تأثير الطلاق على المراهقين

جميعنا نعلم أن أبغض الحلال عند الله هو

الطلاق

ويرجع ذلك إلى أن الطلاق قد يكون حلا لا بديل له في الكثير من الزيجات ولكنه في نفس الوقت يُلقي بظلال سيئة على الأبناء سواء كانوا أطفال أو مراهقين أو في

مرحلة الشباب

؛ مما يؤكد أنه على الأبوين أن يفكروا في ما سوف تؤول إليه حياة الأبناء قبل التفكير في هدم البيت والطلاق ، ونحن من خلال هذا المقال سوف نُوضح لكم التأثير السلبي للطلاق على الأبناء وخصوصًا المُراهقين .

كيف يؤثر طلاق الوالدين على المراهقين ؟

ذكرت العديد من الأبحاث والدراسات وأكد الكثير من الخبراء بأن مُعايشة الأطفال في مرحلة

المراهقة

للمشاكل المتعددة بين الوالدين وكذلك الطلاق يؤدي إلى إصابتهم بالعديد من الأزمات الصحية سواء المتعلقة بالجانب النفسي أو العضوي ، ولعل من أبرز ما يتعرض له المراهقون حال طلاق والديهم من اضطرابات صحية ، ما يلي :

-الصداع الدائم و

اضطرابات النوم

التي تتنوع بين

الأرق

والنعاس على مدار اليوم .

-التوتر والقلق الدائم والشعور بالخوف من كل الأحداث التي تدور حولهم .



فقدان الشهية

والضعف والتعرض إلى النحافة وسوء التغذية والهزال .

-وفي بعض الحالات قد تتفاقم الأزمة النفسية لديهم ويدخلون في حالات اكتئاب شديدة وحادة .

مظاهر تأثير طلاق الأبوين على المراهقين

وفقًا لما نشرته صحيفة الدايلي موشن فإن الطفل المراهق الذي يتعرض إلى انفصال والديه يظهر عليه بعض العلامات النفسية والصحية الخطيرة التي تتطلب وجود قدر من الإرشاد النفسي والسلوكي حتى لا يترك ذلك آثار سلبية متصاعدة تؤثر على حياة الطفل المراهق طوال حياته ، ومن أهم هذه المظاهر ، ما يلي :

فقدان الثقة بالوالدين

في مرحلة الطفولة والمراهقة يكون في مخيلة كل طفل أن أبويه هما أفضل شخصين على وجه الأرض ولا يرى الدنيا إلا من خلالهما ، وبالتالي فإن حدوث المشاكل المختلفة التي تؤدي إلى الطلاق يجعل الطفل يفقد الصورة المثالية التي يرسمها لوالديه ويفقد ثقته في كليهما وبالتالي يكون رافضًا لأي أوامر أو توجيهات تصدر من الأب أو الأم مما ينعكس سلبيًا على حياته بشكل كامل .

انعدام الثقة بالنفس

وإلى جانب ما سبق ؛ فإن طلاق الوالدين أيضًا يجعل الطفل المراهق فاقدًا للثقة في نفسه خصوصًا إذا كانت العلاقة بين أبويه بعد الطلاق متوترة ويسعى كل منهما إلى أن يكسب الطفل في صفه ويسعى إلى إفساد علاقته بالطرف الآخر مما يجعل

الطفل

في حيرة من أمره ويفقده الثقة في نفسه وفي قدرته على

التفكير

.

حب العزلة والانطواء

الاستقرار الأسري والجو العائلي السوي يعتبر من أهم العوامل التي تدعم سلامة الأبناء النفسية وتُساعدهم على الانخراط في المجتمع و

التواصل

مع الآخرين ، بينما التشتت الأسري الناجم عن طلاق الوالدين يأتي بثمار عكسية تمامًا ويجعل الطفل في كثير من الأحيان غير قادر على مواجهة المجتمع لعدم وجود الدعم النفسي الذي يؤهله إلى ذلك .

الانحراف السلوكي والفكري

بعد انفصال الأبوين ؛ قد ينشغل كل من الأم والأب في حياة زوجية جديدة وينسون ضرورة التقويم السلوكي والفكري لأبنائهم مما يجعل الأبناء في مرحلة المراهقة ينساقون وراء أي أفكار أو سلوكيات منحرفة دون وجود رقابة أبوية ترشدهم إلى الطريق الصحيح ويُعد ذلك من أهم العوامل التي تؤدي انتشار الأفكار المتطرفة والمنحرفة في

المجتمع

.

العدوانية والثورة

الطفل المراهق في حاجة دائمًا إلى الاحتواء لأن مرحلة المراهقة تعتبر من أهم وأصعب المراحل في حياة الإنسان ، وبالتالي إذا لم يجد الطفل الدرجة الكافية من الاحتواء والحنان ؛ فإنه يُصبح طفل أكثر عدوانية وثورة ويكون ناقمًا على كل من حوله ويشعر بأن الجميع ضده .

كيف تتجنب تأثير الطلاق على المُراهقين

على الرغم من خطورة تأثير الطلاق على الأبناء

المراهقين

أو الأبناء بشكل عام ؛ إلا أن بعض الآباء والأمهات قد نجحوا في أن يمر الطلاق بسلام على أبنائهم دون أن يترك أي آثار سلبية على صحتهم أو سلوكهم ، وإليكم طرق تجنب التأثير السلبي للطلاق على الأبناء :

-على كل أب وأم أن يحافظوا على علاقة الود و

الاحترام

فيما بينهما وأن لا يكون بينهما صراعات أو نزاعات مهما كانت درجة الخلاف من أجل الحفاظ على سلامة أبنائهم النفسية .

-يجب أن يتم الخضوع إلى رغبة الطفل سواء كان يريد البقاء مع والده أو مع والدته مع الحفاظ على حق الطرف الآخر في رؤية الطفل بانتظام ، وأن لا يحاول أحد الأبوين أن يفسد علاقة الابن أو الابنة مع أمه أو أبيه لأن ذلك يعود بمردود سلبي للغاية على الطفل .

-الانفصال والانشغال بحياة جديدة لا يعني ترك الأبناء وشأنهم ؛ بل يجب على كل أب وأم أن يقوما بدورهما في توجيه الابن إلى السلوك القويم والأخلاق الطيبة واحتوائه على أكمل وجه لأنه في رعيته وقد أوصانا رسولنا الكريم في أكثر من موضع بضرورة الحفاظ على الرعية وحفظ حقوقهم .