فضل الموت بالمدينة المنورة
اتفق الفقهاء على فضل الموت ب
المدينة المنورة
واستحباب الدفن في مقابر الصالحين، والأماكن الفاضلة، فقد روى الطبراني بإسناد حسن عن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف، أن
رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: “من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شهيدا، أو شفيعا
يوم القيامة
“.
بركة المدينة المنورة
– المدينة المنورة لها عدة أسماء منها طيبة وطابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنها طيبةٌ وإنها تنفي الخبثَ كما تنفي النارُ خبث الفضةِ” صحيح مسلم.
– من
فضائل المدينة المنورة
المدينة النبوية الشريفة ان ترابها طيب وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية لأن من يقيم بها يجد من تربتها وحيطانها تنبعث رائحة طيبة لا توجد في غيرها.
– يقول الشاعر مدحاً فيها “بطيب رسول الله طاب نسيمها هو
المسك والكافور
والمندل الرطب”
– ومن بركة المدينة المنورة أيضاً تمرها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:” من أكل سبع تمرات، مما بين ربتيها، حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي” صحيح مسلم.
– وهناك بعض الأحاديث التي حددت العجوة فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من تصبَّحَ سَبعَ تَمراتٍ عجوةً، لم يضرَّهُ ذلِك اليومَ سُمٌّ ولا سِحرٌ” صحيح البخاري.
– وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” إنَّ في عجوةِ العاليةِ شفاءٌ، و إنها تِرياقٌ من أولِ البُكرةِ” صحيح الجامع.
– كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى له إنسان من شيء أو كانت بهِ قرحةٌ أو جرح يشير بسبابته بالأرض ثم رفعها “باسمِ اللهِ, تربةُ أرضنا, بريقِةِ بعضِنا، ليُشفَى بهِ سقيمُنا , بإذنِ ربِّنا”
صحيح مسلم
.
فضل الموت بالمدينة المنورة
– يشملهم الله برحمته مع الصالحين
– سيتم دفنه في المواضع الفاضلة والمواطن المباركة وسيكون قريب من مدافن الصالحين.
– سيدفن في الأرض المقدسة من
الأنبياء
والصالحين ومجاورتهم في الممات فتناله بركتهم
– الفضلاء يقصدون المواضع الفاضلة ويزورون قبور الصالحين ويدعون لأهلها
– يخفف عنه العذاب حين تنزل عليهم الرحمات ويصيب من نعيمهم إذ لا يشقى بهم جليسهم
– ينال المدفون بينهم إلى دعاء أهل الخير والصلاح الذين يمرون على هذه المقابر للدعاء لأهلها والاستغفار لمن فيها
– كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لأهل
البقيع
في المدينة ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: “السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين وأتاكم ما تُوعدون غدًا مُؤجَّلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد” صحيح مسلم.
الأحاديث الصحيحة في فضل الموت بالمدينة المنورة
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنِ استطاعَ منكُم أن يَموتَ بالمدينةِ، فليفعل فإنّي أشهد لمن مات بِها ” سنن
ابن ماجه
.
– كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَقَبْرٌ يُحْفَرُ بِالْمَدِينَةِ، فَاطَّلَعَ رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ، فَقَالَ: بِئْسَ مَضْجَعُ الْمُؤْمِنِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِئْسَ مَا قُلْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّمَا أَرَدْتُ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا مِثْلَ لِلْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ بُقْعَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَكُونَ قَبْرِي بِهَا مِنْهَا – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – يَعْنِي الْمَدِينَةَ
طلب سيدنا عمر أن يدفن في المدينة
– سأل عمر رضي الله عنه ربه أن يموت في المدينة فقد روى
البخاري
عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر قال: “اللهم ارزقني شهادة في سيبلك واجعل موتي في حرم رسولك صلى الله عليه وسلم”
– وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حريص أن يدفن إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجانب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
– جاء في حديث عمرو بن ميمون في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب أمر ابنه عبد الله قبل موته بأن ينْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ويقل:
“يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي.
فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ ! قَالَ ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَذِنَتْ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ.