ايجابيات وسلبيات اشعب بن جبير

هناك عدد من الشخصيات التي عرفت و اشتهرت في التاريخ العربي ، و كان من بين هذه الشخصيات عدد منهم اتسموا بالفكاهة و كان من بينهم اشعب بن جبير.

أشعب بن جبير

– أشعب بن جبير هو واحدا من أكثر الشخصيات الفكاهية الذي عرف عنه الطمع، وقد كان له العديد من

الطرائف

والظرائف التي ما زالت تتداول في القصص الشعبية، ولد أشعب في السنة التاسعة من الهجرة، وكان والده من الممالك لدى الصحابي الجليل

عثمان بن عفان

، وقد عاش أشعب حتى فترة الخلافة الخاصة بالمهدي.

– ويقال له ابن أم حميدة ويكنى بأبا القاسم وأبا العلاء، وذكر أنه كام مولى ل

عبد الله بن الزبير

، كما قامت عائشة بنت عثمان ذات النطاقين بتربيته، فقرأ القرآن وعلم التجويد وتأدب وتنسك وحفط الأحاديث النبوية الشريفة، وقد روي عن أبان بن عثمان بن عفان وعن عكرمة وغيرهما أن ظرفه وهزله ودعابته قد صرفت عنه الكثر من الناس ولم يتمكنوا من أخذ رواياته بجدية حتى أنه قيل فيه: (ضاع الحديث بين أشعب وعكرمة)، وخلاصة الموضوع أن أشعب قال: (حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلو المؤمن من خلتين). وسكت، فقيل له: (ما هما؟) فقال: (الأولى نسيها عكرمة، والثانية نسيتها أنا).

– وقد ذكر عن عبد الله بن جعفر أنه كان من الظرفاء طيب العشرة، يجيد القراءة ويتميز بحسن الصوت بها، فقد روت عنه الكتب الأدبية عدد من الحكايات التي تبين جشعه وحرصه وطمعه، حيث أنه قد اختلط الصحيح مع غير الصحيح، حيث أن الباحث لا يتمكن من العثور على تلك الشخصية التي عملت على إضحاك الناس في حكاياتها، غير أن الشهرة التي اكتسبها أشعر لم تتوقف عند زمن بعينه أو مكان بعينه، فها هو لا يزال مذكورا في الأدب الفارسي وقد عرف عنه الذكاء.

– كان أشعب متميز بالصوت الحسن، يجيد الغناء ويكسب منه لقمة العيش، وقد كان سريع النكتة وحسن الدعابة، ومائلا للتطفل شديد الحرص، وقد كان يضرب به المل في شدة الطمع، فقد ذكره الميداني في كتابه (

أمثال العرب

) قال: (أطمع من أشعب).

– عاش أشعب بن جبير وقتا طويلا، وتواصل مع العديد من الشخصيات المعروفة في زمانه، وكان ينتقل بين حواضر العراق والحجاز مرغوبا في عشرته، وجاء إلى

بغداد

في عصر المنصور العباسي وعاد إلى المدينة وتوفي هناك في عام 771م، الموافق عام 154هـ.


اشهر الطرائف والقصص التي رويت عن أشعب بن جبير

– روى ابن عساكر أن أشعب قام بالغناء يوما لسالم بن عبد الله بن عمر قول أحد الشعراء:

مـضين بها والبدر يشبه وجههـا               مطهرة الأثواب والدين وافـر

لها حـسب زاكٍ وعــرض مهــذب            وعن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم تلق ريبة              ولم يستملها عن تقى الله شاعر

– فقال له سالم: أحسنت فزدنا، فغنى له:

ألمت بنا والليل داج كـأنه             جناح غراب عنه قد نفض القطـرا

فقلت أعطار ثوى في رحالنا          وما علمت ليلى سوى ريحها عطرا

– فقال له: أحسنت ولولا أن يتحدث الناس لأجزلت لك الجائزة، وإنك من الأمر لبمكان.

– وقال الشافعي: (عبث الولدان يوما بأشعب فقال لهم: إن ههنا أناسا يفرقون الجوز، ليطردهم عنه، فتسارع الصبيان إلى ذلك، فلما رآهم مسرعين قال: لعله حق فتبعهم).

– قيل إن أشعب خال

الأصمعي

وعن سالم أنه قال لأشعب إني أرى الشيطان ليتمثل على صورتك وكان رآه بكرة وأطعمه هريسة ثم بعد ساعتين رآه مصفرا عاصبا رأسه بيده قصبة قد تحامل إلى دار عبد الله بن عمرو بن عثمان

– قال الزبير: (قيل لأشعب نزوجك قال ابغوني امرأة أتجشى في وجهها تشبع وتأكل فخذ جرادة تنتخم).

– كان أشعب بن جبير يقول: حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله فيقال دع هذا عنك فيقول ليس للحق مترك.


ما ورد عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد

– يقال أن أشعب الطامع كان اسمه شعيب، وكانت كنيته أبو العلاء، وذكر أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان، وذكر مولى سعيد بن العاص، وذكر مولى عبد الله بن الزبير وذكر مولى فاطمة بنت الحسين، وهو أشعب بن أم حميدة، وقيلت حميدة بفتح الحاء أو بضمها، وذكر أن أمه كانت جعدة مولاة

أسماء بنت أبي بكر الصديق

، لزمن طويل جدا.

– وعاصر زمن الصحابي الجليل عثمان بن عفان، وقام بالرواية عن والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبان بن عثمان بن عفان، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعكرمة مولى بن عباس.

– كما روى عنه غياث بن إبراهيم، وعثمان بن فائد، ومعدي بن سليمان، كما أن له العديد من النوادر المأثورة والأخبار المستظرفة، وقد كان من أهالي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان خال محمد بن عمر الواقدي، وقد زعم أبو عثمان

الجاحظ

أن أشعب بن جبير قد أتى إلى مدينة بغداد في فترة خلافة المهدي.