قصة الأمين والمأمون
الأمين والمأمون هم ابناء
هارون الرشيد
وقد تربيا في بيته وانغمس بالدين والعلم والعدل الذي قام بنشره هارون الرشيد بين الناس، ولكن نحد هارون الرشيد فضل الأمين في الخلافة وذلك من بعده على ابنه المأمون وكان ذلك بالرغم من أن المأمون هو الأكبر وكذلك الأكثر حنكة، وكان السبب في ذلك أن الأمين كان ابن زبيدة سيدة من سيدات القوم وأحب النساء إلى قلب هارون الرشيد، وكان
المأمون
ابن جارية، فقام بمبايعته بولاية العهد وذلك وهو عمره خمس سنوات وكان ذلك في عام ١٧٥هجري ، ولكن في عام 183هجري عاد وأشرك المأمون في الولاية.
أسباب الفتنة بين الأمين والمأمون
بعد وفاة هارون الرشيد حدثت فتنة كبيرة بين الامين والمأمون التي ستكون بعد ذلك سبب في تفرق الأمة وكذلك كانت سبب في حدوث
الحروب
بين أبناء العائلة الواحدة، وان أسباب الفتنة بين الأمين والمأمون هي:
– وذلك ان قام الأمين بنقض لعهد والده، وذلك لأنه وبعد أن تم تسليمه الحكم قام بالتراجع عن بعض التوصيات والقرارات التي قام هارون الرشيد بإقرارها للمأمون وذلك قبل وفاته، وذلك لان الأمين شعر بأنه مقيد وذلك بسبب إعطاء المأمون في منطقة
خراسان
والري امتيازات خاصة، وبذلك أصبح له جيش يقوم بالتحكم به كيفما شاء ولكن الأمين رفض إعطاء الامين ما أوصى به الرشيد.
– كذلك ما قام به الفضل الذي ولاه الامين على امور البلاد، من تشجيع الأمين على المأمون، وذلك لأنه الذي زاد نار الفتنة حيث انن قام بتشجيع الرشيد على إفساد ملكه وقتل
البرامكة
، وكذلك هو من جرأ الأمين على أخيه المأمون، وخاصة ان الأمين لم يكن عنده نية في القتال ولكن الفضل قام بتشجيعه على ذلك خوفا على مصالحه، وهذه الفتنة قد انتهت بمحاصرة المأمون للأمين لآنه كان مشغول بالعبث واللهو ، وتم قتل الأمين وبايع الناس المأمون.
صفات الامين
الأمين لم يكن به أية صفة كريمة تجعله يستحق بها هذا المنصب الذي كاد ان يكون خطير في الإسلام ، فقد أجمع على أنه لم يكن به اي صفة بأية نزعة شريفة ، و لكن الرشيد قلده منصب الخلافة وذلك بسبب تأثير زوجته السيدة زبيدة عليه وسنذكر بعض صفاته.
انه كان يكره العلم
فالأمين كان ينفر من العلم ، وكان يحتقر العلماء ، كما انه كان أمي فكان لا يقرأ ولا يكتب وبهذه الصفة كيف قام الرشيد بتقليده الخلافة الإسلامية.
كان يتصف بانه ضعف الرأي
الأمين كان ضعيف الرأي ، انه قد تقلد هذا الملك العريض ولكنه لم يحسن سياسته ، المسعودي قد وصفه بقوله : ( كان قبيح السيرة ضعيف الرأي يركب هواه ، ويهمل أمره ، ويتّكل في جليلات الخطوب على غيره ، ويثق بمن لا ينصحه ) كما ان الكتبي وصفه بقوله : ( وكان قد هان عليه القبيح فاتبع هواه ، ولم ينظر في شيء من عقباه).
وكان من أبخل الناس على الطعام ، وكان لا يبالي أين قعد ، ولا مع من شرب )
كما انه كان محتجب عن الرعية
فكان الأمين محتجبا عن الرعية كما انه ايضا احتجب عن أهل بيته وكذلك امرأته وعماله وذلك لأنه انصرف إلى الطرب واللهو، وانه قد عهد إلى الفضل بن الربيع جميع أمور دولته ، فكان يقوم بالتصرف فيها حسب ميوله ورغباته ، ولكن نجد ان إسماعيل بن صبيح ، وكان أثير عند الامين ، قال له : يا أمير المؤمنين انّ قوّادك وجُندك وعامة رعيتك ، قد خبثت نفوسهم ، وساءت ظنونهم وكبر عندهم ما يرون من احتجابك عنهم ، فلو جلست لهم ساعة من نهار فدخلوا عليك فإنّ في ذلك تسكيناً لهم ، ومراجعة لآمالهم.
فاستجاب له الأمين فقام بالجلوس في بلاطه وبعد مدح الشعراء له ، انصرف وركب الخراقة إلى الشماسية ، و
الخيل
قد اصطفت له وعليها الرجال ، وكان ذلك على ضفاف دجلة ، و قام بحمل الخزائن والمطابخ ، وكانت الخراقة التي قام بركوبها فهي على شكل سفينة على شكل أسد .
خلعه للمأمون
والأمين تولى الخلافة يوم وفاة الرشيد ، وانه ورد عليه البردة وخاتم الملك والتي كل من يتقلد الخلافة يتقلدها من ملوك العباسيين وعندما اصبح مستقر قام بخلع أخاه المأمون ، وولى العهد لابنه موسى وهو كان طفل صغير في المهد وقام بتسميته الناطق بالحق ، كما انه قام بإرسال إلى الكعبة من الذي جاءه بكتاب العهد الذي علقه فيها الرشيد ، والذي كان فيه جعل ولاية العهد للمأمون بعد الأمين ، وعندما جاء به قام بتمزيقه وتم ذلك بسبب رأي الفضل بن الربيع وبكر بن المعتمر.