قصة نجاح كاي ردفيلد
كاي ردفيلد جاميسون هي أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز ، وقد كرست حياتها المهنية لدراسة مرض
الهوس الاكتئابي
(المعروف أيضًا باسم
الاضطراب الثنائي القطب
) ، ولها العديد من الكتب أشهرها كتاب ” عقل غير هادئ ” الذي شرحت فيه معاناتها الشخصية مع مرض الاضطراب الثنائي القطب وكيف تحدت الكثير من الصعاب للنجاح في حياتها .
نبذة عن كاي ردفيلد
جامعة كاليفورنيا
في لوس أنجلوس عام 1971 وحصلت على شهادة الدكتوراه .
في عام 1975 كان لها الفضل في تأسيس عيادة اضطرابات المزاج في جامعة كاليفورنيا ، وبعد التدريس لعدة سنوات في جامعة كاليفورنيا في
لوس أنجلوس
، ذهبت إلى كلية الطب بجامعة جون هوبكنز حيث عرض عليها منصب أستاذ الطب النفسي ، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مثل هذه الوظيفة إلى طبيب نفسي .
معاناة جاميسون مع الاضطراب ثنائي القطب
كانت جاميسون نفسها تعاني من مرض الهوس الاكتئابي أو الاضطراب الثنائي القطب ، وقد كان اضطرابها هو ما دفعها إلى اختيار هذه المهنة ، وقد شاركت في تأليف النص الطبي القياسي حول الاضطراب الثنائي القطب بعنوان مرض الهوس الاكتئابي الذي رشحته الرابطة الأمريكية للناشرين في عام 1990 ” كأفضل كتاب بارز في العلوم الطبية الحيوية “.
في عام 1995 نشرت كاي ريدفيلد جاميسون كتاب “عقل غير هادئ : سير ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون ” وقد عرضت فيه تجربتها الشخصية مع المرض ، وبقي الكتاب على قائمة أفضل الكتب مبيعًا ل
صحيفة نيويورك تايمز
، وتم ترجمته إلى 15 لغة.
وقد كانت مخاطرة هائلة بالنسبة لجاميسون للكشف عن حالتها ، فقد كانت تدرك أنها ستثير أسئلة حول كفاءتها ومسؤوليتها المهنية ، لكنها أرادت أن تطلع الناس وتقوم بتثقيفهم حول المرض ، يكمن نجاح الكتاب جزئيًا في أسلوب السرد البسيط والمباشر الذي استخدمته ، حيث أنها وصفت بالتفصيل كيف كان الحال مع المرض وإنكارها في البداية له ومقاومتها لعلاج نوبات الهوس والاكتئاب ووصولها لـ
الذهان
.
تقول جاميسون ، التي كتبت في منتصف التسعينيات ، إنها شعرت بالإهانة الشخصية لمصطلح ” الهوس الاكتئابي ” ، ولم تكن خائفة من الاعتراف بأنها عانت من نوبات من الجنون ، ولم تشعر بالحاجة إلى التخلص من وصمة العار بمصطلحات صحيحة سياسياً ، وهي طبيبة نفسية عانت من المرض معظم حياتها ، وهي تفضل مصطلح ” ثنائي القطب ” لأنه أكثر تعبيراً عن تجربتها ، وفي النهاية أكثر دقة سريريًا .
وأوضحت جاميسون في كتابها حياتها بدءًا من
الطفولة
وحتى الآن ، وكيف كان لتربيتها تأثير في مقاومتها للمرض بعد ذلك بل ومقاومتها لتلقي العلاج ، وقد تعرضت جاميسون للكثير من المآسي وموت الأحباء في حياتها ، كما أنها حاولت الانتحار أثناء نوبة اكتئاب شديدة ، ووصفت كيف كانت نوبات الهوس تصيبها بالجنون ويصل بها الأمر للهلاوس ، ولكنها استطاعت الصمود رغم كل ذلك .
جهود جاميسون لمساعدة مرضى الهوس الاكتئابي
ما يجعل جاميسون تبرز في مجالها ليس مثابرتها خلال الأزمة ، لكن جهودها للتغلب على ازمات الآخرين الذين يعانون من المرض والتواصل معهم ومنحهم الأمل ، وقد قامت أيضًا بتأليف كتاب Touched with Fire : واوضحت فيه العلاقة بين مرض الهوس الاكتئابي والإبداع ، حيث تتحدث عن العديد من العقول العظيمة التي ، وفقا لمعايير اليوم ، ستعتبر ثنائية القطب أو مريضة عقليا ، وتتحدث الطاقة والابداع التي تجلبها حالة الهوس ، فعلى الرغم من العواقب السلبية ، قالت إنها إذا كان بيدها الاختيار ، فلن تعيش بدونه .
على الرغم من كونها طبيبة نفسية ، فإنها كثيراً ما تتحدث عن تجربتها مع الاضطراب وترددها في تناول الليثيوم في بعض الأحيان ، إن هذه الصراحة والكشف عن الذات ، إلى جانب عملها في هذا المجال ، هو الذي جعل جاميسون محبوبة في المجتمع ثنائي القطب ويحترمها الجميع في كافة أنحاء العالم ، وقد كتبت كاي ردفيلد جاميسون أكثر من 100 ورقة علمية عن اضطرابات المزاج والإبداع و
الصيدلة
.
تكريم الدكتورة جاميسون
حصلت جاميسون على العديد من الأوسمة والجوائز العلمية الوطنية والدولية ، كما زارت هيئة التدريس ب
جامعة هارفارد
وجامعة أكسفورد ، وتم اختيارها من قبل مجلة التايمز كـ “Hero of Medicine” وكانت واحدة من الأشخاص الخمسة الذين تم اختيارهم في المسلسل التلفزيوني العام “Great Minds of Medicine” ، وتعد دكتورة جاميسون حتى بالنسبة لشخص عادي انسانة حققت إنجازات مذهلة وعظيمة تستحق عليها التقدير ، ولكن بالنسبة لشخص يعاني من اضطراب ثنائي القطب ، فهي مصدر إلهام حي ومنارة أمل .