الفرق بين الاكتئاب والقلق
تُعد
الاضطرابات النفسية
من أكثر أنواع الأمراض التي أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في المجتمع بمختلف الفئات العمرية ، وعلى الرغم من مدى التطور الذي أصبحنا نشهده في عصرنا الحالي على جميع الأصعدة إلا أن الاضطرابات النفسية كانت أقل انتشارًا فيما سبق حيث كانت حياة الفرد تتسم بالبساطة والسهولة .
ولكن أصبحت الحياة الآن مليئة بالضغط النفسي والعصبي و
الإجهاد
، ولعل من أهم الاضطرابات النفسية المنتشرة هي الاكتئاب والقلق ولكن علينا أن نخبركم بأنه يوجد فرق كبير بين كل منهما وهذا ما سوف نسرده لكم بالتفصيل عبر السطور التالية .
ما هي الأمراض النفسية ؟
الأمراض
التي تصيب الإنسان تنقسم بشكل أساسي إلى شقين ؛ الأول هو شق الأمراض العضوية ويعني الإصابة بالأمراض الجسدية نتيجة خلل وظائف بعض أعضاء وأجزاء الجسم ، والثاني هو شق الأمراض النفسية ويعني إصابة المريض بآلام نفسية واضطرابات سلوكية وذهنية متعددة ، وفي كلتا الحالتين يحتاج المريض إلى خطة علاج يتم تحديدها بواسطة الطبيب .
ما هو الفرق بين القلق والاكتئاب ؟
على الرغم من أنه يجب العلم بأن
الاكتئاب
يختلف عن
القلق
إلا أن ذلك لا ينفي وجود رابط بينهما حيث أن القلق الزائد والغير مُبرر قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب ، كما أن الشخص الذي يُعاني من القلق والاكتئاب معًا يكون أكثر تألمًا من الشخص الذي يُعاني من أحدهما فقط ، ودعونا عبر النقاط التالية نُلخص لكم الفرق بين القلق والاكتئاب :
أعراض القلق
-الشخص المُصاب بالقلق الزائد يُعاني من فرط في الطاقة أكثر من اللازم بمعنى أنه دائمًا ما يُعاني من الحركة والاهتزاز في أطراف الجسم وخصوصًا الأقدام ،
التعرق
الزائد والمستمر ، الشعور دائمًا بالضيق والسأم ، وجود إحساس مستمر بأنه سوف يسقط مما يجعله مستمرًا في الحركة طوال الوقت .
-الشخص الذي يُعاني من
القلق
دائمًا ما يكون في تخوف دائم من المستقبل وما الذي يمكن أن يحدث له أو لأفراد أسرته من أحداث سيئة وهي أمور لا يتمنى مُطلقًا أن تحدث ، ويترتب على ذلك أن يُصاب المريض بالتفكير المفرط في كل أمور حياته سواء كبيرة أو صغيرة وقد يؤدي ذلك إلى إصابته دائمًا بعدم القدرة على
التركيز
والإصابة أيضًا بالأرق .
-كما أن القلق يؤدي إلى إسقاط جميع الأمور على المُستقبل ويجعل المريض يستنبط عدد من السيناريوهات المختلفة في عقله الباطن ، وبالتالي فإننا نجد أن الشخص القلوق مشغول دائمًا وفي حالة صخب عقلي داخلي دائم .
-وعند التعامل مع الشخص الخلوق سوف تجد أنك تتعامل مع بؤرة من المشاعر المختلفة والمتأججة والتي تتنوع بين القلق ، الغضب ، الضيق الدائم ، والعصبية الزائدة .
أعراض الاكتئاب
-يُصاب الشخص الذي يُعاني من الاكتئاب بالفتور وفقدان الطاقة والكسل الدائم والخمول وانعدام الرغبة في القيام بأي نشاط ، كما أنه دائم الكآبة ويفتقد إلى وجود دافع قوي أو حافز يجعله متمسكًا بالانغماس في الحياة .
-دائمًا ما ينظر صاحب الاكتئاب إلى المستقبل نظرة بائسة ويرى أن طريقه مظلمًا وخاليًا من بصيص الأمل ، وفي بعض الأحيان قد لا يُعاني الشخص المكتئب من القلق لأنه دائمًا ما يكون على يقين بأن الأحداث السيئة والمؤذية هي أمر حتمي لا مفر منه ، وبالتالي فهم يفتقدون بشكل كامل الاهتمام بالمستقبل .
-في كثير من الأحيان يكون الشخص المكتئب غير مكترثًا بما يدور حوله وبالتالي فهو لا يكون دائم التفكير مثل الشخص المُصاب بالقلق ولكنه يكون ذات بطء شديد في التفكير ولا يبالي بأي شيء حوله سواء ضوضاء أو إضاءة أو أي شيء من هذا القبيل .
-في حالات الاكتئاب يشعر الإنسان بدرجة كبيرة من الحزن العميق والشجن الدائم ، ولكنه في نفس الوقت لا يمتلك المشاعر تجاه الأشخاص أو المواقف المختلفة .
علاج الاكتئاب والقلق بدون أدوية
إذا كنت تُعاني من نار القلق الدائم أو براثين الاكتئاب ؛ فلا تقلق لأن المولى عز وجل كما خلق الداء خلق له الدواء أيضًا ، ونحن بدورنا سوف نذكر لكم أهم الخطوات التي تعتبر بداية الشفاء من هذه الاضطرابات النفسية :
ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة التمارين الرياضية
لا تفيد الجسم بشكل عضوي فحسب ؛ بل إن فوائدها تمتد أيضًا لتشمل إحداث التوازن النفسي والعصبي بالجسم وتجعل الإنسان أكثر نشاطاً وإقبالًا على الحياة خصوصًا عند ممارستها بشكل دوري منتظم .
ممارسة اليوجا
تُعد رياضة
اليوجا
من أهم التمارين التي تُساعد على صفاء الذهن واستعادة حيويته ونشاطه وبالتالي فهي مفيدة سواء في حالات القلق أو الاكتئاب ، غير أنها تُساعد على تعزيز الشعور بالراحة وتعزيز المزاج أيضًا .
النظام الصحي السليم
لك أن تعلم بأن بعض الأطعمة والأنظمة الغذائية الخاطئة قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بالعديد من الاضطرابات العضوية والعصبية مما يؤكد ضرورة الالتزام بنظام صحي متوازن غني بالمركبات والعناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على الصحة مع ضرورة الابتعاد عن الأطعمة السريعة و
المشروبات الغازية
والكحولية .
تواصل مع أشخاص يحبونك
يجب أن تعلم أيضًا أن العزلة والابتعاد عن الآخرين بشكل كلي من أهم دواعي الإصابة بالقلق و
التوتر
والاكتئاب وبالتالي يجب أن تحرص على أن تتواصل قدر الإمكان مع أشخاص تدرك جيدًا أنهم يحبونك لتجد دائمًا السند والروح التي تُساعدك على إكمال طريقك نحو الشفاء بنجاح .