الفرق بين الحزن والشجن
المشاعر الإنسانية هي التي تُحرك الإنسان وتدفعه إلى القيام ببعض الأعمال والأفعال كرد فعل طبيعي لما يشعر به من حب أو حزن أو شجن أو عطف أو حنان أو غيرها من المشاعر ، وتجد أن الكثيرين لا يمكنهم التفريق بين بعض المشاعر الإنسانية وبعضها وعلى سبيل المثال
الحزن
والشجن ، فما هو المقصود بالمعنى الحقيقي لكل منهما ومتى يعرف الإنسان أنه في حالة حزن أو حالة شجن ؛ هذا ما سوف نوضحه لكم من خلال هذا المقال .
المشاعر الإنسانية
هناك عدد لا حصر له من المشاعر الإنسانية التي دائمًا ما يشعر به الإنسان طوال حياته نتيجة تعرضه إلى المواقف والأحاسيس المختلفة ، وعلى الرغم أن الخالق عز وجل قد ميز الإنسان عن سائر المخلوقات
بالعقل
ليكون قائدًا له في كل أمور حياته ؛ إلا إنه تبارك وتعالى قد أعطانا القلب أيضًا الذي يعتبر مقياس وعامل رئيسي أيضًا في تحديد سلوك و
مشاعر الإنسان
، حيث قد يمتلئ القلب بالحب والعطف والرحمة والحنان وقد يمتلئ أيضًا بالكره والغيرة و
الحقد
و
النفاق
، وقد حدثنا
رسول الله صلَّ الله عليه وسلم
عن أهمية القلب في تحديد الانفعالات العاطفية وسلوك الإنسان بوجه عام في الحياة من خلال قوله : ” ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ” مُتفق عليه .
ما هو الحزن ؟
إن الحزن هو شعور سلبي يُصيب الإنسان ويُسبب له الألم النفسي والكآبة و
التعاسة
ويجعله زاهدًا في الدنيا ولا يرغب في القيام بأي شيء ، وفي كثير من الأحيان يكون الحزن مصحوبًا بالبكاء الشديد والهيستيري ويوجد درجات مختلفة من الحزن حيث يوجد الحزن الخفيف والحزن الشديد والعميق وفقًا لطبيعة المؤثر أو الحدث الذي أدى إلى الشعور بالحزن .
ما هي أسباب الحزن ؟
بالطبع يوجد عدد كبير جدًا من مُسببات الحزن والألم و
البكاء
وهي تختلف من شخص لآخر ، وإليكم أهم وأشهر أسباب الحزن :
-سخط الله عز وجل الناتج عن الإسراف في اقتراف الذنوب والمعاصي يُعد من ادعى أسباب الشعور الدائم بالحزن .
-التعرض إلى ضغوطات زائدة في العمل سواء العام أو الخاص وعدم القدرة على القيام به والفشل فيه .
-زيادة معدل الاختلافات الأسرية والعائلية والتعرض دائمًا إلى المشاجرات العائلية وخصوصًا بين الأزواج من أشهر أسباب الهم والحزن .
-الفقر الشديد وعدم القدرة على توفير كل مستلزمات الأسرة نتيجة تدني الأوضاع الاقتصادية في البلاد .
-الإصابة بالأمراض وخصوصًا الأمراض الخطيرة سواء الإنسان نفسه أو أفراد أسرته .
-الإخفاق في الدراسة والرسوب في الامتحانات .
-التعرض إلى مواقف الغدر والخيانة من أشخاص كانوا يُمثلون مصدر ثقة بهم وخصوصًا الزملاء والأصدقاء .
-المشاكل العاطفية المُعقدة مثل الحب من طرف واحد أو عدم وجود انسجام أو مشاعر صادقة متبادلة بين طرفي العلاقة .
-فقدان شخص عزيز من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء بسبب الموت أو الهجرة .
-فقدان عوامل العطف والحنان وخصوصًا في حالة غياب دور الأسرة في حياة الأبناء .
-عدم القدرة على الحصول على الوظيفة المناسبة التي تؤدي رغبات صاحبها .
-عدم وجود هدف مُحدد في الحياة يجعل الشخص في حالة روتين سلبي دائم يضعه دائمًا في خانة الحزن والكآبة .
-إصابة أحد الأبناء بالأمراض أو فقدان أي منهم لأي سبب .
-غياب الاستقرار الأمني في البلاد والشعور دائمًا بالخوف من هجوم الأعداء .
-الهزائم النفسية والحربية تؤدي إلى الشعور الشديد أيضًا بالحزن .
-الظلم والقهر والإذعان من أكبر أسباب الشعور بالحزن والاكتئاب .
مضاعفات الشعور الدائم بالحزن
الشعور الدائم بالحزن له العديد من الآثار السلبية التي تشمل :
-فقدان الرغبة في الحياة و
التفكير
الدائم في الموت للتخلص من تلك الأحزان .
-قد يتحول الحزن إلى حالة من الاكتئاب الحاد .
-في حالة الصدمات النفسية والعصبية قد يتعرض الإنسان إلى
السكتات القلبية
والدماغية التي قد تودي بحياته خصوصًا إذا كان يُعاني من
الأمراض المزمنة
.
-سيطرة المشاعر السلبية على الإنسان تجعله شخص غير قادر على الإنتاج أو
الإبداع
.
ما هو الشجن ؟
أما الشجن فهو يمثل أيضًا نوعًا هامًا من أنواع المشاعر الإنسانية وهو أحد مشتقات الحزن ويُطلق عليه أيضًا اسم (الشجن النبيل) وهو يعني شعور الإنسان بالحزن والأسى نتيجة تعرض أي شخص آخر غريب إلى أي مكروه ، أو نتيجة الاستماع إلى مقاطع صوتية حزينة ، أو نتيجة العودة بالذهن إلى ذكريات مؤلمة ، أو غيرهم .
والشجن يؤدي إلى أن يعيش الإنسان في حالة حزن ولكنها مؤقتة لا تتحول إلى حالة مرضية أو اكتئاب : حيث أن الشجن شعور سرعان ما يزول خلال وقت قصير من خلال الانخراط والاندماج في الحياة .
وبشكل عام؛ إذا كنت تريد أن لا يُسيطر حزنك عليك مهما كان شديدًا ومهما بلغت صعوبة الظروف قبل أن يتحول إلى حالة مرضية ؛ فعليك أن تمتثل إلى توجيه الخالق عز وجل لنا حينما قال في كتابه العزيز : ” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ”
سورة البقرة
الآية [45] .