تعريف التمائم وانواعها

منذ آلاف السنين ، هناك اعتقاد كبير بوجود “العين الشريرة” التي تصيب الناس في جميع أنحاء العالم . وكان لهذا الاعتقاد وجود كبير في العديد من

الحضارات القديمة

، بما في ذلك حضارات بلاد ما بين الرافدين ومصر وفينيسيا و

اليونان

، ويُعتقد أنه من خلال هذه النظرة ، يمكن للشخص أن يلعن زميلًا له أو أطفالًا أو حتى ممتلكاته ، فيصيبهم بمصيبة أو مرض أو موت .

وقد صمم المؤمنون دفاعات ضد هذه العين الشريرة ، في شكل تعويذات ، أو قلادات توضع على العنق ، أو طقوس يمارسونها (مثل البصق ثلاث مرات) . لكن تعويذة واحدة أثبتت أنها الأكثر دوامًا وأكثرهم في الانتشار : تميمة من العين ، والتي تهدف إلى تشتيت

الحسد

. إذا كنت لا تعرف ما هي ، فسنخبرك بمعلومات جديدة عنها في المقال التالي :

متى بدأ الاعتقاد في التمائم ؟

“إن هذه الفكرة القائلة بأن النظرة الخبيثة يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بالشخص والممتلكات جاءت من العصور القديمة” ، ويشرح ذلك عالم الأنثروبولوجيا “آلان دوندس” في  The Evil Eye : A Casebook ، وهو مجلد من المقالات العلمية التي تقيم “التأثير المنتشر والمستمر للشر ، ويركز على الاعتقاد في تأثير العيون .

وترجع الحسابات الأولى والتحف المتعلقة بالعين الشريرة إلى حضارات

بلاد ما بين الرافدين

القديمة . حين تم العثور على أثر لهذه الظاهرة في نقوش الحائط داخل المعابد في كل من سومر وبابل ، والتي يرجع تاريخها إلى ما بين 3300 و3000 قبل الميلاد . وفي مدينة تل براك القريبة ، تم اكتشاف التمائم التي يطلق عليها ” أصنام العين” . وهي عبارة عن أحجار المرمر الصغيرة ذات العيون الكبيرة ، ولم يتم التأكد من أن هذه القطع الأثرية مرتبطة بوضوح بالعين الشرير ، لكن العلماء ، بمن فيهم “اللاهوتي جون هـ . إليوت” مؤلف أربعة نصوص عن العين الشريرة ، لاحظوا وجود علاقة محتملة بينهما .

أنواع التمائم

كانت الأدوات الخاصة بالتميمة مصنوعة من الطين المصبوغ أو

السيراميك

، ولكن ظهور صناعة الزجاج في بلاد ما بين الرافدين ومصر ، والتي قد امتدت إلى الأناضول (منطقة في تركيا الحديثة) من خلال التجارة نتج عنها قيام الحرفيين المحليين بممارسة الحرف اليدوية في الأفران .


قلادة مع نقش اسم [الله] :

يعتقد الكثير من الناس  في أن هذه التميمة تتغلب هذه القلادة على الشر ، وقد تم اكتشافها في القرن الخامس عن طريق صور وجدت في متحف “والترز” الفني .


صورة عين زرقاء :

كانت هذه التميمة هي الأكثر فاعلية ضد العين الشريرة دائمًا ، وهي الأكثر انتشارًا فيما يخص القلادات أو حتى أن بعض الناس يعلقونها في منازلهم وسياراتهم للحفاظ على أنفسهم من

الحسد

والمصائب .


الأصابع الخمسة مع عين في الوسط :

وهي صورة عينٍ مفتوحة في وسط راحة اليد ، يوجد منها قلادات أحيانًا أو صور كبيرة . يُعتقد أنها نشأت خلال العصور القديمة ، وهي الآن تحمل أهمية في

الهندوسية والبوذية

، واليهودية والإسلام والمسيحية . ومنها بدأ الناس في الاعتياد على الإشارة بخمسة أصابع في وجه الحاسدين .


عين حورس :

يشير عالم

الأنثروبولوجيا

الثقافية “ميجين غونزاليس-ويبلر” في كتاب التمائم والتعويذات الكامل إلى أن عين حورس ، والمعروفة أيضًا باسم  Wadjet ، تعتبر مثال مصري مبكر للتمائم . حيث كانت تعتبر رمزًا للشفاء الواقي ، الذي يستخدم في العديد من السياقات ، بما في ذلك في مواقع تحنيط المتوفى ، وعلى جانب التوابيت والقوارب ، وكتميمة تلبسها الأموات والأحياء .

ومثل الطقوس الأخرى في

مصر القديمة

، كانت عين حورس تصمم بانتظام في ظل قاسي من الفيروز ، وهو نوع من الخزف المصري كان يوجد بألوان زاهية . ويمثل اللون قوة

الشمس

المتجددة ، ويعتقد العلماء أنه ربما تم استخدامه لتقليد الأحجار شبه الكريمة المرغوبة لنفس اللون ، مثل الفيروز . وهناك القليل من الأدلة التي تثبت أن عين حورس قد تحولت إلى تميمة العين المعادية للشر حديثًا .

كيف تطورت التمائم مع تقدم الزمن ؟

في التاريخ الحديث ، تم صنع القليل من التمائم بالطريقة التقليدية . وسيجد السائحون الذين يزورون البازارات أو يقومون بالتسوق عبر

الإنترنت

نسخًا بلاستيكية من العينين (وهي أقل تكلفة من الأصلية) ، أو رمز العين المطبوع على

الملابس

أو المصوغات في

المجوهرات

.

وعلى الرغم من ذلك ، لا يزال الكثير من الناس الذين يرتدون التمائم المضادة للشر في العين اليوم غير مدركين لتاريخ العين الشريرة والتحصن منها قديمًا . وفي الوقت الحاضر ، يمكن للمرء أن يرى العين الشريرة والسحر الدفاعي على أنه خرافة لا أساس له من الصحة ، حتى أن الشيوخ أشاروا إلى احتمالية اعتبار هذه الممارسة شركًا بالله ، وإيمانًا منهم بأن هناك شيء آخر يتحكم في الأقدار ويدفع الشر ويجلب الخير .