معلومات عن غواصة والش وبيكارد
تعتبر “ترست” أو “غواصة الاعماق” من أعماق البحار لأبحاث الغوص التي صممها الإيطاليون، والتي وصل طاقمها المكون من شخصين إلى عمق قياسي يبلغ حوالي 101111 متر (35797 قدم)، في أعمق جزء معروف من محيطات الأرض “تشالنجر ديب” في
خندق ماريانا
بالقرب من غوام في
المحيط الهادئ
في 23 يناير 1960، وحقق جاك بيكارد (ابن مصمم القارب أوغست بيكارد) والملازم في البحرية الأمريكية الملازم “دون والش” هدف مشروع نيكون .
تصميم غواصة الأعماق ” والش وبيكارد “
تتكون ترست من غرفة عائمة مملوءة بالبنزين (البنزين) للطفو، مع مجال ضغط منفصل لعقد الطاقم، ويسمح هذا التكوين (يطلق عليه “Picyscaphe” من قبل Piccards) بالغوص مجانا، بدلا من التصميمات السابقة لأحواض الاستحمام التي تم فيها خفض الكرة إلى عمق وتربيتها مرة أخرى إلى السطح بواسطة كابل متصل بالسفينة، وتم تصميم ترست “غواصة الأعماق” من قبل العالم السويسري أوغست بيكارد والتي بنيت أصلا في إيطاليا، وتم بناء مجال الضغط الخاص به المكون من قسمين بواسطة شركة ” Acciaierie Terni” وتم تصنيع الجزء العلوي من قبل شركة “Cantieri Riuniti dell’Adriatico” في إقليم تريست الحر (على الحدود بين إيطاليا و
يوغوسلافيا
والآن في إيطاليا) .
وبالتالي الاسم الذي اختير لالحمام، وتم تركيب كرة الضغط بالقرب من نابولي، وتم إطلاق ترست في 26 أغسطس 1953 في
البحر الأبيض المتوسط
بالقرب من جزيرة كابري، واعتمد التصميم على التجربة السابقة مع “bathyscaphe FNRS-2” وتم تشغيل ترست بواسطة البحرية الفرنسية، وبعد عدة سنوات من العمل في البحر الأبيض المتوسط تم شراء ترست من قبل البحرية الأمريكية في عام 1958 مقابل 250،000 دولار (أي ما يعادل 2.2 مليون دولار اليوم)، وفي وقت “مشروع نيكون” كانت غواصة ترست أكثر من 15 مترا (50 قدم)، وكان معظمها عبارة عن سلسلة من العوامات المملوءة بـ 85000 لتر (22000 جالون أمريكي) من البنزين، وأدرجت صهاريج صابورة الماء في أي من طرفي السفينة .
وكذلك صابورة حديدية قابلة للإطلاق في طائرتين مخروطيتين على طول القاع الصدارة و الخلف من الطاقم المجال، وشغل الطاقم كرة الضغط البالغة 2.16 متر (7.09 قدم)، والموصولة إلى الجانب السفلي من العوامة وتم الوصول إليها من سطح السفينة بواسطة عمود رأسي اخترق العوامة واستمر في الوصول إلى فتحة المجال، وقدم مجال الضغط مساحة كافية فقط لشخصين، وقدمت دعما مستقلا تماما للحياة مع نظام إعادة تدوير الدائرة المغلقة مماثلة لتلك المستخدمة في المركبات الفضائية الحديثة والفضاء، وتم توفير الأكسجين من اسطوانات الضغط وثاني أكسيد الكربون تم تنظيفه من تنفس الهواء عن طريق تمريرها من خلال عبوات من الجير الصودا، وتم توفير الطاقة عن طريق البطاريات .
غواصة ترست “غواصة الأعماق”
تم تزويد ترست لاحقا بمجال ضغط جديد، وتم تصنيعه بواسطة Krupp Steel Works of Essen
ألمانيا
، في ثلاثة أقسام مجهزة بدقة (حلقة استوائية وقبطين) لتحمل الضغط الهائل البالغ 1.25 طن متري لكل سم 2 (110 ميجا باسكال) في الجزء السفلي من “تشالنجر ديب”، وكانت سماكة جدران الكرة 12.7 سم (5.0 بوصة) (تم تصميمها لتحمل أكثر بكثير من الضغط المقنن)، ويزن المجال 14.25 طن متري (31400 رطل) في الهواء وثمانية أطنان مترية (18000 رطل) في الماء (مما يعطيها متوسط الثقل النوعي 13 / (13−8) = 2.6 مرة من مياه البحر)، وكان الطفو ضروريا بسبب كثافة الكرة ولم يكن من الممكن تصميم كرة كبيرة بما يكفي لاحتواء الشخص الذي يمكنه تحمل الضغوط اللازمة، ومع وجود جدران معدنية رفيعة بدرجة كافية حتى تكون الكرة مرتفعة بشكل محايد تم اختيار البنزين كمائع تعويم لأنه أقل كثافة من الماء، وأيضا أقل انضغاطا وبالتالي يحتفظ بخصائصه الطافية ويلغي الحاجة إلى جدران سميكة وثقيلة لغرفة الطفو .
وأجريت مراقبة البحر خارج المركبة مباشرة عن طريق العين من خلال كتلة واحدة من
الزجاج الأكريليكي
المخروطي المدبب للغاية (Plexiglas) ، وهي المادة الشفافة الوحيدة التي تم تحديدها والتي تتحمل الضغط الخارجي، وتم توفير الإضاءة الخارجية للغواصة بواسطة مصابيح الكوارتز القوسية، والتي أثبتت أنها قادرة على تحمل الأجواء القياسية التي تزيد عن 1000 (15000 رطل لكل بوصة مربعة) (100 ميجا باسكال) من الضغط دون أي تعديل، وتم وضع تسعة أطنان مترية (20.000 رطل) من الكريات الحديدية المغناطيسية على متن الطائرة كصابورة، وذلك لتسريع الهبوط والسماح للصعود لأن ضغوط المياه القصوى لن تسمح باستخدام صهاريج طرد صابورة الهواء المضغوط في أعماق كبيرة، وتم الاحتفاظ بهذا الوزن الإضافي في مكانه عند حلق صومتي صابورة يشبه النطاط بواسطة
مغناطيس كهربائي
، لذلك في حالة حدوث عطل كهربائي سترتفع تلقائيا إلى سطح البحر .
وتم نقل ترست إلى منشأة مختبر الإلكترونيات البحرية في سان دييغو كاليفورنيا، وتم تعديل ترست على نطاق واسع من قبل الأميركيين، ثم استخدم في سلسلة من اختبارات الغمر العميق في المحيط الهادئ خلال السنوات القليلة المقبلة، وبلغت ذروتها في الغوص إلى قاع المتحد العميق خلال شهر يناير 1960 .
ماريانا خندق الغطس
غادرت ترست سان دييغو في 5 أكتوبر 1959 متجهة إلى غوام على متن سفينة الشحن سانتا ماريا للمشاركة في مشروع نيكون، وسلسلة من الغطس العميق في خندق ماريانا، وفي 23 يناير 1960 وصلت إلى قاع المحيط في
منطقة تشالنجر ديب
(أعمق الجزء الجنوبي من خندق ماريانا)، حاملا جاك بيكارد ودون والش، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها سفينة مأهولة أو غير مأهولة، إلى أعمق نقطة معروفة في محيطات الأرض، وأشارت الأنظمة الموجودة على متن الطائرة إلى عمق 1121 مترا (37،799 قدما)، وعلى الرغم من أن هذا تم تعديله لاحقا إلى 10،916 مترا (35،814 قدما) في الآونة الأخيرة وجدت قياسات أكثر دقة أن تشالنجر ديب يتراوح ما بين 10،911 مترا (35797 قدما) و 10994 مترا (3670 قدما) بعمق .
واستغرق النزول إلى قاع المحيط 4 ساعات و 47 دقيقة بمعدل نزول قدره 0.9 متر في الثانية (3.2 كم / ساعة ؛ 2.0 ميل في الساعة)، وبعد مرور 9000 متر (30،000 قدم) تحطمت إحدى نوافذ زجاج شبكي الخارجي، وهزت السفينة بأكملها، وقضى الرجلان بالكاد عشرين دقيقة في
قاع المحيط
، وكانت درجة الحرارة في المقصورة 7 درجة مئوية (45 درجة فهرنهايت) في ذلك الوقت .