الله عنها بكرمها وجودها الذي جعل منها سيدة كريمةً سخيةً وزاهدة.

– كانت صاحبة علم غزير، حتى إن كبار الصحابة كانوا يسألونها عن المواريث، فقد قال عطاء بن أبي رباح: “كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة”.

– قال

عروة بن الزبير بن العوام

: ما رأيت أحداً أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها”.


حادثة الإفك للسيدة عائشة رضي الله عنها



حادثة الإفك

من أعظم وأصعب الحوادث التي مرت بها عائشة رضي الله عنها.

– كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا خرج إلى غزوة من غزواته، أجرى قرعةً بين زوجاته ليحدد الزوجةً التي ترافقه في تلك الغزوة

– رست القرعة على عائشة رضي الله عنها في إحدى غزواته التي كانت بعد نزول آيات الحجاب.

– كانت عائشة رضي الله عنها محجبةً، وحملت في طريق السير على هودجها، وبعد أن أنجز النبي صلى الله عليه وسلم  غزوته، وعاد منتصراً ومعه أسرى من بني المصطلق الذي نزل في أحد المنازل بقصد المبيت ليلا.

– خرجت السيدة عائشة مبتعدة عن الجيش بقصد قضاء حاجتها، ثم عادت وجدت الجيش تجهز منادياً للرحيل.

– تلمست السيدة عائشة عقداً في رقبتها فلم تجده، فعادت إلى مكانها تبحث عنه، وحمل المكلفون بحمل الهوادج لهودج السيدة عائشة دون أن يشعروا أنها ليست موجودة فيها لأنها كانت خفيفة الوزن.

– وصلت السيدة عائشة مكان الجيش، وكانوا قد انطلقوا دونها، فتلفّعت عباءتها، وانتظرت من يرجع للبحث عنها.

–  تم تكليف صفوان بن المعطل بعد طلوع الفجر بمسح المنطقة للتأكد من عدم نسيان متاع للجنود، فلما رأى السيدة عائشة عرفها، فأناخ لها راحلته لتركب عليها، وأوصلها إلى قوافل المسلمين

– رأى بعض المنافقين قدوم عائشة مع صفوان، وانضمامهما للجيش، فبدؤوا ينشرون إشاعات كاذبة حول ما حدث بينهما في غيابهما، وانتهز المنافقين الفرصة لإيذائها وإيذاء النبي بها والتشكيك في طهرها، فهي زوجته الحبيبة، وأقرب الناس إليه، وابنة صديقه وخليله أبي بكر.

– انتشر الخبر بين المسلمين فمنهم من صدقه، ومنهم من أنكره فور سماعه.

– وأزاد الأمر صعوبةً على النبي عليه السلام عندما تأخر الوحي عليه عشرين يوماً ولم يتنزل عليه بشيء.

– كان من حكمة الله أن أصاب عائشة مرضاً فظلت في منزلها ولم تخرج قرابة الشهر، فكانت لا تعلم ما يقولون عنها.

– شعرت عائشة اختلافاً في طريقة حديث النبي إليها ولكن لم تتفهمه، وبقيت على حالها هذا حتى تعافت قليلاً وخرجت، وعلمت كل شيء يقال عنها، ففزعت.

– طلبت السيدة عائشة من النبي عليه السلام أن تظل في بيت أهلها فوافق، وعندما سألت والدتها عن هذه الأقوال أخبرتها أنه كيد الناس وحديثهم، فبكت عائشة ليلها كله، ولم يرقأ لها دمع.

– احتار النبي فيما يفعل، وشاور أصحابه بين فراق عائشة، أو إبقائها حتى تثبت الأقوال والإشاعات لكن طال الأمر وظل لمدة شهر، وعائشة عند والديها.

– ذهب لها النبي واستأذن للدخول، فجلس بعيداً عن عائشة، وقال لها: يا عائشةُ، إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسُيُبَرِّئُك اللهُ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه.

– نزل هذا الكلام على عائشة كالصاعقة ونزل دمعها، ولم تدر بما تجيب النبي، ثم قالت: لقد سمعتم هذا الحديثَ حتى استقرَّ في أنفسِكم وصدقتم به، فلئِن قلتُ لكم: إنّي بريئةٌ، لا تصدقوني، ولئن اعترَفْتُ لكم بأمرٍ، والله يعلمُ أنّي منه بريئةٌ، لتُصَدِّقُنِّي، ف واللهِ لا أَجِدُ لي ولكم مثلًا إلّا أبا يوسفَ حين قال: فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.

– كانت عائشة لا تعلم كيف سيبرئها الله تعالى من هذه الفرية، وكانت تظن أن الله سيبرئها عند نبيه من خلال رؤيا في منامه

– وما هي إلا لحظات، حتى تنزل جبريل عليه السلام بآياتٍ كريمةٍ تتلى إلى

يوم القيامة

، تؤكد براءة عائشة، وأن ما قيل عليها ظلم وافتراء من الذي جاء بهذا الكذب، فقد قال الله سبحانه:إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ، لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم، بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ،  لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ، وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ” فأثبت الله براءتها من حادثة الإفك، وأقرَّ عينها بذلك.