فن التعامل مع الفضوليين

من الصحي للغاية اختلاف البشر وطباعهم ، إلا أن البعض منهم يمتلكون من الطباع والصفات السيئة ما يجعل من الصعب جدًا التكيف في التعامل معهم كالفضوليين .

من هم الفضوليين

الكثير منا يُصادف بشكل شبه يومي أشخاص يتسمون بالفضول وإعطاء أنفسهم الحق في التلصص الصريح على تفاصيل حياتنا الشخصية وأسرارها ما يشكل إزعاجا كبيرا لنا بل وعائقًا في بعض الأحيان عن ممارسة الحياة ، يمكننا وصف الأشخاص الفضوليين بأنهم يعانون من شكل من أشكال

الاضطراب النفسي

والسطحية خاصة أنه في كثير من الأحيان إذا لم يروي عطش تطفله

المعلومات

التي تمت إجابته بها قد يلجأ إلى المحيطين بنا مستغلا كل المحاولات في معرفة الأسرار الشخص

حكم الفضول في الإسلام

رغم تحريم الدين الإٍسلامي الحنيف التطفل والتدخل في شئون الآخرين بشكل صريح كما جاء في حديث

الرسول صلّ الله عليه وسلم

“من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه “

صور الفضول

لا يكاد يمر يوما إلا ويُطرح علينا الكثير من الأسئلة التي قد لا نجد حرجًا في الإجابة عن بعضها بينما تُشكل البعض الآخر منحنى أكثر شخصية وخصوصية ، كمثلًا : متى سنتزوج ؟ ، مقدار ما نتقاضاه من راتب في

العمل

؟ ، الجديد في قراراتنا فيما يخص إنجاب الأولاد ؟ ، معدل درجات أبناءنا الدراسي ؟، الكثير والكثير من أسرارنا لا يتورع هؤلاء عن محاولات اقتحامها والإلمام بأكبر قدر من المعلومات حولها .

مهارات التعامل مع الفضوليين

المعاناة التي نمر بها نتيجة تواجد هؤلاء تجعل من الحاجة الضرورية اكتساب المهارة للتعامل معهم خاصة أن بعضهم لا يمكنك تجنبه تماما وإخراجه من حياتك كونه أحد أفراد العائلة أو الجيران ، فمثلا من الجيد لمن يتمتع بفن الفكاهة والمزاح عند توجيه السؤال عن مقدار المال الذي يتم تقاضيه من

العمل

يمكن مبادرته بالسؤال هل أصبح يعمل مأمورا في الضرائب أو عليه الإجابة هو بداية عن مقدار راتبه وهكذا .

الوصول إلى معرفة غاية الشخص من توجيه أسألته إليك هل هو فضولا ليس إلا أم أن لديه اهتمام بك وبما يدور في حياتك وضقت به ذرعا ويعلمون حاجتك الماسة إلى الحديث عنه وهو ما يمكننا تسميته بالفضول الإيجابي خاصة أن الإنسان بفطرته يميل إلى

التواصل

مع من حوله والتفاعل معه ، إلا أن التطفل قد يتطور في كثير من الأحيان بهدف إشباع دوائر القيل والقال ما يمنحك

التفكير

في الكثير من الطرق الأخرى التي يمكن أن تقوم أيضًا بتطويرها بما يخدم حياتك والموقف الذي تواجهه كالانسحاب من الحوار أو إنهاءه بحجة ما .

وهو ما يُعد إحدى الطرق الفعالة التي تُخفف من وطأة الوقوع في براثن الحوار مع الشخص الفضولي كالتحجج بأنه عليك إنجاز عملاً هامًا على هاتفك المحمول ، أو أنه حان وقت الغداء أو

الصلاة

لذلك فأنت مضطر لغلق المكالمة معه في الحال ، وكذلك إدعاء

الإرهاق

وعدم قدرتك على الانخراط في أية أحاديث أو حوارات

إذا كان الشخص الفضولي ممن يستلزم لقاءنا به بشكل يومي كزميل في العمل مثلا أو أحد الجيران فلا بد من وضع حد لتصرفه هذا ، كسؤاله بشكل مباشر عن الجدوى التي ستعود عليه من معرفة إجابات أسئلته الذي يطرحها ، وتوضيح أن تصرفه هذا يسبب لك الإزعاج

معاملة الفضولي بالمثل ستكون طريقة ناجحة تخلصك نهائيًا من تطفله في لقاءاتكما القادمة فعندما يتم توجيه أسئلة تتعلق حول مرتبك مثلا قم بإعادة التوجيه له بداية وقبل أن يصل الدور عليك للإجابة حاول تشتيت انتباهه بفتح موضوعات أخرى للحديث عنها

هناك نمط واحد من الأجوبة يصلح للإجابة على عدد من الأسئلة كأن تُرجع كل أمر إلى مشيئة الرحمن إذا ما سُئلت عن الزواج أو أنك تطلب من الله الحفظ من فتن الدنيا بالدرجة الأولى إذا ما تم توجيه الأسئلة عن عمل أنجزته أو أنك تُركز على تطوير نفسك وأن تكون دائما الأفضل وليس ما قد يتم إعطاءه لك مقابل عملك في حال تم التطفل على مقدار مرتبك المالي .

إحاطة الحياة بسياج من الخصوصية يُعد الطريقة المُثلى لعدم منح الفرصة للفضوليين التدخل في الأمور الشخصية لأنك عندما تعتاد الحديث عن كل شاردة وواردة في نشاطك اليومي سواءً في العمل أو التنزه في عطلة نهاية الأسبوع وذكر

المطاعم

التي تم ارتيادها والذهاب إلى النوادي ، فإنك بذلك تعطي الضوء الأخضر لأولئك الفضوليين السؤال عن التفاصيل الصغيرة التي غابت عما شرحته من معلومات .

عادات خاطئة توصف بالفضول

يمكننا أيضا وصف تجسس المرأة على زوجها والعكس خاصة فيما يخص التنقيب عن العلاقات والمعاملات التي تتم على الهاتف النقال بالفضولية التي قد تصل إلى حالة مرضية ينتج عنها غالبا التشكيك في سلوك كلا منهما وتكون الحاجة إلى محاصرة الطرف الآخر ومعرفة كل تفاصيله بكل الطرق والوسائل مُلحة حتى وإن وصل إلى تدمير العلاقات .

يكون البيت والأسرة أحيانا سببًا في تربية الأجيال على الفضولية من خلال استخدامه لمعرفة أسرار بعض أطراف العائلة واستراق

السمع

عن تفاصيل حياتهم مما يُرسخ الأمر بداخلهم ويكبر عليه ..