اسباب الفساد الاخلاقي و مظاهره المنتشرة في المجتمع
مثل
الأخلاق
المبادئ و
القيم
التي تسير المجتمعات و الأفراد، والتي تتمثل بشكل أساسي في الحق و
العدل
و
المساواة
، والتي يجب أن تتوغل في أو تتشبع بها النفس البشرية، كما أنها تمثل في المجتمعات بشكل عام المبادئ التي تستند عليها
القوانين
والتشريعات أو المبادئ الدستورية، ولكن بشكل عام ترتبط الأخلاق بمنظور معنوي لذا فالأخلاق الكريمة أو الحسنة تمثل واحدة من أعمال القلوب سواء كانت ظاهر أو باطنة، لذا فإن الإصابة التي تصيب الأخلاق تمثل إصابة خطيرة ومهددة سواء للأفراد أو المجتمعات وللأسف في الآونة الأخيرة أصبح
الفساد
الأخلاقي ظاهرة لا يجب الاستهانة بها.
ما المقصود بالفساد الأخلاقي؟
يقصد بفساد الأخلاق البعد عن القيم والمبادئ القويمة التي تخص المجتمع وكذلك القيم الدينية القويمة، وبشكل عام فإن
الفطرة
تميل إلى الأخلاق القويمة والحميدة إلا أنه في الآونة الأخيرة طغى بشكل كبير التعامل بما يخالف الفطرة السليمة فيما يخص الأخلاق وهو ما يؤثر على
المجتمع
فصدق القائل إنما الامم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
أسباب الفساد الأخلاقي
-التربية السيئة أي التربية البعيدة عن
الإسلام
فإذا قمت بتربية طفلك من صغره بعيدًا عن تعاليمه والمبادئ التي يدعوا إليها الدين فلا تنتظر منه شخصًا صالحًا سويًا وإنما ستجد أنسانًا مشوهًا بعيدًا عن أي قيم ومبادئ وأخلاق.
-القدوة واحدة من أهم وسائل التربية والتعليم لذا فغياب
القدوة الحسنة
أو بمعنى آخر وجود قدوة سيئة يساعد على إيجاد شخص فاسد أخلاقيًا، فالأخلاق تتم تنميتها وغرسها في منذ الصغر وإذا وجدت قدوة سيئة سيقوم بتقليدها وتتغلغل فيه تلك الصفات والأخلاقيات وتكبر وتنمو معه.
-الثواب والعقاب واحدة من الوسائل الهامة التي يجب أن تلتزم بها الأسر بين أبنائها فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وإنما إذا كان يعرف بأن من يسيئ يعاقب ومن يفعل حسنًا يكافأ فسيلتزم وبذلك ويتعود على الإقدام على الافعال الجيدة وتزرع به الأخلاق.
-غياب التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة فقد أصبحت الكثير من المنازل أفرادها مثل جزر مستقلة داخل نفس محيط المنزل، فلا يعرف كل فرد عن الآخر شئ وهذا يهدد الأبناء فهذا البعد أو الانفصال لن يجعل للأهل الفرصة لمتابعة الأبناء وتقديم النصح والإرشاد، أي ممارسة دورهم مما ينتج فرد غير متزن أخلاقيًا أحيانًا.
-التطور التكنولوجي والذي يرتبط في غالبه بالانترنت وما يحويه من كل ما يهدد القيم والأخلاق ويسحر بها الشباب ويؤثر بهم ويجرهم إلى عالم خالي من أي أخلاق وقيم، ولا لوم هنا على
الشباب
بمفردهم إذ في غياب الوعي الأسري باهمية متابعة ما يشاهده أو يتعامل معه الأبناء فالأسرة تتحمل العبء الأكبر في ذلك، وذلك إلى جانب القنوات أو الوسائل الإعلامية المفتوحة والتي تبث كل ما يخالف الأخلاق الحميدة والمبادئ الدينية.
-التعليم والمناهج التعليمية فمن المعروف أن التربية يقوم بها طرفين أساسيين الطرف الأول هو الأسرة وهو يمثل الطرف الأكبر غالبًا، إلا أن هناك طرف آخر وهو يمثل أهمية ليست قليلة بل أهمية يمكن أن تصل إلى أهمية دور الأسرة أحيانًا، وهو المؤسسة التعليمة وما تقدمه من مناهج والتي يجب أن تحتوي وتتضمن تعليمه وحضه على التمسك بالأخلاق القويمة والحسنة.
-التقليد الأعمى إذ يعاني مجتمعنا العربي بالتحديد من مشكلة التقليد الأعمى لكل ما هو غربي دون وعي أو غربلة لما يتم استيراده وتقليده من الغرب، فتفاجأ فيما بعد بأن ما تقوم به أمر منافي للأخلاق والدين وهو عبء آخر على الأسرة يجب متابعته.
مظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع
تستطيع الآن بسهولة رصد مظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع والتي منها:
الزنا حيث أصبح ذلك السلوك المحرم منتشرًا بدرجة كبيرة حتى أنك وأنت في مطارات بعض الدول والتي يطلق عليها دول إسلامية يتم تسليمك منشورات إرشادية لكيفية التعامل مع الزانيات في المعاشرة، وكذلك أعطاء ترخيص للزانيات بممارسة تلك المهنة الرذيلة فلا يوجد أكبر من ذلك أن يتم الاعتراف بالزنا بشكل رسمي ويقنن ويمارس بشكل قانوني.
عري المرأة وهو واحدة من أبرز المظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع، والذي لم يقتصر على مجرد التعري لنساء معينة وإنما ظهرت الدعوات الجماعية والتي تشجع على التعري واعتبار ستر المرأة لنفسها نوعًا أو ضربًا من ضروب التخلف التي يجب التخلص منها، وكذلك التبرج والتزين بمساحيق التجميل.
الربا
وانتشاره بل وتقنينه بقوانين ولكنها تنتشر تحت مسمى جديد وهو الفائدة.
انتشار الكذب والغش والخداع بشكل كبير ودون حياء أو أحساس بما يقوموا به من خلق دميم، وانتشار ظاهرة من أسوء ما يمكن وهى ظهور ما يعرف بأولاد الشوارع وهم في الغالب أبناء زنا أو أسر متفككة.
بملاحظة سريعة ستجد بأن أغلب تلك الأخلاق والسلوكيات البعيدة عن الأخلاق القويمة انتشرت وظهرت ولكن تحت مسميات جديدة كنوع من التسويق لها لدى اصحاب النفوس الضعيفة، فتعري المرأة والدعوة له يتم تحت عنوان التحرر أو التقدم، بينما البعد عن الدين وتركه فيأتي تحت عنوان حرية الأديان، وممارسة الزنا تحت مسمى الحريات الشخصية، وقتل كبار السن تحت مسمى الموت الرحيم، حقًا النفس البشرية تستطيع تسويغ الكثير مما هو سيئ تحت مسميات براقة فقط حتى تبيح لنفسها القيام بها مع نوع من الراحة.
علاج الفساد الأخلاقي
العلاج الأول والأساسي وربما الوحيد هو العودة إلى الدين وإعادة تربية الأبناء وفقًا لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فجميع الأديان تدعو وتنمي الأخلاق بشكل عام والدين الإسلامي بشكل خاص، فالعودة إليه كفيله بالقضاء على أغلب الأمراض المجتمعية وعلى رأسها الفساد الأخلاقي.