قصة وفاة الرسول بالتفصيل

بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا لكافة الأمم، وهو خاتم

الأنبياء

والرسل، وتحلى

الرسول

بالأخلاق الكريمة قبل البعثة وبعدها، والرسول محمد صلّ الله عليه وسلم من البشر ويتعرض جسمه إلى ما يتعرض إليه أجسام البشر وآخرها الوفاة .

وكانت

وفاة الرسول الكريم

من المواقف المفجعة للصحابة رضوان الله عنهم، فبعضهم لم يصدق والبعض الآخر انهار وهناك من ارتد، ولكن من عظيم نعم الله سبحانه وتعالى وحفظه لهذا الدين أن ثبّت قلب

أبي بكر الصديق

رضي الله عنه واستطاع أن يجمع الناس مرة أخرى معًا.

مولد الرسول صلّ الله عليه وسلم

ولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الثاني عشر من ربيع الأول من عام

الفيل

، وبعث وعمره أربعون سنة، بعثه الله تعالى في مكة المكرمة لقوم قريش ولأهل الأرض كافة وإلى يوم القيامة، ولكن قريش آذته هو ومن تبعه من المؤمنين الموحدين الذين عانوا أشد العناء في مكة المكرمة على أيدي الكافرين والمشركين في مكة .

وهذا اضطره وأصحابه للهجرة إلى يثرب

المدينة المنورة

، واستقبله الأنصار أهل المدينة الأوس والخزرج ونصروه هو ومن معه، ولكن على الرغم من ذلك لم تتوقف قريش عن عداء النبي ومن معه حتى بعد الهجرة، بل أصرت على مهاجمته فهاجمته المدينة بجيوشها، وكان هذا سبب خوض الكثير من

الغزوات

التي حصلت في تلك الفترة، وظل الأمر هكذا إلى أن فتح الرسول مكة المكرمة وأتم رسالته وعمره حينها 63 عامًا.

قصة مرض الرسول صلّ الله عليه وسلم

مرض الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بسبب أكله من كتف الشاه المسمومة التي أهدتها إليه المرأة اليهودية التي أرادت من دس السم في الشاه قتل النبي الكريم، وقد أخبرت الكتف النبي بأنها مسمومة فرفع يدها عنها، وأمر

الصحابة

بأن يرفعوا أيديهم عنهما، وفي الأيام الأخيرة من حياته الشريفة، تحدث النبي عن وجعه الذي مات فيه قائلًا ” يا عائشةُ ما أزالُ أجِدُ ألم الطعامِ الذي أَكَلْتُ بخيبرَ، فهذا أوانُ وجدتُّ انقطاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذلِكَ السُّمِّ).

ويعني الأبهر عرق مستبطنن القلب، فإذا انقطع لم تستمر الحياة بعده، وبعدها ظهرت علامات المرض على الرسول بعد رجوعه من البقيع بعد دفن أحد أصحابه، حيث دخل الرسول على السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تشتكي قائلة وارأساه، فقال لها بل أنا وارأساه، ثمّ قال: (ما ضَرَّكِ لو مُتِّ قبلي فغسَّلْتُكِ وكّفَّنتُكِ ثم صلَّيتُ عليكِ ودفنتُكِ قلتُ لكني أو لكأني بكَ واللهِ لو فعلتُ ذلكَ لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرستَ فيهِ ببعضِ نسائِكَ قالت فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم بُدِئَ بوجعِهِ الذي ماتَ فيهِ).

وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم

رأى الصحابة جميعًا أن الله عز وجل قد جمع لنبيه الشهادة وهي أرفع وأكرم ميتة، مع ما أصابه من ألم الحمى والمرض الذي كان سببًا لرفع درجاته، وتُوفي الرسول عليه الصلاة والسلام في فجر يوم الاثنين، بينما كان المسلمون يصلون

صلاة الفجر

إذا بالرسول عليه الصلاة والسلام يرفع ستر حجرة

السيدة عائشة

فينظر إلى المسلمين وهم يصلون فيبتسم لذلك، ويتأخر الصديق عن مكانه ظنًا منه أن النبي الكريم يريد أن يصلي بهم .

فيشير لهم النبي أن أتموا صلاتكم ثم يرخي الستر، ويبدأ النبي الكريم بعد ذلك بالاحتضار ويسند رأسه إلى صدر السيدة عائشة حيث لحظات حياته الأخيرة، ثم يرفع يديه ويشخص ببصره إلى سقف الحجرة، ويُردد كلماته الأخيرة في الدنيا قائلاً: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى.

وتُوفي الرسول صلّ الله عليه وسلم في ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة وقد كان عمره حين وفاته 63 سنة.

ما نزل من القرآن في وفاة النبي

نزلت الكثير من الآيات القرآنية لتدل على قرب وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم ولكن لم يشعر بها الكثير من المسلمين إلا كبار الصحابة مثل أبي بكر الصديق والعباس ومعاذ رضي الله عنهم، ومن تلك الآيات :

قال تعالى في سورة عمران: ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين”.

قال تعالى في سورة الزمر : “إنّك ميّت وإنّهم ميّتون”.

قال تعالى في سورة القصص: ” كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون”.