خلفيات وديع الصافي

تميز المطربون اللبنانيون منذ البداية بأصوات قوية ومحببة مما دفع الشهرة إليهم دفعًا، وجعلهم يتربعون على عرش القلوب وكان من أشهر هؤلاء أدونيس عقل، أيمن زبيب، راغب علامة، وليد توفيق، يوري مرقدي وغيرهم الكثير والكثير من الأصوات التي صدحت بالغناء، وبعضها شاركوا في بعض الأعمال السينمائية ومنهم وليد توفيق، ولكن عندما نتحدث عن المطربين اللبنانيين فلا يمكننا أن لا نتحدث عن أبرز تلك الأصوات والذي يمتلك حنجرة لا مثيل لها وهو الفنان الراحل وديع الصافي، فمن هو وديع الصافي؟.


ميلاد ونشأة وديع الصافي

وديع الصافي ولد في عام 1921 وكان مسقط رأسه في قرية نيحا الشوف وهو الثاني بين أخوته إذ يبلغ عدد أخوته سبع إخوة، اسمه الحقيقي هو وديع بشارة جبرائيل فرنسيس، وكان والده يعمل رقيبًا في الدرك اللبناني.

ظل وديع يعيش مع أسرته في مسقط رأسه إلى أن انتقلت الأسرة إلى

بيروت

في عام 1930 وهناك التحق وديع الصافي بمدرسة دير مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، ومع تمتعه بصوت مميز فقد كان عضوًا في جوقة الإنشاد بالمدرسة وبذلك فقد كان الماروني الوحيد بالجوقة بل إنه أصبح المنشد الأول بها، وبعد ثلاث سنوات توقف وديع الصافي عن الدراسة بسبب تركيزه على

الموسيقى

إلى جانب أن الأسرة كانت بحاجة للمساعدة نظرًا لضيق الحالة المادية.

تزوج وديع الصافي في عام 1962 من قريبته لفينا طانيوس فرنسيس وأنجب منها نيا ومرلين وفادي وأنطون وجورج وميلاد.

مات وديع الصافي عن عمر يناهز الـ92 بعد أن أخذ رحلة صراع طويلة مع المرض انتهت بموته في إحدى مستشفيات

لبنان

وتم دفنه في مسقط رأسه في قرية نيحا الشوف وكانت جنازته جنازة رسمية حضرها الكثير من الشخصيات من مختلف الأوساط.


مشوار وديع الصافي

يمثل عام 1938 عام مميز في حياة وديع الصافي حيث شهد هذا العام الانطلاقة الحقيقية لوديع في عالم الغناء والتلحين حيث فاز في هذا العام المرتبة الأولى في التلحين و

الغناء

والعزف وكان ذلك في مسابقة أقامتها الإذاعة اللبنانية أيام الانتداب الفرنسي، وكانت أغنيته الفائزة هي يا مرسل النغم الحنون وقام بتأليف كلماتها الأب نعمة اللّه حبيقة، ساعده هذا الفوز على الدخول إلى

الإذاعة

التي كانت تمثل مدرسة مميزة له حيث تتلمذ على يد ميشال خياط وسليم الحلو وهما أصحاب تأثير واضح على شخصية وديع الصافي الفنية.

ركز وديع الصافي على الأغنية اللبنانية وحاول أن يبرز هويتها ويميزها كما ركز في أغانيه على المواضع الحياتية واليومية وساعده على ذلك الشاعر أسعد السبعلي كما ساعد بشكل أكبر على نحت صورة الأغنية الصافية، وكانت بدايتهم بأغنية طل الصباح وتكتك العصفور في عام 1940.


أهم إنجازات وديع الصافي

كان وديع الصافي أول مطرب لبناني يغني الكلمة البسيطة باللهجة اللبنانية وذلك من خلال أغنيته عاللّوما، والتي حققت شهرة واسعة بين الجمهور حتى أصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضًا، وقدم وديع الصافي تلك الكلمات البسيطة في إطار موال يناسب ويظهر ملكات صوته المميز.

شارك وديع الصافي مجموعة من الموسيقيين في محاولتهم للنهوض بالأغنية اللبنانية وكانت قاعد الانطلاق بالنهضة هي الأصول الفلكلورية للأغنية اللبنانية، وتم ذلك عن طريق المهرجانات مثل مهرجان بعلبك حيث اجتمع كل من ديع الصافي، وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني، وزكي ناصيف، ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم.

غادر وديع الصافي لبنان في عام 1976 وكان ذلك تزامنًا مع بداية اندلاع الحرب بها، واتجه إلى

مصر

ومنها إلى

بريطانيا

وأخيرًا إلى باريس حيث استقر بها في عام 1978، وكان يظهر رفضه للحرب وتأييده لبلاده وثقافتها وحضارتها بشكل جلي في أغانيه، فأصبحت أغاني وديع الصافي هي المجدد لوطنية الشباب اللبناني وهممهم.

شارك وديع الصافي في العديد من برامج المسابقات الفنية وكان يشجع المواهب الفنية ويغني معها جنبًا إلى جنب ويشاركونه في غناء أشهر أغانيه، ومن المهرجانات التي شارك بها العرس في القرية  (بعلبك 1959)، موسم العز ومهرجان جبيل عام 1960، مهرجانات فرقة الأنوار 1960-1963 ، ومهرجان الأرز 1963، وأرضنا إلى الأبد( بعلبك 1964)، ومهرجان نهر الوفا 1965، ومهرجان مزيارة 1969، ومهرجان بيت الدين 1970-1972، ومهرجان بعلبك 1973-1974.

كانت لوديع الصافي بعض المشاركات السينمائية فشارك في بعض الأفلام منها لخمسة جنيه” و”غزل البنات” و” موال” و”نار الشوق” مع صباح عام 1973، وشارك أيضًا وديع الغناء مع بعض المشاهير من المغنيين على رأسهم صباح وفيروز.

تعدى أغاني وديع الصافي ما بين الأغنية والقصيدة الـ5000 أغنية ومنها ما قام بتلحينه بنفسه فهو مغني وملحن، وكان وديع يتميز في غناء الموال والعتابا والميجانا ولحن له العديد من الملحنين منهم الأخوين رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبي، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك وإن كان بفضل التلحين لنفسه.

نال وديع الصافي التكريم من العديد من البلدان والمؤسسات والجمعيات ومنها حصوله على خمسة أوسمة شرف من لبنان ميل شمعون، فؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي وإميل لحود الذي منحه وسام الأرز برتبة فارس، وهناك

الدكتوراه الفخرية

في الموسيقى التي منحتها له جامعة الروح القدس في الكسليك عام 1991، وسام التكريم من الدرجة الأولى من

سلطنة عمان

عام 2007، ولقب وديع الصافي بعدد من الألقاب منها صوت الجبل، والصوت الصافي، وقديس الطرب، ومطرب

الأرز

، وعملاق لبنان.


مكتبة صور لوديع الصافي

خلفيات وديع الصافي
خلفيات وديع الصافي

خلفيات وديع الصافي
خلفيات وديع الصافي