الحكمة من مثل البعوضة

إن الكثير من الناس في هذه الأيام لا يهتمون بالأشياء الصغيرة بل يتركز اهتمامهم على الأمور العظيمة التي يرونها وذلك بالرغم مـﻦ أن صغائر الأمور تشتمل على آيات وعبر لأولى الألباب ، ومن بيـﻦ ال

آيات

العظيمة التي يجهلها الكثيروﻦ هي خلق الله سبحانه وتعالى لأصغر دابة يراها الإنسان بالعين المجردة وهى

البعوضة

.


ذكر البعوض في القرآن


معجزة خلق البعوضة

قد ذكرت في القران فالبعوض هو أحد الحيوانات المذكورة في القرآن بالفعل، وعندما سمع كفار مكة آيات تتحدث عن حيوانات هائلة مثل

الفيل

والإبل ، قبلوا النبي ودعوته ولم يعترضوا على الصحابة ، ومع ذلك ، فقد كانوا يبحثون بشكل يائس عن أشياء صغيرة مثل البعوض يسخرون بها من آيات الله .

الوصف القرآني للبعوض يختلف كثيرا عن كل الحيوانات الأخرى ، إنه الحيوان الوحيد الذي تم ذكره بإنكار مؤكد أن خلقه يمكن أن يقدم أي سبب للإحراج إلى خالقه ، هكذا يعلن القرآن في سورة البقرة :

” إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ” .


سبب اختيار القرآن لكلمة بعوضة وليس بعوض

الكلمة القرآنية المستخدمة عن البعوض هي بالتحديد الكلمة المؤنثة ” بعوضة ” ،  بالطبع هناك حكمة كبيرة في سبب ذكر القرآن للبعوضة خاصة ، ومع ذلك فقد ظهرت هذه الحكمة بعد مئات السنين من إرسال الآية ، نتيجة لبعض الأبحاث العلمية ، حيث إن البعوض الذي يمتص دماء الناس ويستخدمه في بيضهم ، هم إناث البعوض ، هذا هو السبب في أن القرآن اختار

البعوض

الأنثوي للتشبيه من أجل الإشارة إلى هذا الواقع .


حقائق علمية عن البعوض تكشف الحكمة من ذكره بالقرآن

لقد أعطى الله مثالا على البعوض في القرآن الكريم ، ليوضح لنا كيف أن هذا المخلوق الصغير لديه بنية معقدة للغاية ، هناك معجزات علمية ظلت غير معروفة حتى عصرنا الحديث ، ولكن مؤخرا تم اكتشاف العديد من الأشياء المذهلة عن البعوض من بينها :

– هناك حوالي 2700 نوع من البعوض .

– يمكن للبعوضة أن تزن ما بين 2 و 2.5 ملليغرام .

– تستطيع أنثى البعوض أن تشرب حوالي 5 ملايين من فضلات الدم .

– للبعوض 100 عين أو أكثر .

– عندما يكون هناك اكتمال القمر ، تزداد لسعات البعوض بمقدار 500 مرة .

– تتحرك أجنحة البعوض 500 مرة في الثانية .

– الحيوان المسؤول عن معظم الوفيات البشرية في جميع أنحاء العالم هو البعوض .

– يحتوي الجسم أيضًا على لقاح صغير يعمل ك

مخدر موضعي

لمساعدته على إدخال أشواكه في جلد الإنسان دون أي شعور أو ألم ناتج عن شفط الدم .

– البعوض يفضل الأطفال على البالغين .

– يكره البعوض السترونيلا لأنها تهيج أقدامهم .

– يمكن للبعوض اكتشاف هدف متحرك من على بعد 18 قدمًا .

– يعيش البعوض الذكر بين 10 و 20 يومًا .

– تعيش أنثى البعوض بين 3 و 100 يوم .

– يمتلك البعوض 48 سنًا في فمهم .

– بداخله جسمهم صغير يوجد ثلاثة قلوب كاملة .

– يحتوي على ستة سكاكين في أنفه وكل سكين له استخدام خاص .

– لها ثلاثة أجنحة على كل جانب .

– في جسم هذه الحشرة آلة رقمية لل

أشعة السينية

، والتي تستخدم لتمييز جلد الإنسان في الظلام .

– له أداة لفحص الدم ، لأنه لا يفضل جميع أنواع الدم .

– لديه آلية خاصة لتسريع تدفق الدم بحيث يمكن سحبه بشكل أسرع .

– والاكتشاف الغريب من قبل العلم هو أن هناك حشرة مجهرية صغيرة جدًا أخرى تعيش على رأس هذه البعوضة .


المفسرون يوضحون سبب ضرب مثل البعوضة

قام المفسرون بذكر سببين لإيراد هذا المثل ، حيث قال الحسن وقتادة ” لما ذكر الله الذباب و

العنكبوت

في كتابه، وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود، وقالوا ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله الآية ” .

وعن ابن عباس وابن مسعود ” لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين يعني قوله (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً…) قال المنافقون: الله أعلى و أجل من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة…) .

وبذلك فمن الواضح أن هذا المثل إنما جاء تقريباً وتوبيخاً لهؤلاء الذين يقومون بالتشكيك بالقرآن عندما يضرب الأمثال بالمخلوقات الصغيرة ، ويترك المثل بالحيوانات الكبيرة مثل الفيل و

الحصان

، ولم يدرك الناس مدى قوة وتأثير هذا  المخلوق إلا في العصر الحديث ، حيث استطاع العلم أن يكتشف دقيق صنع الله بذلك المخلوق العجيب بعد انتشار المخابر والمجاهر وعلم التشريح .

والله تعالى الذي يخلق صغائر وكبائر ذلك الكون هو العالم بأسرار الخلق جميعاً ، وعندما ضرب المثل بالبعوض علمنا الآن مدى قيمة المثل وأثره، والعبرة ترجع إلى المثل وليس حجم الممثل به وأهل الإيمان هم دائماً أهل التسليم والتصديق لله ورسوله .